|
السخام: الثقيل المجوقل..!أبوبكر يوسف إبراهيم
|
- ما دعاني للكتابة تلك الحملات غير المبررة التي قادتها بعض الاقلام فطالت رجل الأعمال جمال الوالي .. البروف مأمون حميدة واللواء عمر نمر معتمد الخرطوم رغم إني أتفق بأن الخرطوم هي عاصة النفايات ، وصنعت تلك الاقلام من الحبة قبة كما يقولون. وهناك مثل دارج يقول: (عدوك يفتِّش ليك الغلط وحبيبك يبلع ليك الزلط) ويبدو أن الذين يريدون النيل من الرجال الثلاثة قادوا هذه الحملات شرسه فقط للنيل منهم ، ولست مدافعاً عنهم لأنه لا تربطني بهم صلة شخصية ولم ألتقيهم لا في مصلحة ولا منفعة ، ولكن الرجال مواقف فهل ينكر أحد أن جمال الوالي أعطى الرياضة ومارس المسئولية الاجتماعية تجاه أهل بلده في مجال الرياضة؟!! .. أرجو أن نكون منصفين!! - البروف مأمون حميدة قامت الدنيا وأقعدت حينما رفع للمجلس التشريعي قراراً بأن يكون من حق المريض " قرص مدمج" في حال الفحوص بالاشعة .. قامت الدنيا ولم تقعد من أبناء المهنة ، وشخصياً لم استوعب لماذا طلب البروف مأمون باصدار هذا التشريع الالزامي إلا حينما سافرت للعلاج وطالبني الاستشاري هناك( بالسي دي) للرنين المغناطيسي وقسطرة القلب التي أجريت لي فقلت له لم أعط غير هذه التقارير الطبية .. لو لم يكن هناك أي انجازات للبروف وهي كثيرة لكفاه هذا التشريع الطبي لأني لا أود أن أقول ماذا قال ذاك الطبيب حتى لا انتقص من قدر أطبائنا!! تركنا كل هذا ومسكنا في قصة الضفادع التي اخرجت عن سياقها!! - للمرة الثالثة، خلال ثلاثة أشهر ، راودني شعور جارف بأن اكتب عن تفشي وباء 'ثقل الدم' بين 'ظهرانينا' و'بطنانينا' على السواء! .. وما حفزني الى تنكب غبار هيجاء سنابك الكتابة هو 'تنطح' وبروز أحد الاشخاص المشهود لهم في كل المجتمعات والتجمعات بأصالة ورسوخ الغلاظة ومتانة وقوة الزناخة الطافحة النفاذة، المعلنة عن نفسها عند اطلالته اليومية المتكررة، هاتكا، خارقا، فارطا، ومبعثرا عقد جلساتنا الطيبة في مقهانا الجميل الاليف الذي نرتاده يوميا. وبدأ حديثه عن ما أسماه " كبوة" جمال الوالي في أنه نسب مثلاً وحوله إلى آية ، ثم جاء أحدهم ليتحدث عن البروفيسور مأمون حميدة وأنه اقترح على الشعب أكل الضفادع وأخيراً ما تناقلته الاسافير عن اللواء عمر نمر عن النظافة !! - برأيي المتواضع أننا جميعاً قد نخطيء في انتقاء العبارات أحياناً وأحياناً أخرى يجتزيء البعض الحديث عن سياقه لحاجة في نفس يعقوب للنيل من اشخاصهم وأنا ضد شخصنة النقد ، ويجب أن ينحصر النقد سلباً أم ايجابا في الانجازات والمطلوبات ، لا التربص والتصيد للهفوات وتضخيمها لصناعة حدث يمس الاشخاص!! - ففي كل مرة كان يهل فيها ( ...... ) علينا ويطل مجوقلا' بثقل ظله، ومقنبلا بنميمته، ومفخخا بعبوات الثقالة والوقاحة من دون ساعة توقيت، بحيث تنفجر فجأة ولا تترك اي