|
الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى
|
01:26 PM Apr, 12 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مقال رائع لكنه خطير خطه الأخ النور أحمد النور نبه من خلاله إلى خطر محدق يتلخص في أن إعلان عنتيبي الذي يضم دول حوض النيل العشر ينص على أن حصة الدول تحسب على أساس استهلاكها الفعلي في العام، وما زاد عن حاجتها يقسم على بقية دول الحوض. ذلك يعني أنه إذا كانت حصة السودان 18.5 مليار متر مكعب وإذا كان استهلاكه لا يتجاوز 12.5 مليار متر مكعب فإن خطراً يتهدد المهدر من حصتنا التي عجزنا منذ الاستقلال عن الاستفادة منها ولا يحول دون مصادرتها سوى عدم تقديم مبادرة إعلان عنتيبي للأمم المتحدة حتى تجيزها لتصبح ملزمة، علماً بأن إعلان عنتيبي تسانده معظم دول حوض النيل التي تجمعت واحتجت أن اتفاقية مياه النيل أجيزت بدون أن تضع حساباً لحاجة تلك الدول التي لم تكن قد حصلت على استقلالها حين أبرمت الاتفاقية. الحصة الفائضة عن حاجتنا جراء عجزنا عن إحداث تنمية زراعية طوال العقود الماضية - رغم جعجعتنا أننا سنكون سلة غذاء العالم - تذهب إلى مصر، ولكن الأخطر، مما يلوح في الأفق أنها قد تسحب منا نهائياً ويا لها من خسارة. ما قاله المهندس كمال علي وزير الري السابق وهو من أعظم الخبراء في مجال المياه لا ينبغي أن نتجاهله بأي حال، فقد أشار إلى نقاط ضعف في اتفاقية سد النهضة بالرغم من أنني أرى أن المتضرر منها هو مصر التي تعاملت بسذاجة عجيبة، وهذه هي مشكلة الأنظمة العسكرية التي تكبت الرأي الآخر وتحرم علماء مصر من بذل النصح مما يتسبب في كوارث كبرى. كمال تحدث عن أن القول بأن مياه السد ستزيد من المياه الواردة من الهضبة الأثيوبية عند قيام السد يدحضه أننا لم نستفد من زيادة تخزين المياه في سد الروصيرص ولا سد مروي، بالرغم من أن السدين يمكن أن يرويا حوالي الثلاثة ملايين فدان، ولكن حال دون ذلك فشلنا في استصلاح الأرض وشق الترع التي تنقل المياه إلى الأرض القاحلة. كلمات من ذهب سطرها الأخ النور ملخصها أننا ننشئ السدود لكن عدم قيام البنيات المصاحبة تضعف الفائدة منها وفي الطريق سد أعالي عطبرة وستيت الذي سيفتتح في عام 2017م والذي من شأنه أن يغير حياة الناس في القضارف وكسلا ولكن!. الآن بعد الانفراج الكبير في العلاقات مع المملكة العربية السعودية والزيارة الكريمة التي قام بها وزير الزراعة السعودي ينبغي أن نضع نصب أعيننا هدف الاستفادة من بقية حصة المياه المتأحة لنا قبل فوات الأوان، وذلك بوضع الخطط الزراعية الملائمة واستصلاح الأراضي وإقامة مشروعات زراعية عملاقة تحيل حلم أو شعار سلة الغذاء إلى حقيقة تمشي على الأرض. أشعر أن حرب اليمن تقدم مثالاً حياً على الكيفية التي تتحول فيها المحنة إلى منحة والنقمة إلى نعمة، فإذا كان أهلنا في اليمن يعانون فقد انفتح باب للأمل على السودان الذي لطالما عانى من القطيعة مع محيطه العربي منذ غزو العراق للكويت ثم التدخل الأمريكي في العراق. هل هي صدفة أن تتصاعد حرب الحوثيين مع مجئ الملك سلمان؟ أكاد أجزم أنه ما كان من الممكن أن يحدث ذلك التحول الدراماتيكي في الموقف السعودي والعربي ما لم يتزامن التصعيد في حرب اليمن مع تنصيب سلمان ملكاً على السعودية. إنه تغيير سيكون له ما بعده نتفاءل أنه سيحدث تأثيراً هائلاً على المشهد العربي والإسلامي، بل وانقلاباً في إستراتيجية التعامل مع التوسع الإيراني القائم على حلم إحياء الإمبراطورية الفارسية. آسف للاستطراد لكن أجد نفسي مهموماً بمشروع الجزيرة الذي يعتبر أكبر مزرعة في العالم فبإصلاحه ينصلح حال الزراعة في السودان، ويتحقق شعار سلة الغذاء الذي لطالما دغدغ مشاعرنا. لو أن الحكومة جمدت كل شيء وقدمت للمملكة مشروع الجزيرة، وتركت كل ما عداه لكان أفضل من أن تنشغل بالصغائر ولو قدمت لجنة د. تاج السر مصطفى ذلك المشروع للصناديق العربية التي أتفاءل كثيراً أنها ستنطلق من خلال دولها نحو التفاعل مع السودان فإننا موعودون بتحقيق إنجاز تتضاءل أمامه كل إنجازات السدود والبترول وغيرها ذلك أن الزراعة هي الثروة الحقيقية للسودان فإلى متى ننشغل بالنوافل والصغائر عن الفريضة الكبرى؟. إن زيارة وزير الزراعة السعودي تعني الكثير وعندما ترسل السعودية في عهدها الجديد وزير الزراعة وليس غيره فإن تلك رسالة كبرى ينبغي أن تولى ما تستحق من اهتمام ويحمد للحكومة أنها استقبلت الرجل على أعلى مستوى أو بالأحرى بلقاء جمعه مع رئيس الجمهورية الذي أتمنى أن يتولى هذا الملف بنفسه مع الوزير المعني وليت وزارة الزراعة تنشئ غرف عمليات لكل مشروع على حده من المشروعات الكبرى التي ستطرح على الحكومات العربية المقبلة على السعودية هذه الأيام.. وليت وزراء الزراعة السابقين يسهمون في هذا الجهد توظيفاً للحظة تاريخية أطلت علينا من حيث لم نحتسب وأخشى أن نضيعها كما أضعنا غيرها خلال مسيرة الفشل التي لازمتنا منذ الاستقلال.
http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4099http://www.assayha.net/play.php?catsmktba=4099
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 03:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 01:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 01:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 02:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 01:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 01:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|