الزغاوة ... والفتنة الكبرى د. مهدى محمد خير إن ما أورده الأخ العزيز سليمان ديار, فى مقاله على صفحات سودانايل, " مخطط دولة الزغاوة التآمري" من حقائق تفصيلية مذهلة, عن "المؤامرة" التى أشترك هو شخصيا فى تأسيسها وتفعيلها منذ 1973 , أمر شديد الأهمية وفى منتهى الخطورة. إن الذى حدث, ولا يزال , فى دارفور من قتل عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء, وأشعال نار الفتنة والعداوة والأقتتال بين القبائل المختلفة, وتدمير المؤسسات الخدمية من مدارس ومستشفيات ومطارات, وتهجير مئات الآلاف من المواطنين وتحويلهم الى لاجئين منكسرين , خانعين ,خائفين, يستجدون الناس, ويموت أطفالهم بالمئات يوميا أمام أعينهم. هذه المؤامرة الشيطانية [ إن صحت ], فلا يزال أمام الأخ سليمان ديار, الكثير والكثير جدا .. ليفعلة. مع تقديرنا الكامل لصدقه وشجاعته وكشفه لكل هذه الحقائق التفصيلية والمحزنة حقا, وتحمله لمسئولية تعجز حتى الجبال عنها ,فلن تنتهى قطعا.. لدينا , مهمة الأخ سليمان فى هذه الكارثة الوطنية,عند كتابة مقال أو ألحاقه بآخر. وفى أمر جلل , وعظيم مثل هذا..لا أظن أن أطلاق عبارة " اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد " فقط , كافية حتى ُتقبل توبته المرء,ويرتاح ضميره المثخن والمثقل بكل هذا الدمار ,وهذا القتل ,وهذا التهجير وهذه الدماء النازفة. المطلوب الآن من الأخ العزيز سليمان ديار ,أن يكمل هذا المشوار الصعب الذى بدأه .. حتى نهايته , وأن يسرد وبالتفصيل , كل ما يعرفه , وما أسس له , وما شارك فيه هو شخصيا , عن هذه الحركة العنصرية الأجرامية وأن يبرز ما لديه من أدلة ووثائق تؤكد وتدعم ما طرحه من أتهامات فى مثل هذا الحجم من الخطورة والأهمية , وأن يذكر تواريخ وأسماء كل من أسس وشارك معه , ولا يزال , فى هذا العمل المدمر. فإن صحت مؤامرة قبيلة الزغاوة هذه , فقد تعدت آثارها حدود دارفور وتخطتها , بكل ما فيها من جنون وقسوة ودمار وقتل لأهلها التعساء, وُدولًت, ودخلت , أو أُدخلت عن سابق قصد وأصرار, فى دائرتها المدمرة ,أطراف أخرى عديدة , لها أجندة أخرى..ومصالح أخرى وأصبح مصير كل السودان , فى أن يكون أو لا يكون. إن صحت هذه المؤامرة , فإن هذه الأتهامات المهولة , بجرائم القتل ,والنهب المسلح , والتطهير العرقى , والأبادة الجماعية والأغتصاب , والتى أُلحقت بقبائل بعينها فى دارفور, كونها عربية , مستفيدا من أطلقها, بدهاء وخبث شديدين , من هذا الجو الدولى المشحون وهذه العداوة الدولية المستفحلة , ضد العرب والمسلمين , وربطهم جميعا بالأرهاب الدولى بعد أحداث سبتمبر, ومن ثم ظهور هذه المسميات الأثنية والعنصرية الجديدة , من جنجويد , وحمر وزرقة , وعرب وأفارقة , وزرعها فى الآعلام العالمى وطرحها فى المؤسسات الدولية عندما أشترك كل أهل دارفور فى صفة الأسلام ,لوضع القبائل العربية السودانية تحديدا, فى دائرة الأتهام التلقائى وأدانتها وبالباطل. إن صحت هذه المؤامرة , فهذا يعنى ظهور حركة قبلية , عنصرية , ضيقة الأفق , مرتبطة مباشرة , بالصراع على السلطة والثروة فى دولة أجنبية, هى تشاد. حركة غير معنية على الأطلاق, لا بالسودان ولا بأهله , تزرع الشر والفتن , والقتل والدمار, بين مختلف القبائل المكونة لشعب دارفور. حركة تسعى , وبكل الوسائل الأجرامية, لهدم جسور الترابط والتواصل بين مختلف الأثنيات فى دارفور وفى السودان بأكمله , لتسود وتثرى هى , حتى وإن كان هذا على حساب حياة المواطنين , وعلى حساب أرضهم وزرعهم وأستقرارهم. إن صحت هذه المؤامرة , فهى بحق , فتنة كبرى , ليس فقط لدارفور, بل على كل السودان, وكل شعبه, ويبقى من واجب الكل , كشفها وتعريتها, محليا ودوليا, والتصدى الحازم لها , ولأجندتها العنصرية ,ولمكاتبها فى الخارج, ولمصادر تمويلها , ولقادتها الذين أتخذوا من التصفية الجسدية لزعماء القبائل الأخرى , وسيلة أجرامية لتحقيق أهدافهم القبلية , العنصرية , الضيقة. وتبقى مسئولية الدفاع عن هذا الوطن وترابه ومواطنيه , بكل أطيافهم الأثنية , والعرقية , والدينية , والسياسية , على عاتق كل فرد فيه , أيا كان موقعه ودينه وعرقه. وتبقى المسئولية الأكبر فى أيدى قادته السياسين , وأعلاميه , وكتابه , ومفكريه.
|
|