|
الدعم السريع .. قتال على صوت الرعــد بقلم : عمر قسم السيد
|
أم بشّار هى اول غيمة ممطرة تبشّر بالخريف في السودان .. حيث يقول اجدادنا انه اذا جاءت " ام بشّار " في شهر مايو فإن خريف هذه السنة – فاشلاً – وينجح الخريف الذي تأتي اولى عينه أمطاره في شهر يونيو ! ويمثل مقدم طائر السمبر ابرز بشريات قدوم الخريف الذي يبدأ بنزول الثريا يوم 17 مايو، وتسبق الخريف عينتا العصا العطشانة، وتبدأ يوم «13» يونيو وتنتهي يوم «25» يونيو، وتتميز العصا العطشانة بكثرة الكتاحة التي تعرف بالسفاية، وتحول اتجاه الرياح من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي. وعينة العصا الرويانة تبدأ يوم«26» يونيو الى «8» يوليو، ويكون فيها الجو معتدلاً وبارداً ! بعدها يبدأ الخريف بعينة الضراع، في الفترة من «7» يوليو الى يوم «21» يوليو ، ثم النترة والطرفة " الندّاية " ثم الجبهة وهى ذروة الخريف والمطر الثقيل ، ومن بعدها بعدها الخراسان حيث تعتبر سلطان الخريف ، وكل عينة من عين المطر تستمر لمدة 13 يوم ! قديماً كان فصل الخريف في السودان من أهم الفصول التى يخضر فيها الزرع ويمتلىء الضرع ، جالباً معه خيراته الكبيرة ، ويستقبله الناس بالبشر والترحاب وله طقوس وتقاليد كذبح الأنعام عند مقدمه والدعاء والإبتهال عقب كل صلاة لإستمراره وتوزيع العيش المسلوق (البليلة) على المساكين والفقراء عند إنقطاع الأمطار،بينما للخريف في الريف نكهته وطعمه المميز ! والان .. ومع تقلّب الموازين اصبح قدوم الخريف – نغمة – وموسماً للخراب والدمار ، ينشط فيه قطّاع الطريق وحاملي السلاح ، يستهدفون الابرياء وعابري السبيل ، إذ يتمركز هؤلاء عند اطراف الوديان والطرق المتعرجة .. لإحلال عدم الامن والاستقرار وبالتالي تهديد موسماً للخير ينتظره المواطنين لفك – الضيق – من الديون والإيفاء ببعض الالتزامات الحياتية ! وفي دارفور بالتحديد نلاحظ ان اغلب الصراعات تحدث في الاماكن التي يقل فيها معّدل هطول الامطار ، خاصة مع موجات الجفاف التي تلقي بثقلها على الارض ، فالباعث الاول للصراع سببه الارض ووقوده شباب القبيلة ! الحركات المسلحة .. تكشّر الحركات المسلحة عن انيابها مع بداية الخريف لإدارة عملياتها ضد النظام القائم في الخرطوم ، لإعتبار صعوبة الوصول الى بعض المناطق التي يتمركزون بها ! تتخذ الحركات من موسم المطر الذي يرسله المولى عز وجل للارض الميتة ليحييها ، تتخذ منه موسماً لتنفيذ مشاريعها القتالية والهجوم على القرى والمشاريع الزراعية . والحكومة السودانية ايضا تهدد مع قدوم الصيف .. قال الناطق باسم قوات الدعم السريع بجنوب كردفان الرائد محمد النذير أبكر، في تصريح صحفي، إن دخول فصل الخريف لن يجعلهم يرفعون أيديهم عن التمرد والزحف للأمام لتحرير كاودا. وأشار إلى أن المتمردين أمامهم خياران، إما الانحياز للسلام وإما مواجهة الموت على أيدي قوات الدعم السريع، قائلاً: العمليات العسكرية لن تتوقف إلا إذا جاءتنا تعليمات من القيادة بأن نعطي فرصة للسلام .. هذا تهديد مباشر لكل من يتخذ من موسم المطر موسماً للقتال ، يبدو ان حكومة الخرطوم ادركت ما يحيكه هؤلاء مع نزول الامطار للفتك بمواطنيهم ! اهداف قوات الدعم السريع وضعت هذه القوات عدة اهداف لها في المناطق الملتهبة ، اتت في مقدمتها إعادة الحياة الى طبيعتها في المدن التي دمرتها الحرب بعد تحريرها من فلول الحركات المسلحة بعد فتح الطرق والمعابر الرابطة بين المدن والقرى لتسهيل حركة نقل الانشطة التجارية والاقتصادية ، كما تهتم هذه القوات بتقديم الخدمات الطبية والمعونات الغذائية وإصلاح مرافق الخدمات من مياه ومدارس ودور عبادة . انجازات .. ذكر اللواء عباس عبد العزيز ، قائد قوات الدعم السريع ، ان قواته استطاعت خلال فترة وجيزة احتواء الموقف العسكري عندما قامت مجموعة من حركة العدل والمساواة بقيادة فضيل رحومة بالهجوم على مدينة أبو زبد ، كذلك معالجة تجمع حركة مني اركو وعبد الواحد في المنطقة الواقعة جنوب السكة حديد التي يمر عبرها الطريق الاقتصادي والتجاري الذى يربط ولايات كردفان ودارفور ! على صوت الرعد .. أجزم قادة الدعم السريع ان صيف هذا العام سيكون – الضربة القاضية – للتمرد بالولاية ، وان القتال ستكون حدود الدماء فيه الى – الركبة – ومن تسّول له نفسه ان ياتي ليشهد مقتله ووداع روحه ، حقيقة ان هذه القوات تجيد كل فنون القتال والتكتيك ، لولا ذلك لما قامت الدنيا ولم تقعد حينما حررّت كثير من المدن من فلول المرتزقة والمأجورين .
|
|
|
|
|
|