|
السودانوية: الماء بالماء بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
06:16 AM May, 04 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
تجددت الدعوة إلى "السودانوية" خلال مؤتمر الهوية والحداثة وعقد الستينات والسبعينات الذي انعقد في الشارقة في أوائل أبريل المنصرم. وهي "لا دعوة" لأنها تصف حالة كوننا سودانيين لا غير. ولا غلاط في ذلك. ولكن شقها المزعج هو أن هذه السودانية لن تتأتي (إذا فهمت صاح) إلا بأن نسقط كل زعم بالانتساب إلى العرب أو أفريقيا. وهنا مربط الفرس. فكيف يمكن ل"سودانوية" اشتبكت تاريخياً مع العرب والأفارقة أن تخلع مواردها هكذا وتظل شيئاً ذا معنى؟ دعنا نقف عند أوجه الصعوبة التي تبطل السودانوية بدون مكوناتها الأصل. جاء ماجد بوب قبل فترة بأبيات للمرحوم حسن بابكر الحاج ( نائب البرلمان عن الحزب الاتحادي في 1965 الذي صوت ضد حل الحزب الشيوعي) في ميلاد إحدى بناته: يا بسمة الصبح العليل تهب من علياء نجد فكيف يستقيم فهم هذا البيت، والأهم من ذلك تذوقه، بغير اعتبار للموضع العربي المذكور: نجد؟ فالتعاطي مع هذا البيت لا يتحقق بغير "بنية العاطفة" ،كما يقولون، التي من وراء نجد العربية. ومثل هذا كثير: صبا بردا وضمين الطائف ونور الشام. ولكن من أنصع الحجج على بطلان تجريد السودانوية من مواردها العربية أو الأفريقية ما جاء في كلمة لخالد فرح عن "الذاكرة اللغوية". فذكر أن بنونة بنت المك قالت عن أخيها في الأغنية المشهورة إنه "أسد بيشة": أسد بيشة المِكَرْبِتْ قمزاتو متطابقاتْ وعلمت لاول مرة أن بيشة مأسدة في جنوب الحجاز. والمأسدة هي عرين الأسود. فبقاء هذه الصيغة (ويسميها الفولكلوريون الفورمويوليك" formulaic" وهي طوب العبارات الجاهز يبني بها الشاعر الشفاهي قصيدته) في الذاكرة العربية في السودان مما يُكذب الدعوة إلى تبني سودانوية مبرأة من العروبة أو الأفريقية. فلن نفصم هذه الذاكرة من هوية عرب السودانيين إلا بأمر صفوي عا يحتكر لنفسه التصرف في "بنية عاطفة" سائر الناس كيفما اتفق. وبدت لي استحالة دعوة السودانوية "للتخلص من موارد الهوية السودانية المتنوعة وبنية عاطفتها حين كنت أقلب قاموساً عربياً على الشبكة. ووقعت عيني مصادفة عند مترادفتين هما "الرصاء والرسحاء". سمعت بهما لأول مرة. ويعنيان المرأة ممسوحة العجيزة أو الكفل. وتساءلت: من أين لنا لفظة نوسع بها على لغتنا من جهة وصف الرجل والمرأة بغير الرجوع إلى المورد العربي في هذه الحالة؟ وكل مُعَرب يعرف أنه يحتاج إلى هذه السعة في اللغة. ولتواضع علم المترجمين في مادة العربية تجدهم ظنوا بها ضيق الماعون. فاحتجت مرة لتعريب "lilly white " ونضبت لغتي. ولولا أسعفني المتنبي ب "بياض يقق" لارتفعت في عيني الإنجليزية وسفلت العربية. وما صاح.
formulaic
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- حسن سلامة: بفوق بحي السوق بقلم عبدالله علي إبراهيم 04-21-15, 04:28 PM, عبدالله علي إبراهيم
- حسن سلامة الخاتي الملامة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-17-15, 01:06 AM, عبدالله علي إبراهيم
- شيبون: كان فينا جملة مفيدة بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-15-15, 10:57 PM, عبدالله علي إبراهيم
- الإنجليز غفروا وحيرانهم كفروا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-07-15, 02:16 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلامنا إتربا وحت دينا إتسبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-04-15, 11:21 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عدل الشريعة جعل جور الإنجليز مقبوح بقلم عبد الله علي إبراهيم 04-02-15, 05:45 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الزين على إبراهيم: عطر رونيو ثورة 1964 بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-21-15, 08:30 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: هل "تخلف" الشريعة حق أم باطل استعماري؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-20-15, 01:56 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار والشريعة: وإذ أهدى الطريقين التي أتجنب بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-18-15, 05:41 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستعمار و"تأنيث" الشريعة بقلم عبدالله علي إبراهيم 03-15-15, 06:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- ياللعار قتلوا الجار: لوممبا بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-12-15, 05:43 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وا حلاتي دا مي عبد الله! بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-08-15, 10:03 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب واقع علي ود الترابي (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-07-15, 07:32 PM, عبدالله علي إبراهيم
- عبد الخالق محجوب والترابي الجد بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-06-15, 05:29 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: ونهج عبد الخالق محجوب (3-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 03-01-15, 06:47 AM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة: نهج عبد الخالق محجوب (2-3) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-26-15, 05:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- البرجوازية الصغيرة-الصفوة: نهج عبد الخالق محجوب بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-24-15, 10:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- 4-العقل الرعوي: لولا براعة الشبل بندر (4-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-22-15, 07:31 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (3-4) بقلم عبدالله علي إبراهيم 02-21-15, 01:07 AM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-18-15, 08:41 PM, عبدالله علي إبراهيم
- العقل الرعوي: أو إنت ساكت مالك آ (يا) طاها (1-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-17-15, 01:40 AM, عبدالله علي إبراهيم
- المسلمون كأسنان المشط: قالها ماركس (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-14-15, 05:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
- زيارة كارل ماركس المغربي العثماني للجزائر (1-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-12-15, 03:13 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (الحلقة الخاتمة) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-08-15, 06:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 3-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-06-15, 05:11 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء (2-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-03-15, 10:25 PM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود محمد طه: طوبى للغرباء 1-4 بقلم عبد الله علي إبراهيم 02-01-15, 09:55 PM, عبدالله علي إبراهيم
- سعودي دراج: الذكرى الجميلة لو تعرف معناها بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-31-15, 01:48 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير محكمة طه في 1985 : أخذت القانون بيدها للثأر بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-22-15, 05:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير ما هوية قضاة محنة الأستاذ طه (1985): قضاة شرعيون أم كيزان؟ بقلم عبد الله علي إبراه 01-21-15, 01:04 AM, عبدالله علي إبراهيم
- محمود عبد العزيز الحوت: ما قبل الربيع السوداني بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-19-15, 08:20 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (الأخيرة) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-17-15, 06:43 AM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (7) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-15-15, 07:48 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-14-15, 07:18 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (5-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-13-15, 02:05 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير الجمهوريون: حقول الاستتابة 1985 بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-11-15, 11:30 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (4-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-10-15, 06:53 AM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982) بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-08-15, 06:56 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (3-6) (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-07-15, 06:00 PM, عبدالله علي إبراهيم
- أخطأت الميدان، وصَحّ عثمان ميرغني: السودنة الدامية بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-06-15, 06:06 PM, عبدالله علي إبراهيم
- بين رزق وبابو: يوم انحلت أمريكا من فرط الشقاق بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-05-15, 07:58 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: عرض لكتاب (العرب والسودان، 1967) بقلم عبد الله على إبراهيم 01-05-15, 05:59 PM, عبدالله علي إبراهيم
- في تذكر 18 يناير : دراما محاكم الجمهوريين وقضاة الشرع بقلم عبد الله علي إبراهيم 01-04-15, 07:53 PM, عبدالله علي إبراهيم
- إسلام السودان وعربه: في مناسبة مرور 57 عاماً على صدور العرب والسودان(1967)للدكتور يوسف فضل حسن 1-6 01-03-15, 09:19 PM, عبدالله علي إبراهيم
- اليوم نلعن أبو خاش راية استقلالنا بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-30-14, 04:46 PM, عبدالله علي إبراهيم
- تثقيف الغيرة على الحبيب المصطفى بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-28-14, 02:58 AM, عبدالله علي إبراهيم
- جيل الفراشات الشيوعي: قريب الله الأنصاري بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-26-14, 06:49 AM, عبدالله علي إبراهيم
- صه يا كنار: سيوبر وطنية بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-24-14, 00:18 AM, عبدالله علي إبراهيم
- عثمان ميرغني: استقلال بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم 12-21-14, 04:32 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الاستقلال: موت الأمل، موت الحلم بقلم عبد الله على إبراهيم 12-18-14, 05:08 PM, عبدالله علي إبراهيم
- وادي الشايقية ووطن الجعليين: هبوط إضطراري عبد الله علي إبراهيم 05-11-14, 07:23 AM, عبدالله علي إبراهيم
|
|
|
|
|
|