|
الحوار الوطنى: صَدقَ مَنْ شَبَهَهُ بِعِزُوْمَةْ المِرَاكْبِيَةْ
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري تقول حكايات ألف ليلة وليلة:أن أحد أمراء البرامكة فى العصر العباسى ،كان قد قدم للمتسولين وليمة وهمية حيث كانت الأطباق التى قدمها فارغة ،بينما هو يدعى بأن بها طعام فاخر،وأخذ يوهمهم أنه يأكل من هذه الأطباق وبذلك سميت عزومة براكمة وإنحرفت بمرور الزمن لعزومة مراكبية، وذكر أستاذنا الكبير-عبدالله علقم فى إحدى مقالاته الرصينة والهادفة ،نقلاً عن الأستاذ الراحل العظيم عبدالله رجب طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته لما قدمه من أعمال عظيمة للوطن والمواطن،فقد ذكر فى سفره القيم "مذكرات أغبش" إن عزومة المراكبية هي العزومة أو الدعوة التي لا يمكن تلبيتها لأسباب عملية ، بمعنى أن المراكبية إذا كانوا يتناولن الطعام داخل مركبهم في وسط النهر أو قريبا من الشاطيء يقومون بتوجيه الدعوة للماشي على الشاطيء لمشاركتهم طعامهم وهم في مأمن من تلبية الدعوة لأن المدعو لن يستطيع الصعود إلى ظهر المركب وهي بعيدة عن "القيف" ولذلك يقال لكل عزومة غير صادقة بأنها عزومة (Barmecide feast)مراكبية،
وهذا المثل ينطبق تماماً على الحوار الوطنى الدائر الأن والذى قُبِرَ تماماً بتصريحات الرئيس البشير الأخيرة قبل سفره للأراضى المقدسة،ثم جاءت من بعده الوثائق المسربة والتى وضعت الشواهد على قبر الحوار الوطنى وهذه الوثائق تعد من أخطر المستندات التى يتم عرضها بواسطة جميع أجهزة الإعلام الإقليمية والعالمية بصورة أذهلت قادة الحزب الحاكم وجعلتهم فى حالة صمت رهيب،لا يدرى الرجل العاقل ماذا يدور فى خلد هولاء القوم؟وفيما يفكرون بالرغم من أن صناديق إنتخابات 2015بين أيديهم يملأونها ويفرغونها كيفما شأووا وقطعاً بإستخدام فقه الضرورة وذلك بالرغم من أن ديننا الحنيف دائماً وإلى أن تقوم الساعة اهدافه وغاياته سامية،إذاً لابد ولزاماً أن تكون الوسائل التى توصلنا لهذه الأهداف والغايات شريفة ورفيعة،بنفس سمو وعظمة الأهداف،ما لكم كيف تحكمون؟ولكن هولاء القوم يصرون على هذا المسلك منذ أكثر من ربع قرن من الزمان
على كلٍ صدق من قال ومنهم د.حيدر إبراهيم بأن هذا الحوار لكسب الزمن وللوصول لإنتخابات 2015م ذات النتيجة المعلومة،وذلك بفوز المؤتمر الوطنى برئاسة الجمهورية وجميع الدوائر القومية والولائية ويكون وطننا الحبيب قد دخل مرحلة جديدة أكثر تعقيداً،يصعب على الشخص العاقل تخيلها والمؤتمر يهمه فقط المقاعد لا دخل له بالحرب الأهلية التى تدور فى المناطق الثلاثة (دارفور-جبال النوبة-جنوب النيل الأزرق)ولا يهمه معاناة السواد الأعظم من أهل السودان من ضيق العيش وأسعار السلع التى تزيد متوالية حسابية كلما أشرقت شمس يوم جديد وكذلك لا يهمه توفير العلاج لغير المقتدرين والرسوم الدراسية للطلاب الذين ليس لهم عائل أو شرد عائلهم من الخدمة أو منع من تولى الوظيفة العامة وجميع هذه المشاكل ا يكتوى بها السواد الأعظم من أهل السودان ،والمؤتمر الوطنى قادةً وقواعد فى مأمنٍ من هذا ولكن إلى متى؟إذاً إذا كان الحزب الحاكم يدعى بأن قواعده تحسب بالملايين،ما الذى يضيره بعد ذلك ،إذا أقبل على الحوار بصورةٍ جادة،وأعلن تأجيل الإنتخابات وقيام حكومة إنتقالية أو قومية لمعالجة القضايا الملحة واشرك فى هذا الأمر الجبهة الثورية ومعها الصادق المهدى(إتفاق باريس)وكذلك أشرك قوى الإجماع الوطنى بالداخل وكذلك أشرك الجبهة السودانية العريضة بقيادة الأستاذ/على محمود حسنين وكل القوى السياسية المعارضة لحكمه؟
فيأهل المؤتمر :إذا لم تستحوا فاصنعوا ماشئتم ،بالرغم من أن فرص حلول قضايا الوطن نراها اليوم أمامكم ومن الصعوبة بمكان أن تجدونها غداً فهل من مدكر؟
وبالله الثقة وعليه التُكلان
د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
mailto:[email protected]@yahoo.com
|
|
|
|
|
|