:: ( دق الشلوفة)، من العادات الضارة التي وأدها وعي المجتمع ..ورحم الله شاعرنا أبو آمنة حامد، إذ كان يقول ساخراً : العرب يسمونها (شفاه)، ونحن نسميها (شلوفة)..وكانت لتلك العادة طقوساً.. يجمعون الأهل على وليمة الغداء، ثم يأتون بالفتاة المستهدفة، لتتكالب على شفاها إحدى الناس بالإبر وخزاً، ولا تبالي بالدماء..وكانت الفتاة تصرخ عند (الوخزة الأولى فقط)، ثم تصمت في بقية الوخزات، أي تكون الشفاه قد تخدرت - مع توالي الطعنات - بحيث لا تشعر بالألم ..!! :: وهذا حالنا، أي لم نعد نشعر بالألم حين تكتب صحف الأمس بالنص : ( كشف نائب رئيس الجمهورية عن تخزين بعض الولايات لأدوية قيمتها (60 مليون جنيه)، وكان يجب توزيعها مجاناً للمرضى)..نائب رئيس الجمهورية - وليس المراجع العام ولا الصحف ولا قوى المعارضة - يتحدث عن مخالفة بهذا الحجم ثم يصمت، ليصبح الحديث محض ( خبر صحفي).. فالنائب يعلم، ولكن هل الولاة على علم بهذا التخزين غير المشروع؟، وهل وزراء الصحة على علم بهذه المخالفة..؟؟ :: فالأسئلة غبية (طبعاً)، وهي بذات غباء من يُطالب بمحاسبة هؤلاء الولاة والوزراء على حرمان المرضى من بعض الحقوق (الأدوية المجانية).. فان نائب رئيس الجمهورية الذي كشف المخالفة لم يحاسبهم ولو اعلامياً بذكر الأسماء، فمن يحاسبهم؟.. وعليه، طبيعي جداً أن يتحدث نائب الرئيس عن المخالفات مثل أي مواطن .. وليس في هذا الحدث ما يؤلم، فلقد صار إحساس المجتمع - من كترة اخبار الفساد والمخالفات- كاحساس شفاه نساء أيام الزمان، أي تم تخدير العقول والقلوب ..!! :: وزير المالية أيضاً، بعد أن رفع الدعم عن الأدوية، ذهب مباشرة إلى المحكمة ليقر ويعترف بأنه على علم ببعض مخالفات إدارة التلفزيون، ويوافق عليها.. نعم وزير المالية شخصياً - أي المكلف بحماية المال العام من أنواع المخالفات - وليس مجرد مواطن جاهل أو غير مسؤول.. والمٌضحك أن بعض الأقلام احتفت بشجاعة المحكمة التي استدعت وزير المالية ك (شاهد)، ووصفت هذا الإستدعاء بالسابقة التاريخية..وربما تناست تلك الأقلام أن تطالب مجلس الوزراء بتخليد يوم الاستدعاء في ذاكرة التاريخ بحيث يكون (عطلة واحتفال)..!! :: وهذا الاحتفاء أيضاً ( شئ طبيعي)، وعلينا أن نحتفي - مع تلك الأقلام - بمثول وزير المالية أمام المحكمة (شاهداً)، ونطالب بحشد جماهيري في الساحة الخضراء بهذه المناسبة السعيدة..(الطشاش في بلد العمى شوف)، كما تقول حكمتنا الشعبية، وكذلك ( الما شوفتو في بيت ابوك بيخلعك).. ولأن تلك الأقلام الطيبة أحبارها لم ولن تسمع بمثول وزير أمام المحكمة (متهماً)، فمن الطبيعي (تتخلع) وتفرح حين ترى وتسمع بمثول وزير أمام المحكمة ( شاهداً)..!! :: وكما قال رئيس حماية المستهلك، فان شركة يمتلكها رئيس اتحاد الصيادلة شخصياً ساهمت - مع شركات أخرى - في رفع الدعم عن الأدوية، وذلك حين استولت بغير حق على بعض ميزانية الأدوية من البنوك.. وهذا يعني أن الحكومة حين عجزت عن ضبط ميزانية الأدوية بتفعيل المساءلة والمحاسبة، رفعت الدعم عن الأدوية بلسان حال قائل ( ياخ أنا مالي)..أي عاقبت المرضى بجرائم الشركات، ثم حفزت الشركات بتحرير أسعار أصناف دوائية (محتكرة)..وليس في الأمر ما يؤلم، فلقد بلغت العقول والقلوب (مرحلة السلخ)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة