|
الخطابة والكتابة/عباس خضر
|
إحداهما ربابة ربة الدار والأخرى بنتها العاقة الكذابة
فالكتابة أمٌ عفيفة والخطابة الإبنة المنافقة النصَابة
فيسهل المقارنة بين خطب إنقاذ مفبركة وأخلاقها المٌرتابة
وبين تدوين بيانات ومقالات موثقة في المواقع المٌنسابة
فخطب دين تجاري ودويها الإعلامي يمر مر السحابة
ويظل المقال دهوراً بزخمه الهادر وروحه الوثَابة
يحي ألق الثورة وينعش يفتح الحريات المغلقة أبوابها
ووثبات حواراتهم تتقافزخجلى تستحق غٌسل الجنابة
فأيهما يبقى وأيهما تأثيره يزول سريعاً ويلقى عاجلاً حسابه ****** فالكتابة ولو على لحاء شجر الحراز وورق الكريز
أو على جدر المنازل والمعابد وافران كيك كالخبيز
فتزِن وترِن وتطِنٌ طبلة الأذن الحكومي فترتد هديراً بالأزيز
فهل الخطابة ترن مع ذبذبات الهواء والأثير كالأزيز
وهل تظل الخطبة العصماء صامدة معتقة كالنبيز
فأرباب الزوايا وأئمة الجوامع صاروا وزراء بالتأويل للسلطان كما في بيت العزيز
وأطلق الفاسد منهم والمغتصب بدل في سجن مؤبد يكون
يكون أو لايكون فتلك خطابة وخطب عباقرة التمكين ................... مثل الكتابة الثورية المرصعة بجمر يرجم فاسداً ظالماً مفتون
تشحن الشعب سرورا وتعبيه وتجعل الحكم واجفاً ملعون
فيستعرض خطيبهم عضلات لسانٍ مسموم مسنون
ويرفع أرجله كأنه يشوت ويديه لأعلى ممثل في مسرح الفنون
ويصرخ ويزبد بصوته كأنه في مسرح اللآمعقول والجنون
فيشحن الجماعة بجون قرنق كافر عميل زنديق وآفة المجون
بمثل ما فعلوابعالم فيلسوف جليل وصم بالمرتد والمأفون
ويصِر ويصوص ويخص ويسخر ويصرخ يهد في الحصون
فهذا مخرِب علماني وذاك عميل للروس والأمريكان يبث في العيون
ويصول الخطيب كدون كيشوت بآيات الفنون والجنون
فيجن جنون المخدوعين ويخلد هو للنوم في سكون
******
وهل الخط يبقى زمان بعد صاحبه
وصاحب الخط تحت الأرض مدفون
هل هما خطين متلاقيين أم خطين متكاتفين في شجون
أهما خطين متعانقين ولهاً كعاشقين في جنون
أم متفرقان شاردين مبعدين هائمين محبوسين في سجون
أو واحسرة على الظنون خطين متقاطعين تشق أسهمهم بطون
فيجرح كبد كل منهما الآخر وقرابة المكان والزمان بينهما تهون
أم يا تٌرى إن الكتابة والخطابة كخطين متوازيين لايتناسبان ولايلتقيان أبداً في قبلة حنون
وهذا ما سال عنه للتفريق بينهما بعض المغشوشين
فعهد الكيزان والرتابة والعاطفةوالخطابة قد ولى، إنتهى زمن القمع وعهد المذلة والمفترين
وجاء عهد التسجيل والتوثيق والكتابة وبدأ عصر التحرر والكرامة والتجِلة والمكتوين زالت العصور الوسطى وإنتهى التمكين
|
|
|
|
|
|