قبل أن ندخُل في حيثيات سماحِك لينا وسماحتك وسماحة شعبنا الطيب المُسامِح وسماحة ديننا السَمِح العظيم الإنساني الراقي... نترحَّم على روحك الطيبة الطاهرة ونسأل الله أن يتولاكِ برحمته ومغفرته وأن يجعلك الآن مع "سمِيْتِك" سيدة نساء العالمين سيدتنا الكاملة فاطمة الزهراء وأمها الكاملة خديجة ووالدها سيد الأنبياء وزوجها سيد الأصفياء وإبنيها الحسن والحُسين في عليين مع سائر أمواتنا وأموات المسلمين... اللهم آمين... عندما إنتقل الدكتور الترابي إلى رحمةِ مولانا تداعَى سُفهاء الدعوة مع عطالة اليوتيوب والفيسبُوك لشتمه وسبِّه، بل تكفيره *(تَنْقرَنْق)*... نسال الله له الرحمة والمغفرة... وللأسف الشديد حدث ذلك تحت مرآى ومسمع وزارة الأوقاف والشئون الدينية!!! كتبنا حينها وحذرنا من هذه الفئة التكفيرية الداعشية التي تسعَى بين نسيج هذا الشعب الطيب المُسالم -كما وصفه طيب الذكر حميد عليه رحمات الله- إلى الفتنة بشقِّه وتشقِيقِه إلى فئاتٍ تُكفر بعضها بعضا ثم في المرحلة القادمة تُقتِّل بعضها بعضا!!! مرت سنة... وجاء القرار الصائب، المتَّفق على صحته المعمولُ به في معظم دُول العالم، بمنع مثل هذه التجمُّعات التي تُسمَّى زوراً وبهتاناً بالدعوية... وهي في الحقيقة همجية، فوضوية، تكفيرية!!! ثم ما لبث أن تبخَّر هذا القرار مع وزيره العالم الرباني الدكتور عمار ميرغني... نسال الله أن يجزِيه خير إجتهاده في زمنٍ تُنَفَّذُ فيه قراراتٍ أُخرى من جهاتٍ تاااااااااني بأسرع ما يُمكِن!! مثلما جرى لإتحاد الكُرة الذي استولت عليه الشرطة بعجَلةٍ (مُدهِشةٍ) جعلت الوسط الرياضي في حيرة من أمره وارتبَكَت حينها كل قوانين هذه اللُعبة المُحبَّبَة جماهيرياً!!... فما يُضِيرُكُم يا جهاتُنا التنفيذية لو تكرَّمتُم ونفَّذتُم هذا القرار الذي استَبْشَر به الجميع لما فيه من حفظٍ لهيبةِ الدولة واستقرارٍ لحياة الإنسان بل الإنسانية جمعاء؟؟؟!!! وأنا أتجوَّل بالأمس عبر الميديا المرئية قابلنِي نفس (السفيه) الذي كفَّر الترابي سابقاً يُرغِي ويزبِد يتوسَّط عدد من صعاليكه العصبجية (كما وصفهم شيخهم محمد مصطفى عبد القادر)، يِنْدَعِرْ ويقُول بأن فاطمة أحمد إبراهيم كاااااااااااااااافري!!!!! بنفس المد دا، والعياذ بالله من هذه اللفظة وممن يعتقدها وممن يُطلقها على عواهنها على غير من يستحقها!! فإنها ترتدُ كما الدانة المُحرقة على وجه قائلها!!!! الفوضى التي تُمارس هذه الأيام بإسم الدين والدعوة إلى الله تزيد من الإحتقان، بل تُؤدي إلى التطرُّف، ودونكم هذه الفئة التي خرجت من رحم جماعة أنصار السنة... ثم انقلبت عليها هي الأُخرى بالتبديع والتفسيق والتكفير (بالنَزْ)!!! فتجدهم يُكفِّرُون بالجُملة وبالتعيين... والتكفير بالتعيين كما هُو معلوم ضد منهج السلف الذي يدَّعُونه... وهذا يُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك... أن سلف هؤلاء القوم هُم الخوارج أتباع ذو الخويصرة التميمي!!! ومن باب الأدب النبوي المُصطفوى مع الموتى الترحُّم عليهم وذكر محاسنهم، أو في حالة *(الكُعُوبِيِّي)* الطاقَّاهُم دي السكُوت عنهم بأن لا يذكرونهم لا بخير ولا بشر... وشُوفُو القصة الجميلة دي التي ذكرها الإمام الحاكم رضي الله عنه في مستدركه على الصحيحين... عندما دخل المُسلمُون إلى مكَّة المكرمة في عام الفتح... هرب بعض صناديد قريش في حينها -خصوصاً الكانت بينهم وبين الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم خربااااااااني ومُو عامْرِي- ومن الناس ديل كان عكرمة بن أبي جهل... أها جات زوجتُو واسمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام يعني بت عمُو لزم... وقالت للحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عاوزة أطلُب منك الأمان لي زوجي يجي راجع... قال ليها يجي على طوووووول أبشري بالخير... مشَت لحقت زوجها... وقالت ليهُو... جئتك من *(أبرِّ الناس وأوصلِ الناس وأفضلِ الناس)* وقد استأمنتُ لك فأمَّنك... أهَا لمَّن جاء راجع معاهَا... قال الحبيب المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لاصحابه... يُربيهم على الأدب والذوق والإنسانية التي لا تفرِّط في شيئ... *(يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مُؤمناً مهاجراً، فلا تسبواااااااااااااا أباه، فإن سبَّ الميت يُؤذي الحي، ولا يبلُغ الميِّت)*.... ودي ياها الرُوح الكانت موجودة في مجتمعنا السوداني المُتصالح المُسالم... مهما بلغ أحدنا في غيه وجبروته وطغيانه وانتقل إلى بارئه نترحم عليه وننسى ما اقترفت يداهُ من ظلم الناس وقتلهم وإيذائهم والشواهد كتيرة... إلى أن أتَى هؤلاء الشباب –السُفهاء، الصعاليك، قليلين الأدب، الكضابين- كما وصفهم شيخهم بذلك... ليبتدعُوا بدعةً سيئةً لم تكُن في آبائنا الأوائل ولا عُلمائنا الذين كانُوا يُشهد لهم بالتشدُّد في بعض الأحيان.... فنسأل الله السلامة والعافية... ونرجُو من الجهات التنفيذية في بلدنا الحبيب السودان أن يضعُوا قرار منع المُشاغبات الدينية في الساحات العامة نصب أعينهم حتى لا نتحسَّر في يومٍ من الأيام بإنفلاتٍ أمني قد لا يُحمَد عقباه!!!! . . . # *(لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)... أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم...*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة