[email protected] فجعت وأنا في المقابر أشيع قريباً لصديق لي عندما اكتشفت وجود مجموعة من ستات الشاي وحولهن كراسيهن وعليها الزبائن يحتسون الشاى وتحسرت على عدم الذوق وانعدام الأحاسيس: ألا نخاف من رهبة الموت ولا نراعي حرمة الموتي!!! الأدهى من ذلك وجدت بعض الصبيان يبيعون السجائر! لقد تحولت المقابر بقدرة قادر إلى كافتيريا ودكاكين لبيع المكيفات (الشاى والسجائر). أنا من أكثر المتعاطفين مع ستات الشاي لأنهن مكافحات في سبيل تحقيق العيش الكريم الحلال في بلد تبلغ نسبة العطالة فيه معدلات كبيرة (تقول الإحصائيات الرسمية 20% وهي في الحقيقة تتجاوز 80%). وأنا متعاطف كذلك مع الصبيان الصغار الذين يمارسون حرفاً هامشية وتجارة هامشية بضغط الفقر والعوز الأسري.
حكيت هذا الإكتشاف التراجيدى (المأساوي) لزوجتي التى قالت لي ياعزيزي: "لقد تجرد بعض السودانيين من الأحاسيس والمشاعر المرهفة وظهرت هناك العديد من الظواهر الإجتماعية السالبة: تخيل المعزين والمعزيات في المآتم وسرادقات وبيوت العزاء يأكلون بشراهة مختلف أنواع الأطعمة ويشربون الماء البارد والشاى والقهوة على مدار أيام المأتم ولا يحسون بمشاعر و آلام أهل الميت ولا يراعون آداب العزاء والسنن النبوية في العزاء: إنها ميتة وخراب ديار".
ولذلك، اناشد الدعاة والقائمين على المقابر المختلفة والسلطات الرسمية أن يبذلوا جهدهم لمنع تفشي هذه الظاهرة. يكفي أن يكون بيع الشاي والسجائر خارج أسوار المقابر.
وأناشد مرشدى البيوتات الدينية بتوجيه زوار ورواد المقابر لإيقاف توزيع الكرامات (البليلة) داخل حرم المقابر وليكن توزيعها وأكلها خارج أسوار المقابر.
اللهم أرحم موتانا وموتي المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة