|
الدولة العميقة .. ورم يهدد الثورات بقلم طه أحمد أبوالقاسم
|
الدولة العميقة .. ورم يهدد الثورات بقلم طه أحمد أبوالقاسم
انتشرت المصطلحات السياسية .. الاسلام السياسي .. واسلام فوبيا .. والدولة العميقة .. الاخونة . لعل أخطرها الدولة العميقة .. نحن فى السودان كان لنا نصيب من هذة المصطلحات .. منها التوالي السياسي ..والتوالي السياسي مصطلح جذاب وله فهم عميق وكان يمكن ان تتبناه حتى الامم المتحدة فى الازمات ..ولكن سلطة الانقاذ افسدت هذا المصطلح وقرنته بشخصية معينه .. نحن دائما نقزم أنفسنا ونتنازل طوعا .. ونترك الامر للاخرين وننسحب من الميدان .. وقد حاصرت الصحافة الاديب الطيب صالح .. ان كتابه بالعامية السودانية .. ولكن انتفض وقال لماذا لا تكون عاميتنا من ضمن العاميات الاخري ؟؟ كيف تتكون الدولة العميقة ؟؟ معظم الثورات التي تحدث فى العالم العربي يكون مصيرها الفشل وهذا استفهام عميق ايضا .. تكاد كل الانظمة فى عالمنا العربي معمرة وذات نمط واحد .. وهذا يمثل وسطا للفساد .. اسوا ما فيها القبضة الامنية الباطشة .. والتحكم فى مفاصل الدولة .. جيش وشرطة ومناصب واقتصاد وسلك دبلوماسي .. للاسف القضاء ..امتد الامر الى الرياضة والاعلام .. شبكة مصالح متشابكة ومترابطة .. يعملون لهدف مشترك وهو الدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم خارج اطار القانون والمجتمع والدولة، بمعنى آخر دولة داخل الدولة او دولة فوق الدولة.
ثورات السودان اصيبت بهذا الفيروس القاتل خاصة ثورة ابريل .. عمر البشير والزبير من آثار مايو .. ولكن فترة النميري كانت مركبة وتداخلت فيها الاتجاهات .. الفصيل الذي تضرر من المشاركة هو اليسار .. من أكثر الدول التي عانت من ويلات الدولة العميقة هى تركيا .. حيث رسخ كمال اتاتورك هذا المعنى . وصاغ الدولة التركية .. الان يظهر التيار الاسلامي وقد تعارك مع مؤسسات اتاتورك .. اذا عرجنا الي الدولة المصرية نجد هناك ظلالا من الدولة العميقة التركية حيث شارك الاتراك فى صياغة العقل المصري . حيث البطش والقبضة الامنية والتقرب الى الغرب .. اكبر دليل على الدولة العميقة تنافس الاسلاميين مع مرشح حسنى مبارك أحمد شفيق .. واكمل السيسي السناريو للدولة العميقة .. وهذا واضح الان حيث تتم معاقبة ثوار 25 ينائر .. ويتساقط القناع عن السيسي حيث البرادعي خرج من التشكيلة .. وربما عاد حسب الوصفة الغامضة .. كذلك الاساءة الي حزب النور .. وتحجيم حركة الانقاذ.. وذم البعض شفاهم حيث وقعوا فى قبضة الدولة العميقة .. تعدي الامر الاخوان المسلمين الذى اطلق عليهم الرصاص بكثافة واعتقال كل قيادات الصف الاول والثاني .. ..وشهدنا رجل من العمق فى راس لجنة الدستور وهو عمرو موسي .. أما اليسار كان أكثر سعادة بسحق الاخوان والتفرج والتشفي .. ولكن لا يعرفون هم وقودا لنظام قادم وتم حشرهم بكثافة فى لجنة الخمسين لتحقيق هدف وهو أبعاد شبح الاخوان والاستفادة من تطرفهم لكراهية التيار الاسلامي .. النظام القادم ليس لليسار مكان لهم.. وهى محطة بها شراك لسحقهم لاحقا .. فى مقدمة المقال كنت فد أشرت الي الضرر الذى حاق باليسار السوداني .. حيث كان يعتقد هو العقل لنظام نميرى حيث استثمرت جهودهم فى التنظيم .. وسمعنا يا حارسنا وفارسنا .. بعد ذلك سمعنا اغاني النفى . اليوم عبدالفتاح السيسي يقود غموضا ويحضر مصر الي دولة اعمق من العميقة .. ربما عاد بنا الي اياممحمد علي باشا وترويضه للازهر .. وزيادة نفوذ الاقطاع الكنسي وعلو كعب سويرس واصحابةواصحابه ..وتتحول اسرائيل الى ست الكل .. المتتبع لقناتي أون تي فى والفراعين يسمع العجب ..حيث يتحدثون أكثر من التليفزيون الرسمي هذا النظام لا تستطيع دول الخليج مساندته .. حيث رائحة النظام العالمي الجديد الذي يستهدف مصالح الجميع .. هل نشهد وجه الجيش الحقيقي فى الايام القادمة اذا استمر الامر هكذا .. في ظل هذا الغموض
|
|
|
|
|
|