|
الرئيس البشير والشوط الإضافي الأخير بقلم بهاء جميل
|
06:24 AM Jul, 11 2015 سودانيز اون لاين بهاء جميل- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عودتنا حكومة الإنقاذ على أمرين أولهما هو أنها تصدق أحلامها وثانيهما هو أنها تتعامل مع السياسة بالنوايا الساذجة . في السابق كان الرئيس البشير يلتقي جون قرانق فتخبرنا طريقة السلام بين الرجلين وتخبرنا طريقة المصافحة وطريقة هز الأيدي وتخبرنا التعابير التي ترتسم فوق الوجهين ساعة اللقاء أي الرجلين يمتاز ( بالطيبة ) التي تجعله أكثر شغفاً وتعطشاً واندفاعاً لتحقيق أي انجاز وأي الرجلين على استعداد لإعطاء كل شيء بمجرد حدوث بادرة قد تفسر من أكثر الناس تفاؤلا بأنها من الممكن أن تكون في - أحسن أحوالها - بادرة حسن نية وأيهما يفهم اللعبة جيدا ويتصرف برزانة وبهدوء السياسي المحنك الذي يعرف كيف يترك الانطباع الذي يريد ، وأيهما يدرك كيف يستغل الظروف والأحداث لتحقيق اكبر قد من المصالح والمكاسب ، وتُجرى الحوارات ، وتُعقد الجلسات ، وتُكتب المعاهدات والاتفاقيات ، وتحلم الحكومة بانتهاء عهد المشاكل والاضطرابات ، وتصدق الحلم ، وعند التنفيذ وفي اللّحظات الأخيرة تجد الحكومة نفسها تقف وحيدة بعد انسحاب الطرف الآخر الذي يكون وقتها قد حقق أهدافه التي يريد والتي من الممكن أن تكون أي شيء آخر غير البنود المكتوبة في الاتفاقيات ، وتعاد الكرة مرات ومرات . و قبل نيفاشا توعد الحكومة السودانية بالكثير من قبل الإدارة الأمريكية فتصدق الحكومة ( الطيبة ) التي تتعامل مع السياسة بمنطق تعامل أهلنا في القرى والأرياف وتحلم بغد مشرق لا حصار فيه ولا قوائم سوداء فتقدم من التنازلات ما لم يكن يحلم به أكثر الأعداء تفاؤلاً وتتخلى بطيب خاطر عن كل أوراق الضغط التي كانت تملكها والتي كان ستمكنها – إن أدركت - من إدارة اللعبة في براعة ، ومن الحصول على كل ما تريد قبل إجراء أي استفتاء ، وينفصل الجنوب من دون ثمن ، وتذهب الوعود أدراج الرياح بمجرد تحقيق المراد ، ويبقى السودان كما كان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ، ويستمر حصاره ، ويستمر فرض العقوبات عليه ، ويستمر تجويعه وتترك أهم النقاط وأكثرها حساسية عالقة عن قصد بسبب قصور النظر ، وبسبب سذاجة المفاوض السوداني ، وبسبب استغلال تلك السذاجة من الطرف الآخر حتى يتم استغلالها عند الحاجة إليها . ويتكرر التعامل بمنطق ( الطيبة الساذجة ذاته ) في كل ما يرتبط بسياسات السودان الخارجية تقريبا ويتم رهن البلد وأمنه ومستقبله للوعود وكان ساساتنا ودبلوماسيينا - الذين نسميهم كذلك مجازا – لم يسمعوا يوما بسوء الظن الذي تقول العرب انه من حسن الفطن . وقبل أشهر يعود الإعلامي السابق عوض إبراهيم عوض ليتحدث في فرح طفولي مثير للدهشة عن احد أعضاء الكونجرس السابقين الذي اخبره أن الأمريكان يحبون السودانيين وأنهم قد قاموا بعمل الّلوتري خصيصا حتى يستجلبوا السودانيين لدعم المجتمع الأمريكي وتغذيته بطريقة الحياة السودانية الرائعة وان الشعب الأمريكي لا مشكلة له مع الشعب السوداني وان المجال مفتوح لتصحيح سوء الفهم الذي تعيش فيه الإدارة الأمريكية والذي يجعلها تتخذ مواقف متشددة تجاه حكومة السودان ويسافر عوض ( الطيب ) إلى أمريكا ليغير من وجهات النظر هناك وليؤثر على الفاعلين في القرار الأمريكي ( بكل طيبة ) ثم يعود من رحلته فرحا مستبشرا باللقاءات التي أجراها لينصح الحكومة بإرسال وفد