|
الدولارعشرين ..!! زاهر بخيت الفكى
|
لو ما جينا الدولار ده كان وصل عشرين جنيه... مقولة قيلت قبل ربع قرن من الزمان والدولار وقتها قد تجاوز العشر جنيهات بقليل أعنى الجنيهات القديمة لا الجديدة قالوها وهم فخورون فى إيقاف زحف الدولار نحو العشرين جنيه ولولاهم لا شك سيصلها يوماً أو هكذا قد زعموا، بحمد الله قد صدقت قولتهم تلك وبفضل الجهود الجبارة من علماء (الاقتصاد) فيها الدولار ما زال (راكعاً) لم يصل العشرين جنيه (الجديد) المهم (عشرينات).. ياخوانا بالله عليكم ده حال...؟ طيب الدولار ده ماشى وين..؟ أخ عزيزجاءت به الثورة من خارج السودان جاء يحمل كل مدخراته الدولارية ومجهود سنين طويلة قضاها خارج وطنه وبعيداً عن أهله أشار عليه بعض الأصدقاء أن لا داعى لترك مدخراته كما هى (بالدولار) والدولار لن تقوم له (قايمة) بعد الأن ذهب مباشرة إلى البنك وقام بتحويل كل مدخراته للعملة المحلية بسعر البنك الرسمى والرجل كان ثورياً يؤمن بالثورة ويصدق ما يقوله أهلها وهو منهم ، ثم جاء الطوفان وقضى على أمواله وارتفع الدولار ثم علا وارتفع ولم تفلح معه كل الجراحات وفقد أخونا أمواله وعندما جاء يبحث عنها لبعض شأنه وجدها بلا قيمة تذكر ومازال يُحدث الناس عنها وعن ضياعها من بين يديه... الوديعة المليارية القطرية الأميرية أو الخديعة المليارية أين هى من ما يجرى فى واقعنا الاقتصادى هذا وقبلها بقليل كان سعر الدولار مستقراً لكن بمجرد الإعلان عنها انتفض الجنيه قليلاً أمام الدولار إستعداداً للإنطلاق الحقيقى نحو الأسفل ،استبشرنا خيراً بها بل تفاءلنا حقاً بعد أن سمعنا بأن هناك مليارية صينية أخرى فى طريقها إلينا تدعم القطرية ولكن للأسف خاب الظن فيها كما خاب ظننا فى من بيده مقاليد الشأن الإقتصادى إذ لم تفلح جهودهم (الكلامية)و(عجنهم) فى تطوير وتنمية الاقتصاد فى هذا البلد المؤبوء المأزوم المتهالكة المنهارة أعمدته وبنياته التحتية... طار الدولار وحلق بعيداً ولن (يرِك) مُجدداً فى أرضنا هذه ونحن بلا إنتاج وأين هو الإنتاج ولا وقت لدينا لكى نُنتج وماذا نَنتج أصلاً وصراعاتنا تتجدد وتتعقد وتتمدد ونيران النزاع تزداد اشتعالاً والساسة وأعوانهم ومعارضيهم وحركاتهم المسلحة وغير المسلحة يتناحرون لا من أجل الوطنية المزعومة ولا التهميش المعلن بل من أجل هذا الكرسى والجلوس عليه . توقفت الحركة التجارية وازدادت أسعار السلع بصورة بشعة جداً واختفت بعض السلع المستوردة بعد أن أحجم أصحابها عن البيع خوفاً من الانهيار المتوقع للجنيه وصعوبة الحصول على عملات حرة يتمكن بها هؤلاء من الاستيراد مجدداً ، وتصريحات وزير المالية و(الاقتصاد) تزداد ولقاءات ومقابلات وتنقلات وسفريات وزير الإستثمار هى الأخرى فى زيادة وكلها (بلا طحين).. حكمة فى شكل (وديعة)... الدولار ده لو ما جينا كان حيصل عشرين.. وكان ما مشينا حيصل عشرين...
بلا أقنعة... صحيفة الجريدة السودانية...
|
|
|
|
|
|