السودان.. عندما يتذكر الرئيس البشير أن التاريخ لن يرحم بقلم خالد الاعيسر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 05:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2014, 02:32 AM

خالد الأعيسر
<aخالد الأعيسر
تاريخ التسجيل: 09-23-2014
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان.. عندما يتذكر الرئيس البشير أن التاريخ لن يرحم بقلم خالد الاعيسر

    mailto:[email protected]@yahoo.com

    التاريخ يبقى حيا معنا، ولن تنتهي كتابته في يوم أمس، ولن يكون يومنا الحاضر إلا استمراراً لماضينا القريب.. والقضايا التي نحياها اليوم هي حصاد البذرة التي زرعناها أو زرعها لنا غيرنا، في السنوات الماضية.. إن كتابة التاريخ مستمرة ولن تتوقف أبداً.
    هي كلمات استهل بها ناصر الدين النشاشيبي كتابه الشهير «أنا من الشرق الأوسط.. أحداث وأحاديث»، الذي تناول فيه مسيرة عمالقة الشرق الأوسط الذين حلقوا في سموات البطولة والعبقرية، وتغاضى فيه عن ذكر الكثير من الأقزام الذين آثروا العيش في مستنقعات الجهل والخيانة والانحراف.
    السودان كعادته «زمان»، كان محلقا في فضاءات رحبة بسيرة «زول» عملاق عاش بعقلية الشاعر وطموح الحاكم ونفسية المحامي وغرور رجل السيد عبد الرحمن المهدي.. الذي مات في لندن، فقيراً معدماً، ويشهد التاريخ بأن الشقة التي كان يملكها بيعت بالمزاد العلني.. إنه رجل السياسة السودانية اللامع محمد أحمد المحجوب الذي تولى رئاسة وزراء السودان.
    هو ذاته من قال عنه محمد حسنين هيكل في كتابه «بين الصحافة والسياسة» في فصل «لقاء في السجن»: «ان المحجوب بدأ حياته محاميا في دائرة السيد عبد الرحمن المهدي عقلا مرتبا، الى جانب العقل المرتب فقد كان «المحجوب» شاعرا تهيم روحه حيث يكون الجمال، وكان الادب يشده من المحاماة، وكانت الصحافة ومجالس الصحافيين تستهويه وتجذبه».
    نعم، فقد كان المحجوب رجلا سودانيا أصيلا وعفيفا، ترسم أقواله المأثورة ملامح شخصيته حتى لدى الأجيال التي لم تعاصره، كما هو الحال مع جيل اليوم، إذ يقول: «نحن في اليوم الأخير من الشهر، وليس في جيبي أو في حوزتي جنيه واحد أدفع به أجرة الشقة، إنني انتظر العون من بعيد، ولم يصل العون حتى الآن!».. هذا هو محمد أحمد السوداني الذي تمنينا أن يتمثل شخصيته وسلوكه ونهجه في الحياة كل حكام السودان السابقين والحاليين واللاحقين.
    بعيدا عن سيرة أكثرية الساسة السودانيين، الذين حكموا السودان وبقيت نزاهتهم وكفاءتهم راسخة في الوجدان الإنساني السوداني، ودُونت أسماؤهم بأحرف من نور في كتاب التاريخ، ومن بينهم الراحل محمد أحمد المحجوب، تأتي سيرة رئيس هو الآن في غمرة السلطة ونشوتها، يلوّح بعصاه في جميع الاتجاهات لأكثر من ربع قرن من الزمان، إنه الرئيس عمر حسن أحمد البشير؛ الذي يشابه مكوثه الطويل في السلطة عند غالبية أهل السودان قصة مكوث الدجال في الأرض، الذي جاء في الحديث عن مكثه في الأرض بأن يومه الأول يمر كسنة، ذلك لأن أيام الرئيس البشير أضحت طويلة ومملة ورتيبة ومفقرة؛ مما يتيح الحق لغالبية أهل السودان أن يقاربوا بين منطق العقل الذي تميزت به الحقب السابقة، وفوضى عهد الرئيس البشير وغياب الإنجاز فيه، وهذا بدوره يطرح سلسلة تساؤلات عن سر ومغزى بقاء رئيس كهذا في الحكم كل هذه الأعوام مقارنة بالرؤساء السابقين.
    نستطيع أن نفهم أن الرئيس البشير، إنسان حاله كعامة الخلق تؤثر عليه ارتباطاته السياسية ونزعاته العسكرية، وتنتابه أيضاً كوابيس المستقبل الأمنية التي تتخوّف من إمكانية تسليمه للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية التي تؤرق باله، والتي من الممكن أن تفرض على من يخلفه إجازة مبدأ تسليمه للعدالة الدولية؛ أو قل الوفاء بالحد الأدنى من المستحقات القانونية التي ستفرض نفسها على أي تيار سياسي آخر، أيا كان من المعارضة السودانية أو الأحزاب الموالية حاليا أو المؤتمر الوطني الحاكم نفسه، لأن يفعل الشيء ذاته مع تقلب المصالح والاستراتيجيات التي يفرضها منطق الزمن، لاسيما وأن التجــــارب البشرية حافلة بحالات مماثلة، من بينها تجربة حزب الرئيس البشير نفسه عندما وضع زعيمه السابق ومؤسسه ومنظر ثورته الأولى في غياهب السجون لعشر سنوات، فلـــما لا يحدث الشيء ذاته مرة أخرى.. وهذا بالضبط ما فعله الرئيس البشير نفسه مع شيخه الدكتور حسن عبد الله الترابي وعدد كبير من أتباعه ومناصريه «وتلك الأيام نداولها بين الناس».