يشرح للأمريكان ما لا يعرفون فتصدق الحكومة (الطيبة ) وترسل وفد الإدارة الأهلية الذي تكافئه الإدارة الأمريكية على تلك الزيارة - بعد مدة قصيرة من عودته – بإعلانها إبقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وتظهر على السطح قضية الطلاب السودانيين المنضمون لداعش فيتضح لنا (ولعوض الطيب ) أن أمريكا تعرف عن السودان وعن ما يدور فيه أكثر مما تعرف الحكومة السودانية بكثير وتضيف أمريكا إعلان آخر لما سبق هو عدم اعتراف مؤسساتها بشهادة الطب التي يتحصل عليها من الجامعات السودانية ثم تلحق ذلك بقرار جديد هو منح تأشيرة السفر للراغبين في الهجرة إليها من سفارتها في الخرطوم رغم ان ذلك كان غير ممكنا لحوالي عشرين عاما وبالمقابل لا تعترف الحكومة السودانية بوجود مشكلة خطيرة ستزيد - إن لم يتم التعامل معها بجدية لإيجاد الحلول المناسبة - من الصعوبات التي يواجهها السودان فالناطق باسم الخارجية قد اتهم الأجهزة التنفيذية في صراحة . وقبل ذلك يفوز البشير الذي يدرك انه يلعب الشوط الإضافي الأخير والذي ربما ولّد فيه ذلك الإدراك رغبة قوية في ترك بصمة مختلفة قبل ذهابه فأعلن عقب فوزه انحيازه للمواطن الضعيف واعدا إياه بعيش رغيد ولكن كالعادة لم تكن تلك الوعود مبنية على خطط ودراسات تستند إلى واقع حقيقي ولكنها كانت نوايا وأحلام مبنية على وعود من أطراف عربية بعد طلاق الايرانين الذين ما عاد البشير يحتاجهم في شيء فالعمر ليس فيه متسع للإعداد للأمريكان ولا فيه متسع لمواجهتهم في ساحات الفداء والمرحلة الآن – الشوط الأخير – لا تحتاج لشريك يقوم بتقديم بعض المساعدات العسكرية المتواضعة ولكنها تحتاج إلى شريك تكون خزائنه ملى بما يمكن من تحقيق الحلم بإنشاء مشاريع زراعية ضخمة تجعل الاقتصاد يتعافى من حالة الكساح التي أصيب بها منذ زمن ليتمكن من الوقوف على رجليه حتى تخف وطأة الأعباء المعيشية الملقاة على كاهل المواطن الذي ملّ من المعاناة المتواصلة وهو حلم جميل صدقه الكثيرون ناسين أو متناسين المنبه الأمريكي العالي الصوت والذي يدق دائما في ليل الحكومة السودانية في غير الوقت الذي تتوقع فيجعلها تفيق مذعورة مشتتة الذهن لترتكب المزيد من الأخطاء السياسية هذا المنبه سيدق في أي لحظة ليوقظ الجميع فأمريكا ستسعى بكل قوتها ليختتم الرئيس البشير حياته السياسية بفشل ذريع ومخزي للعديد من الأسباب من بينها سبب ينكره الكثيرون ويرفضون الاعتراف به ولكنه في ظني أهمها وأقواها وهو حرص أمريكا الشديد على إفشال أي حكومة ترفع راية الإسلام شعارا لها - حتى ولو رفعتها كذبا - لما لذلك من اثر بالغ في ابتعاد الناس وانفضاضهم عن الأحزاب الإسلامية وجعلها في حالة ضعف وعزلة وهوان وهو ما قامت - بمساعدة آخرين - بفعله في مصر عقب فوز الإخوان ومصالح الدول - التي تعول عليها الحكومة - المتقاطعة مع المصالح الأمريكية ستجعل من تلك الدول دولا غير قادرة على مد يد العون بالصورة المطلوبة إن رغبت أمريكا في ابتعادها أو في الحد من تأثيرها الايجابي على الاقتصاد السوداني وهو ما ستفعله أمريكا بكل تأكيد وهو ما ستضيف إليه المزيد من اجل الوصول إلى أهدافها . ما سبق ليس هو السبب الوحيد ولكنه الأهم فهناك أسباب أخرى نتطرق لها بإذن الله في المقال القادم الذي نجيب فيه عن التساؤلات التالية : هل من مخرج للحكومة السودانية ؟ وعلى ماذا كان يمكن للحكومة أن تراهن لتتجنب الفشل المتوقع ؟ أي طريق كان يمكنها تسلك ؟
بهاء جميل ..
أحدث المقالات
- تبيان لبعض وجوه الخير للفوز بالجنة والعتق من النار ان شاء الله .. في العشر اﻻواخر من رمضان 07-10-15, 06:27 AM, حيدر محمد أحمد النور
- صدقني أنك لن تعدو أن تكون قرداً في عيون آخرين.. بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 06:23 AM, عثمان محمد حسن
- نظام الفرعون العاري يبصق على نفسه بجلد مستور أحمد ورفاقه/بقلم:الصادق حمدين 07-10-15, 06:20 AM, الصادق حمدين
- الفرقدان وابن آوى شعر نعيم حافظ 07-10-15, 06:18 AM, نعيم حافظ
- سوري –مصري – لبناني وسوداني فريد الأطرش سينمائيا وغنائيا بقلم بدرالدين حسن علي 07-10-15, 06:16 AM, بدرالدين حسن علي
- الفساد (البينة على من ادعى).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 06:14 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- طفيلية قبيلة الرزيقات من الانقاذيين ، يختطفون قبيلة الرزيقات العريقة المشهود لها بالفروسية والشجاعة 07-10-15, 06:11 AM, ابوبكر القاضى
- تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ عطبرة الثانوية....... وود ابرهيم الإنقلابي بتاع الدبابين 07-10-15, 05:27 AM, الشيخ الحسين
- كيف ينخفض التضخم وترتفع الاسعار؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 05:24 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- همس المدينة:جنوب دارفور تفضح نفسها وتمتحن واليها الجديد! بقلم الحافظ عبدالنور مرسال 07-10-15, 05:21 AM, الحافظ عبدالنور مرسال
- يكاد الشك في المتأسلمين يعصف بالاسلام- حماه الله! بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 05:17 AM, عثمان محمد حسن
- التلاقي بين قفة ملاحنا وشيخ الترابي!!بقلم حيدر احمد خيرالله 07-10-15, 05:15 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا والي الخرطوم لو ما قادرين عليها انسحبوا وانبطحوا وارضاّ سلاح: بقلم جمال السراج 07-10-15, 05:14 AM, جمال السراج
- بيت الجالوص..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-10-15, 04:34 AM, عبدالباقي الظافر
- الحل (فكري).. لا (أمني)..!! بقلم عثمان ميرغني 07-10-15, 04:32 AM, عثمان ميرغني
- حكايات !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-10-15, 04:30 AM, صلاح الدين عووضة
- بين باقان أموم وأمن السودان القومي بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 04:28 AM, الطيب مصطفى
- كارلوس .. الإبداع الحر ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-10-15, 04:26 AM, الطاهر ساتي
- المسألة البيئيّة في الأديان الإبراهيميّة بقلم د. عزالدين عناية∗ 07-10-15, 04:24 AM, عزالدّين عناية
- البراغماتية العباسية وبراغماتية ابو عمار بقلم سميح خلف 07-10-15, 04:22 AM, سميح خلف
- تبرءوا منهم قبل أن يتبرءوا منكم بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 07-10-15, 04:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- المستشار مأمون رشيد يكتب : مكافحة الارهاب ,, جهد جماعي 07-10-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مستور ورفيقاه .. إذا كانتِ النفوسُ كِباراً بقلم عمر الدقير 07-10-15, 03:56 AM, عمر الدقير
- مُجتمع السودان فِى أُسْتراليا بقلم حماد سند الكرتى 07-10-15, 03:52 AM, حماد سند الكرتى
- إنكار عذاب القبر ... حديث الترابى وجدلية الروح والجسد ( 5 ) بقلم ياسر قطيه ... 07-10-15, 03:50 AM, ياسر قطيه
- حـــرية الــرأى بقلم عبدالله البشرى الجبلابى 07-10-15, 03:48 AM, عبدالله البشرى الجبلابى
- الحوار .. بالسياط ؟ القضاة اداة للتنكيل بالمعارضين ؟ السياط رسالة النظام لكل القيادات السياسية ؟ تكم 07-10-15, 03:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|