|
الزمن العربي الجديد... الذي سيصنعه الرئيس بشار الأسد قادم لا محالة/شوقي إبراهيم عثمان
|
بعد أن صنع آل سعود "مؤسسة الفكر العربي" "بقيادة" الغازي عبد الرحمن حسن الشربتلي، صنع آل الثاني أيضا مؤسستهم "الفكرية" الموازية للمؤسسة السعودية، وسموها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، وأحضروا لها عزمي بشارة، وبرهان غليون لشيء في نفس ابن يعقوب. لا حاجة للقول أن كلا من المؤسستين ولدا ميتين، ولم تنفعهما العناية المركزة، بحقنهما بالنفط والكاز الخليجي، أو بالريال السعودي والقطري. الإستثمار القطري المالي المباشر في سورية بدءا من 22 نوفمبر من عام 2005م لم يك مصادفة، ولم يك حقيقيا، بل تكتيك زائف، كان هدفه كشف حال هذا البلد العظيم وصنع طابور خامس فيه بقوة سحر اموال "الكاز". وإن أنسى لا أنسى سرقة علي الشرهان الإماراتي مقر الهيئة العربية للإنماء الزراعي من الخرطوم ووضعها في مدينة العين بعد أن فرق القليل من الرشاوى على بعض السودانيين، بالتوازي مع سرقة منظمة إيكاردا ICARDA (لمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، إيكاردا) من سوريا ووضعها في دولة الإمارات؛ حدثان متلازمان. ولعلني أسأل أيضا أين تلك الإتفاقيات العشرين التي وقعها الجانب السوري مع السوداني؟ هل كانت أيضا مسرحية سودانية لكشف حال سورية لصالح دول الخليج ولامؤامرة الكبرى؟ http://www.sudaress.com/sudaneseonline/28391http://www.sudaress.com/sudaneseonline/28391 وبما أن عزمي بشارة لم يجد له زبائن لمركزه العربي القطري، سوى معيز، يلوكون الريال القطري، أضطر أن يصنع له صحيفة ورقية سماها العربي الجديد، وشعارها: الزمن العربي الجديد. ولعظيم دهشتي، وجدت مقالة في صفحة (صحيفة) العربي الجديد يسميها مركز عزمي بشارة بدراسة، بعنوان: (اختلاف خطاب "الممانعة" للنظام السوري تجاه العدوان على غزة) نُشِرت في نفس يوم نزول مقالتي بصفحة الكاتب العبقري نارام سرجون في يوم 7 سبتمبر. وعجبت لسرعة إنتاجية موظفي عزمي بشارة وتيقنت إنهم فعلا يلعبون دور كلاب الحراسة. الصراع يدور حول القضية الفلسطينية لا غير!! متى تقوم ثورة ثقافية شاملة في المشرق العربي؟ عندما تقرأ "مقالة" موظفي عزمي بشارة (إختلاف خطاب "الممانعة" للنظام السوري تجاه العدوان على غزة) ستكتشف إنها فعلا رد على مقالتي بعنوان: (الأزمة المتصاعدة ما بين الإخوان المسلمين وإيران وحزب الله ...إلى أين تنتهي؟). رغب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات القطري بهذا الرد أن يحقن دماء الساحة العربية بلقاح مضاد، بضعة مغالطات تاريخية وسياسية من تركيب معمل الدكتور عزمي بشارة، تحصينا لحركة حماس التي ستحتضر بالضرورة التاريخية. فحركة التاريخ في صعودها النوعي والكمي لا تقف في صف الخونة. تلك المقالة، التي سموها زورا دراسة ربما كتبها عزمي بشارة بنفسه.. تضحك الثكلى. أكثر ما يلفت نظرك فيها تكرار دور حماس "الكبير والأخلاقي" في الأزمة السورية: (إلا أنّ السلطات السورية رفضت أي دور لحماس في تهدئة الأوضاع)، و(طالب النظام الحركة الوقوف إلى جانبه، من دون قيد أو شرط، وكذلك طلبت إيران عبر موفدها قاسم سليماني) و (رفضت حماس ذلك)، وسيان أن يدعي عزمي بشارة أو موظفوه أن سورية رفعت يدها عن دعم المقاومة الفلسطينية. يقول الفيلسوف القطري: (أثّر موقف النظام السوري تجاه حركة حماس، والتي رفضت تأييده في قمع شعبه، في مجمل مواقفه من دعم المقاومة). ونسألهم بدورنا: من أين حصلت حماس على صواريخ الكورنيت الروسية؟ وتصبح ثالثة الأثافي رأس حماس لا تأكلها النار كما يقول ابن جرير الطبري!! يقول عزمي بشارة: (أما رئيس النظام بشار الأسد، فقد اعتبر في خطاب القسم، في 17 يوليو/ تموز 2014، أنّ حكومته سوف تبقى ملتزمة مبادئ القضية الفلسطينية، لكنه ميّز بين المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، معتبرًا الأخيرة حركة تدّعي المقاومة، إذ جاء في خطابه "هذا يتطلب منا أنّ نميّز تمامًا بين الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علينا الوقوف إلى جانبه وبين بعض ناكري الجميل منه ... بين المقاومين الحقيقيين الذين علينا دعمهم والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة، وفق مصالحهم، لتحسين صورتهم أو تثبيت سلطتهم، وإلا سنكون بشكل واعٍ، أو غير واعٍ، نخدم الأهداف الإسرائيلية". وبناء عليه، ظلت القنوات الإعلامية الرسمية السورية، وشبه الرسمية، تلتزم تسمية الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة بالمقاومة، لكنها تتجنب ذكر اسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فصيلاً مقاوماً. بل ذهبت إلى حد القول إنّ المقاومة الحقيقية تأتي من فصائل المقاومة المحسوبة على النظام السوري، مثل كتائب "جهاد جبريل" التابعة للجبهة الشعبية – القيادة العامة، والتي يذهب الإعلام الرسمي السوري إلى أنه وقع على عاتقها العبء الأكبر من مقاومة العدوان الإسرائيلي، وإلحاق أكبر الضرر بجيش الاحتلال. والمعروف أنّ هذه الجبهة تقف إلى جانب النظام السوري تمامًا، وتقاتل إلى جانبه في جبهاتٍ عديدة ضد قوات المعارضة في ريف العاصمة دمشق، أما وجودها في غزة فيكاد لا يذكر). وقبل أن نأتي بتعريف عزمي بشارة لمفهوم المقاومة، نقول، يضع فيلسوف الدوحة رأس النظام السوري برأس حماس، وهذا ممنوع!! وقطعا ليس هنالك عاقل يصدق أن النظام السوري يحتاج إلى حركة حماس!! العكس هو الصحيح. سطر ونقطة. فكيف تطالب الدولة السورية حركة صغيرة لا حول لها ولا طول بأن تقف معها؟ يضحك فيلسوف الدوحة على عقول القراء العرب بجزمه حين لم تقف حركة حماس مع النظام السوري طردها!! بل الصحيح تسرب أعضاء حماس بليل بهيم من دمشق فرادى، كالأفاعي، بإرادتهم، لأنهم كانوا يعرفون حجم المؤامرة الكبيرة القادمة، ليس على سورية فقط، بل أيضا على مصر. هل يرغب عزمي بشارة أن نصدق ترهاته وسفاهات قناة الجزيرة ونكذب هيلاري كلينتون في كتابها الجديد "الخيارات الصعبة"؟ يربط عزمي بشارة عنوة مفهوم المقاومة بوجوب ارتهان المقاومات الفلسطينية بالإستراتيجيات السورية، ويعطي بزعمه النظام السوري صفة المقاومة لكل من يقف معه حتى ولو كان مؤيدا لإسرائيل، أي في زعمه من تضع منهن نفسها تحت تصرف النظام السوري، والتي تتمرد على النظام السوري ليست مقاومة.. بل أن النظام السوري في نظره لم يك مقاوما وتمسح بالمقاومات الإسلامية طبقا لـ "فكر" عزمي بشارة السياسي (ولكن تدهور علاقاته –النظام السوري- مع الغرب، خصوصاً بعد احتلال العراق واغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، اضطره إلى ترسيخ تحالفاته مع حركات الإسلام السياسي التي تتبنى خطاب المقاومة). ويبخل الفيلسوف عزمي بشارة ويعتبره "عبثا" أن تسمي الصحف الإيرانية حراك الحوثيين السياسي بـ "المقاومة اليمنية"، لأنه في حسبانه هو ربط ما بين المقاومة والإنتماء الطائفي – طبقا لرأي الفيلسوف القطري!! بينما ينسى الفيلسوف أن المملكة السعودية وضعت النظام اليمني السياسي في جيبها منذ نهاية السبعينيات، والدولة اللبنانية منذ الخمسينيات ومن ينسى بنك الأنترا الشهير، أو برج القاهرة على شكل زهرة اللوتس؟! هل فقد عزمي بشارة ذاكرته؟ ويخلص برأي ضعيف (هذا المنطق (الطائفي) يوضحه انهيار تقاطعات النظام السوري المصلحية مع الحركات المناوئة لسياسات الولايات المتحدة في فلسطين والعراق؛ إذ اتهمت السلطات السورية حركة حماس بأنها ليست حركة مقاومة، مع أول حالة صدام في المبادئ والقيم الوطنية والإنسانية!). معنى كلامه أن التنظيم الدولي للإخوان بقيادة أردوغان في إسطنبول، والإخوان المسلمون بالمقطم – أو في السجون، وحماس وداعش، وماعش، والنصرة حركات مناوئة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في فلسطين والعراق!! وأن حماس تجسد إن لم تك هي نفسها المباديء والقيم الوطنية والإنسانية!! يكتب الفيلسوف القطرائيلي الأخرق: (ظلت علاقة النظام السوري بحركات المقاومة محددةً، على الدوام، بمدى توافقها مع استراتيجية بقائه واستمراره وخدمة سياساته الخارجية والداخلية، على حد سواء؛ فعندما كانت العلاقة مع حماس تخدم إستراتيجية النظام الإقليمية، وتزيد من قوة الضغط لديه عند التفاوض مع واشنطن، كان النظام السوري يوفّر لها وسائل الدعم والقوة. وعندما رفضت حماس أن تقف إلى جانبه في قمع الشعب السوري، أصبحت الحركة "ناكرةً للجميل ومدعيةً للمقاومة"! وكان هذا موقف النظام سابقًا من حركات المقاومة الفلسطينية كافة، ولا سيما حركة فتح). كيف نرد عليه؟ نقول له بالفم المليان، لولا إيران وسورية وحزب الله لكان الفلسطينيون إلى اليوم يقاتلون الإسرائيليين بالحجارة. هذه حقيقة لا ينكرها إلا "وكيل إعلاني" publicist، بينما يعرفها ويقر بها المفكر السياسي والفيلسوف الحقيقي. وفي أعلى درجة من مراحل المقاومة الفلسطينية أفتى لهم مفتي الناتو ونكاح الجهاد بالإنتحار – هذا هو دعمهم الإعلامي والسياسي، أي بجواز تفجير الفلسطينيين أنفسهم بالإسرائيليين!! اليوم، يقاتل الفلسطيني بالصواريخ التي أخذها من إيران وسورية وتعلم تقنيتها منهما، ويعود الفضل كذلك لحزب الله وللشهيد عماد مغنية الذي علم كتائب القسام التكتيكات القتالية وبالتحديد حفر الأنفاق. ماذا فعلت حماس؟ وشى حرس المناضل الهاوي بالشهيد عماد مغنية للموساد فأصطادته إسرائيل، وعلمت حركة حماس داعش، وماعش والنصرة الخ، تقنيات حفر الأنفاق، فحفر "المجاهدون" في الله آلاف الانفاق والسراديب في كل المدن السورية مثل الأرانب والفئران البرية. وأصبحت أية مدينة سورية بفضل الخيانة الحمساوية مدينتين، عليا وسفلى!! يقول الفيلسوف أن قطر وتركيا دعمتا المقاومة الفلسطينية المسلحة بالفلوس. متى؟ لا أحد ينسى أن دول الخليج جففت خزينة منظمة التحرير الفلسطينية من الأموال مما أجبر المنظمة إلى الإفلاس وإغلاق جل سفاراتها بقيادة ياسر عرفات في سنواته الأخيرة، عقابا له حين رفض أن يوقع لبيل كلينتون وثيقة التنازل عن مدينة القدس. ومن ينسى أن كافة الحكام العرب في السنتين الأخيرتين من حياة ياسر عرفات قاطعوه، وعزلوه، إلى أن تم تسميمه، أو كما قال المجرم شارون لكلينتون: إن الله يحتاج إلى مساعدة!! أي مساعدة لقتل عرفات، فأذل الله شارون إكلينيكيا. وظن الغربيون وأعرابهم إنهم ارتاحوا من ياسر عرفات ومنظمته، ولكن إيران وسورية وحزب الله صنعوا لكتائب القسام أسنان ومخالب وأضراس، عندها هرول الأمريكيون والإسرائيليون يتشبثون بأبي مازن وبقاء منظمة التحرير الفلسطينية لصنع توازن ما بين الفصيلين الفلسطينيين. إذن لا فضل لخالد مشعل أو لهنية أو للمرزوقي فيما جرى!! قارن ذلك بإيران التي كانت تعطي حكومة حماس منذ التسعينيات 23 مليونا من الدولارات شهريا. هل ستعطيها إياها دولة قطر؟ ونسأل عزمي بشارة لماذا لا تستطيع حكومة حماس اليوم دفع رواتب موظفي دولتها الإسلامية؟ وهل ستمولها تركيا أردوغان؟ لا هذا ولا ذاك، نعم، حركة حماس سقطت في شر أعمالها، في شر فكرها التكفيري الإقصائي، حماس ضحية الفكر الإخواني السلفي، بنت فكر النبي الكاذب سيد قطب!! ومع ذلك، لم نجانب الصواب البتة حين قلنا في مقالتنا تلك أن سوريا وإيران وحزب الله سيضعون الجناح السياسي لحركة حماس في ثلاجة الموتى. لذلك جن جنون قطر وتركيا، وأمريكا وإسرائيل.. حين فهموا الإستراتيجية الإيرانية السورية الجديدة، لا دور لحماس مستقبلا!! لم يعرفوا كيف ينقذون حصانهم الطروادي!! ولكن بلا طائل!! من سيمول حماس، ومن هو الذي سيسلحها؟ كيف ينقذون حصانهم الخشبي الحمساوي وجميعهم شريك في تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة تبادل الأراضي؟ وكيف يمكنهم الإنتقام من إيران التي سوف ترفع الدعم عن الجناح السياسي لحماس؟ بارادوكس؟ إذن لا تعجب من تلك المعركة الدون كيشوتية على ضفاف النيلين في السودان – النضال مع طواحين الهواء عند ملتقى النيلين، ضرب من التعويض النفسي، لذا قرروا غلق المراكز الثقافية اإلإيرانية. نهاية حماس واحتضارها تاريخيا يعتبر فضيحة لسماسرة النضال اللفظي والخدمات الشفهية للقضية الفلسطينية. القضية الفلسطينية هي وحدها التي تسقط الأقنعة من وجوه المنافقين. شوقي إبراهيم عثمان
|
|
|
|
|
|