مجال للاحتماء او الهرب!! .. ودائما ما كان يأتي ويقف بمدخل المقهى كلوح خشبي نخره السوس وعششت في ثناياه 'الاردأ'! وعلى محياه تهاويل السخافة والتفاهة والركاكة والضحالة والغباء، مستطلعا من خلال نظارتيه الداكنتين ومصوبا بخبث نظره بانوراميا على كل الرواد المنتشرين حول الطاولات بألفة وغبطة وانشراح يتجاذبون اصناف الحديث وبشتى الموضوعات، ولكن الى اين المفر والملجأ والملاذ؟ من هذا 'الخرندع' الذي تسح السماجة من وجنتيه، لا سيما انه امتاز بسرعة تحديد الهدف، وبرع في الكر والفر والمناورة والهجوم الصاعق، بحيث لا فرصة ولا امل 'للغلابى' المهجوم عليهم من الاتيان بأي حركة او تصرف!!، فوقاحته لا سقف لها ولا ضابط، واحاسيسه معدومة مر عليها الزمن وفاسدة كبعض المعلبات و'خرج النفايات'! و'ملافظه كريهة حراقة كريح السموم وكلفح عواصف وصفق ولطم بغبار 'الحقد' التي لا فكاك منها ولا خلاص!! .. وهكذا، فعند كل 'دخول' له كان يسقط المقهى عسكريا بين يديه! ويقع الجميع اسرى معركة غير متكافئة تشن من طرف واحد! .. فهذا 'اللطخ' السفلنكح المتميز بصوت غير آدمي، هو مزيج من ضجيج وخشخشة خرير مياه آسنة تنزل بدفق على اثر شد 'سيفون' يدوي! مترافقا مع زعيق و'ولولة' قرد يشكو من ألم التهاب 'بواسير' مزمنة! هذا الى جانب صوت نهيق حمار بلدي تنتابه من حين إلى آخر 'بحة حمرنة' غليظة! - وللعلم فهذا الخليط 'البوليفوني' من النبرات والضوضاء، هو الوعاء اللغوي الذي يحتضن عبارات و"شمارات" هذا المتطفل المهروق، هادم 'رواق' الجلسات ومفسد الود والوداد، وناتف ريش الطيبين والأصفياء، الذي لم يستطع احد منذ ما ينوف على الستين سنة من وضع حد لهول 'تسونامي' ثقل دمه!! والبعض يطلق عليه لفظ " سخام" بدلاً عن اسمه الحقيقي!! - فمن على متن هذه الصفحة، أود التوجه بنداء اخير إلى كل قبيلة الصحفيين والاعلاميين، بأنه آن الأوان لأن يشكلوا مجموعات عسكرية خاصة تحت عنوان 'سلاح الزناخة وثقل الدم'! الأمة يضعوها على أهبة الاستعداد لمقارعة العدو، وذلك استنادا الى ما يتمتع به هؤلاء من قدرة فعالة 'تهري' الاعصاب وتطفئ الروح! - وبصفتي أحد المتضررين 'المياومين'! فإنني أطالب بقيادة صحفية واحدة موحدة لكل 'ثقلاء' الأمة، على ان توكل رئاسة العمليات الى ذاك الشخص الآنف الوصف والذكر ليقود حربنا الفاصلة والنهائية مع إسرائيل! واعتقد بأن الدولة العبرية ستهزم مرة ثانية، وهذه المرة بواسطة قوات ثقل الدم المدرع المجوقل!! .. ولقد أظهر العلم المخبري بعد ابحاث مضنية على مدى سنوات عدة أن كل ثقيل دم، هو في الحقيقة، بلا دم!!وهذه - لعمري - مفارقة غريبة.. قصاصة: - وتحياتي لصديقي الصحفي والباحث عثمان المجمر الذي أصابه روث ######ام السخام .. واعتذر لاستاذنا وأخونا محجوب عروة حيث أصابه يوما من السخام سخام قبل سنوات خلت!!
|
|
|
|
|
|