حفتني البارحة، والمسافة بين قطر والسعودية، هى ذات المسافة، تلك التي طوتها طيا العلاقات الراسخة.. وطواها هذا الهاتف الذكي!
ارتاحت النوق، تلك التي تطوي الصحراء طيا، ولا ارتاحُ إلا في ظل ضحكته، ولضحكات الأحبة ظلال!.
لضحكته ظل بارد، حين أنختُ رحال البحث المضني عليه، حمدتُ نعمة الضنى، تماما مثلما كان القوم -قديما- يحمدون السرى، في صباح كل يوم تشرق فيه الشمس!
لضحكته شعاع، ولضحكات الاحبة أشعة!
كنتُ قد كتبت عنه، ذات يوم: "فمه حين يشعُ، فتلك أيضا كتابة بهلوانية.. طاعمة.. كتابة من نوع آخر.. كتابة تشعُ، ومثل هذه الكتابة تُعدي الفم بالإشعاع، وتلك أجمل عدوى في التاريخ"!
الصمتُ يُعدي، كما الكلام..
تكلمتُ.. وتكلم، وفي كلامه- مثل كتاباته- ظرف، ومؤانسة، وألمعية، وإمتاع.
أجل.. إنني أتحدثُ عن الكاتب السعودي الساحر، محمد الرطيان.. هذا الكاتب الذي يتزاحم على موقعه يوميا، الزوار من الماء إلى الماء!
الرطيان الساحر، سعودي، غير أني لا أنظرُ إليه- حين أنظر- إلا ويتراءى لي، في لباس شكل خريطة الوطن العربي كله. ويتراءى لي في لباس أممي.. وأجمل (الألبسة) على الإطلاق، هى لباس الإنسانية.. لباس الإنحياز الكلي للإنسان ذلك المجهول!
الجهلُ مصيبة.. ومن مصيبته ألا يلتفت من به من مصيبته مصيبة، إلى كتابات هذا الساحر، حتى الآن!
حديث الإمتاع والمؤانسة- بيني وبين الرطيان- لا يزال له شجون في ذاكرة هاتفي الجوال.. وتلك حكاية أخرى!
أصل الحكاية- تلك التي ليست هى الأخرى- أن الرطيان، وعدني- أيضا- بالكتابة في "آخر لحظة" هذه الصحيفة الفتية..
لم أستأذن "المطيميس" الأستاذ عبدالعظيم رئيس تحرير هذه الصحيفة، وأنا أقدم رقاع الدعوة في طبق من إلحاح وضحكة ومشاغبة، للساحر الرطيان، صاحب الفكرة البهلوانية، والجملة التي تلعب على حبلين.. بل تلعب على حبال، وتتراقص باليه!
كنتُ أعرفُ أن "المطيميس" يحبُ الكتاب "المطاميس"، ويفردُ لهم في مكان بارز، من صفحات صحيفته، ذراعين!
الرطيان، قال عن السودانيين جُملا، (تكبرُ الرأس).. جملا ليست من شاكلة( أنتم أشجع ناس) بأية حال من الأحوال!
من يمتدحك بالطيبة، يرى فيك إستغفالا، وغفلة، من حيث يدري ولا يدري. الرطيان امتدح السودانيين، بطهارة الروح، وتفتح العقل، وانفتاح الوجدان.. قال وفي صوته كل صدق الكتاب الأخلاقيين: " يعلمُ الله، إننا نتعلمُ منكم.. وتتعلم شعوب"!
قال ماقال، وانفلت إلى جملة أخرى.. قال: " الشعوب القارئة، تفرحني.. وتخيفني"!
كانت لا تزال في أذني صدى ضحكته الظلُ، حين أردف"" لماذا تريد أن تخيفني- ياصديقي- وأنت تريدني أن أطل على السودانيين، والكتابة ليست حجاب؟"!
أعرفُ، أن "المطيميس" عبدالعظيم، تهللت ملامحه، وأنا أقدمُ العرض للرطيان، إنابة عنه. أعرف أنه "انبسط"، وصحيفته قد كسبت هذا الساحر، الذي ستلقفُ جمله، كل جملة منا، ونحن في حالة دهشة.. وحالة رضا!
يا قراء" آخر لحظة".. انتظروا قريبا، الفكرة حين يفتر ثغرها.. والجملة حين تشع.. والإبتسامة تلك التي تحملُ أجمل عدوى في التاريخ!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة