|
الحوار بمن حضر وسفينة نوح ؟! بقلم د. حافظ قاسم
|
من المعلوم بالضرورة ان السودان يعاني من ازمة شاملة مستحكمة وتتفاقم حلقاتها يوما بعد يوم ان لم يكن ساعة بعد ساعة تهدد وجود الوطن ودولته وترتبط بداياتها بالحكم الوطني بعد الاستقلال وفشل النخب السياسية التي دان لها حكم البلاد في انجاز المشروع الوطني وانجاز المهام والمتطلبات الاساسية للاستقلال من بناء الدولة الوطنية القائمة علي الاعتراف بالتعدد واحترام التنوع وتحديد مهامها والقيام بواجباتها من تنمية مستدامة وصيانة الحريات والحقوق الديقراطية وتحقيق العدالة والمساواة واحترام واستقلالية المؤسسات والمؤسسية والتوافق علي عقد اجتماعي ينظم العلاقة بين الحكام والمحكومين وهلمجرا .ولحرج الوضع وتزايد خطورته فان الاوضاع تتطلب بان يتوحد الناس من كل المناطق والجهات والمنطلقات وان يتفاكروا ويتوافقوا علي كيفية الخروج من الازمة وانقاذ الوطن لا فرق بين دين ودين او معتقد كريم ولا بين عربي وعجمي وابيض واسود وكبير وصغير او اصل وجنس ولا يجمع بينهم الا حب هذا الوطن والعمل علي رفعته . المدخل العلمي والسؤال الطبيعي يفترض ان يكون عن لماذا لم يقم من نال حظه من السلطة ووجد الفرصة لحكم البلاد بالعمل علي رفعة البلد وترقية مواطنيه واحترام شعوبه ولماذا فشلوا في استغلال موارده وتطوير امكانياته ؟ومن ثم فانه وبدون الاعتراف بالازمة ومسبباتها وتحديد دور كل طرف في تفجيرها واستفحالها وتفاقمها فاننا سنجد انفسنا ندور وندور في حلقة مفرغة خاصة وان المنطق يقول ان النصيب الاكبر في خلق الازمة وتردي الاحوال يتحمله من مكث في الحكم لمدة اطول وحكم دون خطة استراتيجية وبرنامج قومي وتسلط وتجبر واشعل الحروب وفاقم من الاوضاع دون غيره ومن قام بوأد الديقراطية ومصادرة الحريات وشرد الكوادر والخبرات وافسد علاقات البلاد مع الجيران والاقربين والعالم .ومن ناحية اخري فان ضمان المستقبل وتأمين المسار يلقي بواجبات محددة علي عاتق التظيمات والزعامات السياسية من امتلاك للبرامج السياسية وممارسة الديمقراطية وتجديد القيادة وضمان مشاركة المرأة والشباب وضوابط محددة تمنع استخدام الدين والاحتماء بالقبلية والامتناع عن ممارسة العنف باشكاله المختلفة في العمل السياسي . مر اكثر من عام منذ ان اعلن السيد الرئيس الوثبة ودعوة الحوار بتأثير من هبة سبتمبر والدماء الزكية التي سالت واعادة للذاكرة انتفاضة شعب السودان في كل من اكتوبر وابريل الشئ الذي اشاع خوف وهلع الحكام من سقوط النظام واجبرهم علي التفكير في تفادي انهيار النظام ولتأمين موقع قدم لهم في النظام الجديد وايضا لتفريق دم ازمات النظام وما اقترف من جرائم وفساد وممارسات اضرت بالوطن بين قبائل المشاركين في النظام البديل. وبمرور الزمن اتضح جليا ان دعوة الحوار لم تكن دعوة حقيقية وصادقة للتوافق علي حلول لازمات البلاد عبراستراتيجية للاتفاق علي مرحلة انتقالية تتم فيها استعادة دولة الوطن وتعقبها انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وانما هي تكتيك لاعادة انتاج النظام شكل جديد ومحاولة لتقديمة بنيو لوك للاستهلاك المحلي وبصورة تكون مقبولة لدي العالم الخارجي .لذلك غدت كدعوة المراكبيه ومنة من الموتمر الوطني علي احزاب المعارضة ولانها من باب التفضل فلا بد ان ينخرط فيها الاخرون وهم صاغرون . ومن ثم فانها لن تختلف كثيرا عن تلك الصفقات التي عقدت مع من انشق وتمرد علي حزبة وانخرط في حوش الوطني مقابل حفنة من المال اوبعض المواقع التشريفية في نظام رئاسي متمركز حول شخص الرئيس حكم لربع قرن من الزمان واورث البلاد الخراب والدمار وحكومة تتركز كل صلاحياتها في يده ونتيائجها الازمات التي تحيط بالوطن من كل جانب والي درجة انه شخصيا صار مطلوبا للعدالة الدولية ومحدود الحركة عالميا واقليميا . ولان الوثبة اخذت شكل الخطبة العصماء ولم تعرف اهي من الراس او الكراس كما يقولون فقد اختلف الناس حول كاتبها وهدفها وهل هي مطروحة من رئاسة الجمهورية او من حزب الموتمر الوطني الشئ الذي اضطر معه بعض قادة النظام بوعد الناس بمؤتمر صحفي للرئيس يتكلم فيه هذه المرة من رأسه لا من كراسة الاخرين الشئ الذي لم يتم حتي الان . وبسبب هذا الغموض الذي صاحب اعلانها فقد ظلت معتلة الصحة وطريحة الفراش منذ ولادتها بسبب انعدام الثقة في خطاب المؤتمر الوطني وخطب قادته وغياب المناخ الملائم لاي حوار من جراء ممارسات الاجهزة الامنية وسلوكها وهيمنة الموتمر الوطني علي الحوار وغلبة نفوذه علي مسيرته .واخيرا بدأ الحوار بمن حضر في لفظ انفاسه بعد لاءات رئيس المؤتمر الوطني في مؤتمر ولاية الخرطوم ومطاردة زعيم حزب الامة والتضييق علي حزبه هذا بالاضافة الي انسحاب عدد من الاحزاب التي قبلت الدعوة وقبلها المعارضة النوعية كنتيجة لرفض النظام مناقشة المشكل القومي في كلياته وتوحيد منابر التفاوض ولاصرار النظام علي اجراء الانتخابات واجازة قوانين النتخابات ومفوضيتها واخيرا التعديلات الدستورية. المشكل الاساسي يكمن في الاعتقاد الراسخ لدي الحكام بان حكم السودان هو ثوب البسه الله لهم باعبارهم حزب الله وان رب العباد قد اختارهم لخلافة الارض واصطفاهم لحكم البلاد وان لهم ليس فقط الشرعية انما الحق الالاهي في ادارتها والتحكم في بشرها بدليل قولهم ان الزارعهم غير الله اليجي يقلعهم وانهم لن يسلموها الا لعيسي وحمرة العين والرجالة وانهم سيموتون واقفين في الوقت الذي يتمشدقون فيه بالحديث عن الدستور واستحقاقاته والكلام عن الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة والتنافس الانتخابي .والتفسير الموضوعي لمثل هذه المواقف هو انهم قداستولوا علي الحكم بقوة السلاح والنار وان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة الشئ الذي يؤكده سلوكهم وتصرفات الحكم وانهم لم ولا يتعاملوا الامع طرف اخر اقوي او يتساوي معهم في القوة وانهم لم يتفاوضو او يتنازلوا الا لمن امتشق السلاح وتساوت قوة نيرانه مع قوة نيراهم . والامثلة علي قفا من يشيل واخرها سفر مساعد رئيس الجمهورية للتفاوض مع الزعيم القبلي موسي هلال ذو الشروط المعلومة والذي اتي الي الاجتماع مرتديا لامة الحرب وتحرسه قواته القبلية المدججة بالاسلحة الثقيلة والخفيفة في الوقت الذي توعد فية الرئيس الزعيم القومي الصادق المهدي حامل خطاب الشرعية والبندقية المشهور وصاحب الاجندة الوطنية بالاعتقال والملاحقة القضائية لتوقيعه بقلم الحبر لا الرصاص علي اعلان باريس ونداء السلام . حديث الانقاد عن الدستور وهي التي اتت الي الحكم بصندوق الذخيرة يثير السخرية والضحك اما الكلام عن الاستحقاقات الدستورية والفراغ الدستوري والتداولي السلمي للسلطة وشرعية الانتخابات في الوقت الذي لاتجد فيه جل مواد الدستور اي احترام او تطبيق ما هي الا كلمات الحق التي يراد بها الباطل واكبر دليل علي ذلك هو التعديلات الدستورية التي طبخت بليل واجيزت علي عجل لتقنين ما هو حادث فعلا من انتهاكات للدستور وعدم الالتزام بنصوصه .اما ما يحتاج لفهامة لعقله هو التنافس الانتخابي الحر اذ كيف يتسابق من يركبون ذوات الدفع الرباعي مع من يسيرون مشيا علي الاقدام ويعانون من الانهاك والمرض والفقر والجوع. وكيف يتنافس من هيمن علي السلطة اكثر من ربع قرن وامتلك كل مفاصل الدولة واعاد بناء اجهزتها وهيكلتها وفقا لاستراتيجيته في الحكم لوا ينخرط فيها احد الا بعد تقديم فروض الولاء والطاعة واداء القسم علي المصحف .وسيطر ايضا علي المال والثروة احتكر الاعلام وصاغ المناهج التعليمية منذ ايام وزارة التخطيط الاجتماعي التي انشاها علي عثمان وجلس في قمتها لصياغة الانسان السودان وفقا لرؤية الحركة الاسلامية والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين . والوضع هكذا فان لا حل غير التراضي علي تفكيك دولة الحزب والعودة لمنصة التاسيس لبناء دولة الوطن او ان البديل هو سقوط المعبد علي رؤوس الكل وانهيار الدولة وضياع الوطن خاصة وان القوانين الموضوعية تقول ان لكل فعل رد فعل مساو له في القوة وفي الاتجاه المعاكس .كذلك يؤكد قانون التراكم الكمي والكيفي ان التراكم الكمي سيؤدي حتما للتغير الكيفي وان الثورة هي ظاهرة موضوعية مثلها مثل الظواهر الموضوعية تحدث حتما عندما تتوفر عواملها وتنضج شروطها الموضوعية والذاتية . ولان تحقيق ذلك له متطلباته الموضوعية والذاتية واستحقاقاته الداخلية والخارجية وعدم توفرها وتحقيقها يجعل المسألة تبدو من باب التمني واحلام اليقظة الشئ الذي استوعبه آل الميرغني فوالوا وغدوا من احزاب التوالي وآثروا ان ينالوا حظهم من كيكة الحكم ومغانمه بدلا من فلق الدماغ ووجع الراس والتعامل مع الجماهير . وهنا لا يجب ان ننسي مناهج الموتمر الوطني واستراتيجية الحكم القائمة علي المال والوظايف الدستورية هي دائما جاهزة لاصطياد المناوئين واسكات المعارضين الهم الا من رحم ربي وان للنظام تجاربه وخبرته في اختراق القوي المعارضة وشقها وللامن طرقه واساليبه في تفتيت الاحزاب واستنساخها . صحيح ان هناك في جبهة المعارضة اراء من يتبنون نظرية الكفاح المسلح والتي تقول بالتعامل مع النظام ومخاطبته باللغة التي يفهمها اي لغة السلاح والميدان والقتال والمعارك وان هناك ايضا من يعتمدون مناهج العمل الجماهيري والنشاط السسياسي السلمي لمقارعة النظام . وصحيح ايضا ان المكونات الرئيسية في كلا التيارين قد التقوا اخيرا واتفقوا علي برنامج حد ادني لتوحيد النشاط السياسي المعارض وتنسيق العمل كاستراتيجية جديدة للتعامل مع النظام .الا ان الاستراتيجية هذه وخلق توازن في القوي لمصلحة التغيير والثورة وكسب التعاطف الاقليمي والدولي سيعتمد في نجاحه علي اختيار مناهج واساليب النضال وبرامج للعمل السياسي والجماهيري تقوم علي التشاور وتبادل الاراء مع مكونات الشعب حتي تحوز علي رضاء وقناعة الجماهير والكتلة الحرجة وتتناسب مع متطلبات وقدرات فئاته المختلفة ومن ثم انزالها الي ارض الواقع وتحقيق التنسيق المطلوب وتوفير متطلبات تفعيلها . قوموا الي تكوين جبهتكم النضالية من اجل الديموقراطية وانقاذ الوطن بتحسس نبض جماهير الشعب والالتحام بفائاته وكتله المختلفة وتنظيمها وتوعيتها وتمتين وحدتها والتصدي لقضاياها اليومية والحياتية مهما صغرت تلك القضايا وقل شأنها وتقديم القدوة والتضحية والنزول الي الشارع لقيادة نضالاتها وبذل الغالي والنفيس من اجل تحقيق تطلعاتها يرحمكم الله. مؤتمر صحفي بالسبت للجنة مواطني الحلفاية اللجنة الأهلية العامة لأهالي حلفاية الملوك دعوة لحضور مؤتمر صحفي أراضي حلفاية الملوك ... أين الحقيقة!!! الحلفاية .. قُنبلة موقوتة..!! بقلم الطاهر ساتي في مؤتمر صحفي:لجنة أهالي حلفاية الملوك هددو بتصعيد قضية الاراضي للأمم المتحدة وحقوق الانسان الدولية
الحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي) ينعى سعودي دراج تشييع مهيب لسعودي دراج وبكي الرجال والنساء ( صور ) وداعا المناضل الجسور سعودي دراج الجبهة السودانية للتغيير تنعي المناضل العمالي سعودي دراج
الرفيق سعودي دراج: مناضل من موطن الانبياء الجبهة الوطنية العريضة تنعي المناضل النقابى سعودى دراج
|
|
|
|
|
|