    ما لا يستطيع أي إنسان عاقل فهمه هو الى متى سيبقى السودان وشعبه رهينة لمصلحة شخص واحد قادته دواعي خشيته من دخول قفص الاتهام وسيف العدالة المسلط حول رقبته لأن يرهن رقاب شعبه أجمعين بإمعانه في إحكام قبضته على السلطة، التي تربع على عرشها بمشروعية انقلابية استبدادية متسلطة لربع قرن من الزمان، ساجنا فيها نفسه في مخاوفه ومعه الشعب بأكمله؟ ألا يعلم الرئيس البشير بأن ثمن حكمه الباهظ هذا ظل يسدده الفقراء من أبناء الشعب السوداني خصما على أرازقهم طوال هذه السنوات؟ وهل يعلم الرئيس البشير ان خيرة شباب بلده قد هاجروا وتشردوا ومشوا في مناكب الأرض يعمرون بلادا غير بلادهم، وبعضهم التهمته حيتان البحار بعد أن تحطمت أحلامهم وآمالهم ومواهبهم نتيجة حكم رجل مكسور الجناح لا يستطيع حتى أن يطير؟.
    هل يعلم الرئيس البشير مدى الخطر من بناء جيش بديل يعتمد على الوحشية والقبلية «الجنجويدية» التي تُجذر وتُؤصل الانقسام والاستقطاب والبعد القبلي في توجيه الحياة السياسية للدولة؟.. هل يعلم الرئيس البشير مدى حجم الشعور بالغبن لدى أبناء الولايات السودانية كافة تجاه المركز على أنقاض سياسة التهميش الاقتصادي والسياسي التي تولدت بفعل الصراعات القبلية والعشائرية التي تجتاح البلاد هذه الأيام، والتي سيحتاج السودان لعشرات السنين لمحو آثارها؟.. أليس من حق كل السودانيين أن يسألوا الرئيس البشير الذي أقر بتنامي ما سماه ـ في أحد خطاباته ـ بالخطر القادم بشدة، هل كانت حالة الاستقطاب العرقي هذه متفشية وبهذا الشكل الكبير قبل بداية الدعم الانتقائي الذي مارسته حكومته لقبائل بعينها، في سياق حربها على التنظيمات التي أشهرت السلاح على أنقاض قضايا التهميش؟.
    هل يعلم الرئيس البشير سر رفض القيادة العسكرية للقوات المسلحة السودانية التي يرأسها لإنضمام ما يسمى بقوات الدعم السريع ودمجها في المؤسسة العسكرية «القومية» للوطن الكبير؟.
    هل يعلم الرئيس البشير أن سبب رفض الهيئات المالية الدولية إعفاء ديون السودان الخارجية البالغة 48 مليار دولار، كان أيضا سببه ترشحه للرئاسة من جديد؟؛ وهل يعلم الرئيس البشير أن الدول المقرضة جميعها سبق أن اشترطت عدم ترشحه لدورة رئاسية جديدة في الانتخابات العام المقبل كشرط لحث المانحين والمؤسسات المالية على إعفاء ديون السودان؟ أليس من حق كل السودانيين أيضا أن يسألوا لماذا يغلب الرئيس البشير بعلم أو بدونه مصالح فئة قليلة جدا من حاشيته على مصالح أمته ووطنه الكبير؟.
    هل يعلم الرئيس البشير أنه أصبح عبئا على السودان والشباب داخل حزبه «المؤتمر الوطني» وأن الشعور القومي كله يتداعى ويزداد توقا للانعتاق من سطوة حكم قائم على التقسيم العرقي الخطير؟.
    هل يعلم الرئيس البشير رغم انفصال الجنوب، ورغم السوء الذي لحق بفترة حكمه ولا يزال؛ أنه يستطيع أن يحفظ لنفسه مساحة بيضاء في التاريخ السوداني ولو بقدر يسير؟.. وهل يعلم الرئيس البشير أن الفرصة لا تزال أمامه للحصول على ملجأ آمن، عملا بفكرة الخروج السلس التي اقترحها له الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وليختار بعيدا عن نزعة الخوف التي يكابر في نكرانها مع أنصاره من الانتهازيين والمنتفعين أن الحل «الوحيد» لكل مشكلات السودان يكمن في مرحلة انتقالية، بإمكانه أن يكون على رأسها «لفترة معلومة»، وبعدها سيجني السودان التقسيم ما بين حكم الجنجويد والمقاومة المسلحة.
    وأخيراً، هل يعلم الرئيس البشير بأن الراحل محمد أحمد المحجوب سئل من قبل؛ متى تستطيع أن تقول إن السودان قد تحرر؟ فأجاب: «عندما يذهب منه الظل العسكري الديكتاتوري ويتحرر أهله من الفقر والجهل والمرض».
    أما أنا فأظن؛ لو أن المحجوب حيا لأضاف: «وعندما يتذكر الرئيس البشير أن التاريخ لن يرحم».

    ٭ كاتب سوداني مقيم في بريطانيا
    القدس العربي اللندنية - السنة السادسة والعشرون - العدد ٧٩٤٥ الثلاثاء ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤ - ١٠ صفر ١٤٣٦ هـ























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de