*لم يسلم حزب من الأحزاب السودانية من حمى الإنشقاقات والإنشطارات‘ بعضها بفعل التامر عليها من أعدائها وبعضها بسبب الخلافات الداخلية التي لم تحسم ديمقراطيا. * الحزب الشيوعي السوداني تعرض لحالات الإنشقاق المبكرة مثل تلك التي أفرزت القيادة الثورية التي كانت متأثرة بنموذج الحزب الشيوعي الصيني‘ واللاحقة مثل تلك التي أثمرت مجموعة حق بقيادة الخاتم عدلان. *تعرض الحزب الشيوعي السوداني لهزات أخرى أكبرها على الصعيد العالمي سقوط الإتحاد السوفيتي‘ وظل مستهدفاً على الصعيد الداخلي من أعدائه الذين إستخدموا كل وسائل الإغتيال المعنوي والأخلاقي ضده. *نقول هذا بمناسبة ما رشح في الصحف ووسائط التواصل الإجتماعي الأيام الماضية عن خلاف داخل الحزب الشيوعي قلل من حجمه السكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب في بيان عممه بتاريخ ٧ نوفمبر الجاري يذكر فيه أن خمسة أعضاء عقدوا إجتماعاً لمناقشة قضايا داخلية خارج الأطر التنظيمية عالجته اللجنة المركزية واتخذت قرارات بشأنه. *هذا ليس الخلاف الأول داخل الحزب الذي استطاع الخروج من مطبات سياسية حرجة أخطرها ما جرى له عقب المحاولة التي عرفت في التأريخ السياسي بالحركة التصحيحية في ١٩ يوليو١٩٧١م واستطاع التماسك بعدها بقيادة سكرتيره العام السابق محمد ابراهيم نقد رحمة الله عليه. *لا أخفي إنحيازي لتيارات الإصلاح في الأحزاب السياسية وتجديد الدماء في شرايينها التنظيمية‘ لكنني من أنصار الإصلاح من داخل الأحزاب وليس الخروج عليها لأن ذلك يضعفها ويضر بالحراك السياسي الديمقراطي. *هذا يفرض على الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي إتاحة الفرصة لتيارات الإصلاح للتحرك بحرية داخل أجهزتها التنظيمية وعدم حرمانها من الحراك السياسي والإعلامي العام بحجة طرحها في الهواء الطلق كما حدث للقيادي بالحزب الشيوعي الشفيع خضر. *ليس من مصلحة الحزب الشيوعي التخندق في قالب أصم في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية والتمدد الديمقراطي الذي يجتاح العالم خاصة وأنه مقبل على مرحلة جديدة ينطلق منها عبر مؤتمره العام المقرر عقده الشهر القادم. *إننا في أمس الحاجة لتعزيز الديمقراطية داخل الأحزاب السياسية وسد المنافذ أمام أعداء الديمقراطية الذين يسعون لإضعافها وإغراق الساحة السياسية بأحزاب الزينة والبروس. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة