|
|
 السودان الجديد فى نيفاشا بين جبال النوبه وسلام السودان
|
التحولات التى تجرى فى الواقع السودانى السياسى الراهن.لا تغيب عن ملا حظات المتابع والمراقب الحصيف . فكثير من القضايا التى ظلت تشغل بال ( النخبه ) وتتحكم فى حواراتها حسمها المجتمع ولم تحسمها النخبه بعد , فعلى سبيل المثال قضية مثل ( الدامج الاجتماعى )( والهامش الاجتماعى )ة . والتى ظلت تحتل جزاء مقدرا من البحث النخبوى نجدها لا تمثل هاجسا , فطوعا اخذت المجموعات الاثنية المختلفه _ تندمج فى بعضها البعض , صحيح ان هذا الاندماج حتى الان جزئى وليس كليا . ولكن مشوار المليون ميل يبدا بالخطوه الاولى .
وكان لابد لنا من هذا المقدمه لانها بصوره او باخرى تحمل تصورنا لاكثر القضايا حساسية وتعقيدا فى السودان ( قضية الهوية ) باعتبارها قضية سياسية زات طابع فكرى ظلت تمثل اس الازمة الوطنية الشاملة اذ ترتبط بكل المشكلات فى السودان .
ومنذ ان تم الاعلان فى برتكول مشاكوس الى نيفاشا المطوره بات من الواضح ان مداولات التفاوض السودانى بنيفاشا تمثل الارضية المناسبه لحل مشاكل السودان بما فى ذلك الهوية , التى تحل بالمواطنه , وباعتبار ان جبال النوبه نموزج عملى متقدم فى حل المشكل الاثنى فى السودان , نجد ان روح اتفاق جبال النوبه عبر عنها فى مشاكوس وجند تفاوض قوى الان فى نيفاشا تتمسك به الحركه الشعبية لتحرير السودان ايمانا منها بالالتزام التى قطعته فى ( كاودا ) لاجماع النوبه الذى بدا ينتظم فيها فى اتجاه موقف جبال النوبى موحد .ولكن من الصعب ان نسمى هذا الاجماع الاخير ولابد من ان يتطور لصوره اقوى من كاودا مستقبلا فى الحراك السياسى الغير ثابت .
وهو ما يطمئن المتخوفيين والمرجفيين بان المناطق المهمشة الاخرى والبؤر الملتهبه الان مثل دارفور.فى حال تم التعامل معها بطريقة مشابهة للطريقة التى تم التعامل بها مع جبال النوبه ,ليس بالضروره ان تؤدى هذه الطريقة الى الانفصال , خاصة اذا وضعنا فى الاعتبار ان الطريقة التى تم التعامل بها مع جبال النوبه هى استلهام لكل محددات ( التميز الايجابى ) الذى يرمى لرفع مستوى حياة هؤلاء المهمشين . وهو ما اكد عليه برتكول مشاكوس وفضاء انجازه الان نيفاشااحد مثلث المناطق الثلاث العصية على حكومه السودان ان تتنازل عنه . وعلى الرغم من ان الفترة التى تم فيها تطبيق اتفاق جبال النوبه وحتى الان وما صاحبها من متغيرات ذات اثر عليها الا ان الفترة ليست بالطويلة الا ان اثارها على الحياة الاجتماعية ظاهرة .
وهو ما يطرح ضرورة تكوين قوى جديدة ديمقراطية مؤسسية تستطيع ان تتقبل روح الشراكه فى ادارة الملف الخاص بجبال النوبة قبل ان تتقبل الاخر منها . وتستطيع مواكبه التحولات الاجتماعية والسياسية , وتداخلات الرؤى وادارتها والاستفاده منها التى تحدث يوميا خاصة بعد ان اثبتت قوى السودان القديم فى جبال النوبه فشلها وعدم قدرتها على تحقيق اى انجاز يزكر يسهم فى حياة شعب جبال النوبه ويقوده للسلام والرخاء والمواطنه , ومن المؤكد ان قيام قوى سياسية جديدة فى جبال النوبه يستلزم وعيا كافيا بطبيعة المرحلة التى تمر بها جبال النوبه فى سنوات الصراع المريره ظلت ترتبط بصورة جزرية بالحركة الشعبية لتحرير السودان , ولذلك الارتباط مبرراته الموضوعية ومازال يؤكد هذا الارتباط جبال النوبه كجند تفاوض قوى لدى الحركه الشعبية لتحرير السودان فى نيفاشا
فطبيعة العلاقة النضالية لابناء جبال النوبه بالحركه الشعبية لتحرير السودان زات اثر طيب وايجابى الا من بعض الاسقاطات التى قد تخلق تازمات تقود لنزاعات ستكون خصما على التاريخ النضالى المشترك وهو ما يسترعى انتباه المهموميين لهذه العلاقة . وهذه الحركه العكسية التى تعبر عنها فجوه معرفية كبيره فى فلسفه الحركه التى لا يعلمها كثيرين , علينا ان نقوم على ردم هذه الفجوة فى الوعى بين ابناء جبال النوبة فى الحركة الشعبية لتحرير السودان وقوى جبال النوبة الاخرى ,وتمثل فارقا كبيرا فى الوعىوالتطلعات والطموح . ويستلزم ردمها قيام قوى ديموقراطية جديدة مهمومة بمصالح شعب جبال النوبة وشعب السودان .والتى لا تتحقق الا فى ظل السلام وبالسلام , خاصة ان جبال النوبة تقع فى منطقة مثالية للصراع والتدامج الاجتماعى فى آن واحد .فهى متاخمة للقبائل الجنوبية والعربية .
وهكذا تعتبر منطقة تماس مع الجنوب الافريقى المتدرج بحدوده الى كردفان ذات الوجود العربى الطاغى . وهو وضع يقتضى شفافية عالية عند تقرير المصير والاستفتاء , فعلى الحادبين كلهم حشد كافة الطاقات التى يجب ان تسخر لرفع الوعى بتعقيدات الجغرافيا والتركيبة السكانية لمنطقة جبال النوبة والجوار الجنوبى العربى . مع الاخذ فى الاعتبار رؤية الحركة التفاوضية رؤية موضوعية مستقبلية اساسها السلام والتدامج الاجتماعى واليموقراطية .بالتاكيد ان تنظيمات ابناء جبال النوبة العاملة الان خارج دائرة هذا الوعى . وخارج دائرة التاثير , وبالتالى على هذه التنظيمات استدراك ومراجعة وضعها فى واقع لن يلبث ان يفاجئها , لان غياب الوعى المرجعى رغم ما يدور فى الحراك الغالب لهذه التنظيمات غير مدرك , فهل ستكون خارج دائرة التاثير مثلما هو حالها الان , ام تجدد نفسها وتحاول اعادة البناء بذاتها على اسس ديمقراطية , وبالقدر الذى يمكنها فعلا من الاسهام الجاد والمسئول فى حياة شعب جبال النوبه , الذى اكتوى بنيران الحرب والتهميش لسنوات طويلة واخيرا يهيم فى صراعات ابنائه .
ان فقان القوة الذى نخبره ليس علامه على العجز فى جبال النوبه بل انه يعكس عجز انظمتنا وفقان المؤسسية فيها . ونحن نحتاج الى ان نعيد بناء هذه الانظمه التى بحوزتنا او خلق انظمه جديده ذلك ان التفاوض الان ليس امرا عاضا فى حياة النوبه , بل هو تحول فى جوهر الازمه ومرحلة من مراحلها ليس ختامها التفاوض ويهم ما بعد ذلك . وفى ظل استشراف نظم اقل انفلاتا فى الذات والمناهج الانصرافية ولابد من محاصرة الانفلاتات ووضع كوابح لها
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست