حين يكون المؤتمر حاشدا.. أي مؤتمر.. يجمع المراقبون على أن أفضل اللقاءات هي تلك التي تتم على هامش ذلكم النوع من المؤتمرات.. ومؤتمر القمة العربي الأخير الذي استضافته المملكة العربية السعودية ليبدأ اسمه بقمة الظهران إشارة لمكان انعقاده.. وينتهي اسمه بقمة القدس.. وفق رغبة المليك.. كان من ذلك النوع الحاشد من المؤتمرات.. فقد حضره ممثلون لإحدى وعشرين دولة.. ثم ممثلون للأمم المتحدة وبعض وكالاتها.. والجامعة العربية.. وكل مؤسساتها.. والاتحاد الأوروبي ودول من خارج الاتحاد.. ومن خارج أوروبا.. ومن داخل أفريقيا.. إذن كان حشدا.. وبالنظر إلى حظ السودان في ذلك الحشد.. صحيح أن البيان الختامي قد تضمن بندا يتحدث عن تكريس السلام في السودان.. ولكن القمة لم تقف طويلا عند تحقيق السلام على الأرض.. ومن ثم النظر في تكريسه.. وكأنها.. أي القمة.. ترى أن على السودان إكمال عملية السلام.. ثم تتولى القمة تكريسه.. كذلك وفي عجزه فقد أشار ذلك البند في البيان الختامي إلى دعم التنمية.. ولكن القمة.. أيضا.. تجاهلت تحديد آلية.. أو حتى خارطة طريق.. تحدد كيفية دعم تلك التنمية..! ولكن.. يبدو.. وتأكيدا لرؤية المراقبين.. فهامش القمة بالنسبة للسودان.. كان خيرا من متنها.. فعلى سبيل المثال.. تؤكد المصادر أن اللقاء الأطول لولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان.. من جملة اللقاءات التي عقدها على هامش القمة.. كانت تلك التي جمعته بالرئيس السوداني عمر البشير.. وأن ولي العهد لم يتأخر كثيرا ليشيد بموقف السودان من دعم الشرعية في اليمن.. ولَم ينس بالتالي الدور الكبير الذي تلعبه القوات المسلحة السودانية في تثبيت تلك الشرعية وحمايتها على الأرض.. ولَم ينس ولي العهد السعودي كذلك التأكيد على أن ذلك الدور العسكري.. إنما يأتي في إطار الدور المحوري الذي يلعبه السودان في هذه المرحلة.. كما لم يفت على ولي العهد.. وفقا لذات المصادر.. أن يؤكد على خصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين.. وأن توجيهات الملك وحرصه الشخصي.. الاهتمام بهذه العلاقة والانتقال بها إلى مربع يجسد مزيدا من.. التعاون..! اذن هذا لقاء على هامش القمة.. يكاد يوازي مكتسبات القمة.. إن لم يفقها.. وليس هذا فحسب.. فثمة لقاء مهم.. بمحمد آخر.. وهو لقاء الرئيس بنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.. حاكم دبي.. الشيخ محمد بن راشد.. وما بين الإمارات والسودان كثير من ذلك الذي يحتاج إلى بحث ونقاش على مستوى القمة.. خاصة في ظل.. وجهة نظر أخرى..! ثم لقاءات أخرى لم تتبد أهميتها إلا من إدراك مخرجاتها.. لقاء الرئيس بالرئيس الصومالي.. ثم لقائه بالرئيس الجيبوتي.. وقد يرى البعض تواضعا للقيمة السياسية للقائين مقارنة بلقائين من العيار الثقيل سبقا هذين اللقائين.. أي لقاء المحمدين.. ولكن الملم (بجيوبلتيك) السودان.. وما تعنيه منطقة القرن الأفريقي لا للسودان فحسب.. بل للعرب عموما ولأمن البحر الأحمر خصوصا.. يدرك أهمية هذين اللقائين.. ولأنني أزعم أنني من المشغولين بالقرن الأفريقي.. أخصص تحليل الغد لقمة القرن الأفريقي التي يستضيفها السودان مطلع مايو القادم.. كما أعلن البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة