|
الدكتور/حسن الترابى:هل سَيُكفِر عن أخطائه فى حق الوطن والمواطن،بحل جميع مشاكل السودان؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى:(وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)الأية 30 الشورى ويقول المعصوم صلى الله عليه وسلم:(لا يذل الرجل منكم نفسه،قالوا:وكيف يذل الرجل منا نفسه يا رسول الله؟قال:يعرض نفسه للبلاء مالايطيق)م ويقول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وحهه:(فما نزلَ بلاءٌ إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة)م وجاء فى مقدمة إبن خلدون ،إنَ من أسباب سقوط الدول الأتى:-التدخل الكبير القادم من الخارج على الدولة،الترف والفساد الأخلاقى ،عدم تمييز العدو من الصديق،ضعف الأساس الذى قامت عليه الدولة،ضعف الرقابة على المسئولين،فساد الإقتصاد،الظلم،سوء إختيار الأعوان والإستبداد.م للدكتور/أو الشيخ حسن عبدالله الترابى(بغض النظرعن إختلافنا معه فى الكثير من الأراء الفقهية والفتاوى التى صدرت من شخصه الكريم)،من الإمكانيات العقلية وسرعة البديهة،ما لا يتوافر لدى الكثيرين من قادة الفكر والرأى ليس فى محيطنا العربى والأفريقى والإسلامى فحسب،بل على مستوى العالم أجمع،فهو فى الحوار يمتلك ملِكة الإمساك بذمام الموضوع المطروح للنقاش أو الحوار،ويعرج به فى مناحى شتى أى يعمل على تفريع أصل الموضوع،ويقتل هذه الفروع بحثاً،ومن ثَمَ يرجع للأصل ،وهذا نفس أسلوب المرحوم البروفسير عبدالله الطيب،جعل الله الجنةِ مثواه الأخير،وهذاالأسلوب بلا شك يشد المستمع أو المتلقى إلى الإنتباه والشوق الشديد لسماع المزيد من الحديث عن الموضوع المطروح للحوار.م وبالعودة لموضوعنا المذكور أعلاه،فإنَ الدكتور الترابى،تحدث فى منابرٍ كثيرة بعد إنشقاقه من المؤتمر الوطنى فى عام 1999م،وذكر بأنهم إرتكبوا أخطاءاً فادحة فى حق الوطن والمواطن،مما أدى إلى التدهور المريع الذى نشاهده اليوم فى كل المجالات،وتنطبق عليها كل الأسباب التى ذكرها إبن خلدون فى مقدمته والتى أوردناها أعلاه،وبلا شك أنَ مثل هذا النقد الشجاع لتجربةٍ كان هو راعيها ومنظرها الأوحد،يدل على ثقة الإنسان فى نفسه وأنَ رأيه صواب يحتمل الخطأ والعكس بالعكس لأراء الناس،كما قال الإمام أبوحنيفة النعمان،فإذن :بعد هذه التجربة الفاشلة والتى مارس فيها الشيخ السلطة مع تلاميذه لعقدٍ من الزمان،قام بمراجعة هذه التجربة،وذلك بنقدها بشدة،من حيث إنعدام ممارسة أو تطبيق المبادئ الإسلامية (الحرية،العدل،المساواة والشورى)ناهيك عن الأخذ بالتجارب الغربية والتى تتصف بالديمقراطية وحكم القانون ودولة المؤسسات .ومن خلال التقارب الأخير الذى حدث بين المؤتمرين الوطنى والشعبى،أقول وبكل شجاعة أنَ هذا التقارب سيكون فيه خيرٌ كثير لكل أهل السودان،ويساعد فى حل إن لم يكن كل مشاكل السودان فمعظمها وذلك لأنَ الدكتور الترابى قد استفاد من سلبيات تجربته السابقة مع المؤتمر الوطنى،أضف لذلك إستفادته من سلبيات الثورات العربية والتى كان يقودها الإسلاميون،وقد فشل بعضها وأدى هذا الفشل لتراجع شعبية وقواعد تنظيمات الأخوان المسلمين وخاصةً فى مصر وليبيا،كما أنَ للشيخ علاقات وصلات قوية وتلاق ٍ فى البرامج والأفكارمع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح،وفوق كل هذا فإنَ بلوغ الشيخ لسنٍ متقدمة من العمر،تدفعه إلى الإصلاح والتصالح مع الأخرين والإكثار من الأعمال الصالحة لوطنه العزيز السودان وشعبه الكريم ،عليه وبكل ثقة وبناءاً على ماسبق ذكره ،أقول أنَ بمقدور الدكتور حسن الترابى وضع الحلول الكاملة والناجزة لكل مشاكل السودان وماالتوفيق إلا من عندالله العزيز الحكيم د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى [email protected]
|
|
|
|
|
|