دول شمال أفريقيا يقابلون مُفردة (أفريقى) بـ (عربى). يسمُّونَ السُود من أبناءِ أفريقيا (أفارقةً)، ويسمُّونَ أنفسهم (عرب). ويسمون دول أفريقيا جنوب الصحراء (دول أفريقية)، بينما دولهم (دول عربية)، وبعثاتهم الرياضية فى منافسات القارة الأفريقية يميِّزُونها عن بقية بعثات القارة بأنّها فرق (عربية) فى تمييز وفرز عنصرى وآضِح، وترفُّع وإزدراء للأفارقة السود (الزنوح). وبالتالى فرز أبناء القارة الأفريقية بسبب أعراقهم ولون بشرتهم إلى عرب وأفارِقة/ زنوج، وهذا لا يليق أخلاقياً، وممنوع قانوناً. وإذا قارنَّا هذه "الظاهرة" العنصرية لعربِ أفريقيا، بذوى الأصول الأفريقية فى القارات الأخرى وخاصَّة أمريكا وأوربا (فرنسا وبريطانيا تحديداً)، نجدُ أنَّ هذه الظاهرة تنعدِمُ تماماً هناك، بينما تستفحَلُ هنا فى أفريقيا يوماً بعد يوم. وعلى الرُغمِ من أنَّ الأمجادَ الرياضية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية قد أسهم فيها بشكلٍ لآفِت الأمريكان من أصول أفريقية سوداء من لدُن الأسطورة محمد على كلاى وجو فريزر، ونزولاً إلى مايكل جوردن وبقية لاعبى فرق هارلم الشهيرة لكرة السلة، وعشرات الأبطال والبطلات الأولمبيات الأمريكان من أصول أفريقية سوداء حصَدوا الذهب لأمريكا و وضعُوه عالياً. ولاعبات تنس أمريكيات أسطورات سوداوات مثل (سيرينا وفينوس) بنات العم (وليامز) ما زلن يتحدَّين لاعبات الدنيا ويقِفْنَ كالطودِ فى مقدمةِ طابور المَجد!. ورغم كلِّ هذا التفوق وهذه الأمجاد التى حققها الأمريكان السود من أصول أفريقية لم يسمع الناسُ يوماً أن صرَّح أحدهم/ن أنه أفريقى أو زنجى، وأنَّه حقق ما حقق من نصرٍ ومجد بإسم أفريقيا أو الأفارقة السود، أو إمتداداً لأمجادِهم. أو أنَّ أحداً منهم خرج لوسائلِ الإعلام ليعلن أنَّه أهدى فوره ومجده وكأسه أو ميداليته لعظيم أفريقيا ومُلهِمها نلسون مانديلا أو كوامى نكروما أو باتريس لموممبا أو جوليوس نيريرى أو أحمد سيكتورى أو جومو كنياتا أو الإمام المهدى، أو سنكارا، كما يفعل العرب بعنصرية وتشنُّج، وانفعالات عاطفية غبِيَّة. عُظماء امريكان سُود من أصول أفريقية مثل: روزَا بارك، مالكوم أكس، لويس فرخان، دكتور مارتن لوثر كينج، ميرى ماكيبا، مايكل جاكسون، أوبرا وينفرى، باراك أوباما، كوندليزا رايس، جونداى فريزر، كولن باول، سوزان رايس، لم يقُل أىٍّ منهم مرّةً وآحِدة فى حياته العامِرة بالأمجاد والنبوغ والعطاء أنَّه أفريقى، بل دوماً كانوا أوفياء لوطنِهم وأمِّهم أمريكا، ومُخلِصُون لها. لأنّهم يعلمون أنَّ للأوطانِ فى دمِ كُلِّ حُرِّ يدٌ سلفَتْ و دَيْنٌ مُستحَقُّ. ولا يشِذُّ عن قاعدةِ الولاءِ للوطنِ والفناء فيه ولأجلِه إلَّا الأعرَابُ و(الكيزان)، امَّا الأعرابُ فانَّ أوطانهم هى أعراقِهم وعشائرهم وخيامِهم. وأمَّا (الكيزانُ) فوطنهم مجتمعهم الحاقِد الفاسِد، وتنظيمهم الإرهابى. وعلى مستوى أوربا نجدُ، مثلاً، أنَّ المُنتخبَ الفرنسى لكُرةِ القدم يغلُبُ على تشكِيلِه لاعبين ذوى أصول أفريقية سودَاء، ولم يسمع الناسُ يوماً أن خرجَ أحدَهم يحتفل بأفريقيته دون فرنسا، أو يقولُ للنَّاسِ أنه أفريقى أسود وأنَّه يهدِى ما حقق من فوز ومجد لجدَّتِه أفريقا، أو لأىِّ من "ايقوناتِ" التحرير الأفارقة!. لم يتحدَّث الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما يوماً، تصريحاً أو تلمِيحاً، بأنَّ نبوغه عائد لعرقِهِ الأفريقى، أو إلى أبيه وجدَّتِه الصامِدة الحاجة زهرة. لكنَّ عرب أفريقيا هؤلاء يفعلون، وينسِبُونَ انجازَاتَهم لعُروبَةٍ يدَّعُونَها ولا يجِيدُون حتَّى التحَدُّثَ بلغتها العربية التى يجهلُها أكثر من 70% من عربِ أفريقيا !، ويتحدّثون الفرنسية عِوضَاً عنها. لذلك علينا نحن الأفارقة السود (الزنوج) أن نحمِى هذه القارة الأم من "فيروسات" عنصُريَّة هؤلاء الأعراب الذين لا يعرفون من أصلِهم العربى إلا أسوأ خِصالِه، العنصرية والكراهية والتعالى والعنف.. ومعلومٌ منذُ فجر التاريخ أنَّ العربَ عنصريِّوُن كالخنازير كما يقول الأوربيون (Racist like pig). فلنُطالِبهم أن يتخيَّرُوا بين أمرين لا ثالث لهما، "تأفرُقوا" واحترمُوا أمَّكم أفريقيا وأبناءِها، أو غادِرُوا فورَاً. هذا، وتتعمَّدُ دول شمال أفريقيا، (مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان)، الإزدراء والحط َّمن قدرِ الأفارقة السُود سُكًّان جنوب الصحراء. وأفريقيا إسم قارَّة معروفة، هى (أرض) ويسكُنُها شعوب مختلفة ينتمون لإثنيات ومجموعات سكانية عدَّة، بألوان واشكال وسحنات وديانات وثقافات مختلفة، فتجد النوبة والزولو والقبط والفراعنة والفولانى والهوسا واليوربا والبربر والأمازيغ والأشانتى والماساى والأحباش والفور والعرب والمآساى والنيليين والباريا واللوى والبقاندا والمساليت والبرنو والقرعان والزغاوة.. إلخ. ومن حيثُ المساحة فإنَّ أفريقيا هى ثانى اكبر قارات العام بعد آسيا، وتبلغ مساحتها (30) مليون كيلومتر مربع. وتشغل أفريقيا 6% من مساحة سطح الكرة الأرضية. و20% من مساحةِ اليابسة الموجودة على سطحِ الكرة الأرضية. ويبلغ عدد سكان قارة أفريقيا حسب إحصائية 2013م مليار ومئة مليون نسمة. تُشكِّلُ نسبة 15% من سكانِ العالم. وعدد دول أفريقيا (54) دولة.. منها عشرة دولة عربية هى: مصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا والسودان والصومال وجيبوتى وجزر القمر. وعدد الدول العربية (22) دولة وعدد سكان العالم لعربى (291) مليون نسمة، ثلاثة أرباعِهم يعيشون فى أفريقيا. و 78% من مساحةِ العالم العربى تقعُ فى أفريقيا (شمال وشرق). ولكن رغم كل هذا الفضل الذى تشكِّلهُ قارَّة أفريقيا للعربِ إلا أنَّ العربَ لا يحِبُّونَ أفريقيا ولا الأفارقةِ السُود، أصحاب الأرض الأصلِيُّون، فتخَيَّل!. ورُغم أنَّه من طبيعةِ الحال أنَّ أىَّ إنسان يسكنُ أرض أفريقيا سكن دائم هو أفريقى فى معنى إنتسابِه لهذه القارة جغرافياً، طالما لا وطنَ آخر له خارجه، وذلك بصرفِ النظر عن عِرقه ونوع جنسه ولغته وديانته ولون بشرته ونوع شعر رأسه، لكن العرب يكرَهُون أن يُنسبوا لأفريقيا لعِلَّةٍ فى "جِيناتِهم" الوراثية. فلا تستطيع فى أفريقيا أن تقولَ لعربى أنّك أفريقى، سيغضَبُ وينفَعِل ويحزن، ويردَّ عليك أنَّه ليس أفريقى، أنّه عربى! أرايتُم المتَاهة؟. وأفريقيا قارة معلومة الموقع الجغرافى والمكون الديمغرافى.. وعليه، يستساغ مقابلة إسم القارَّة بإسمِ قارَّة مِثلها، ولا يجمُل مقابلة إسم (قارَّة) بإسمِ (عِرق) من الأعراق التى تقطُنُها!. يعنى أفريقيا يصحُّ أن تُقابَلَ بآسيا أو أوربا أو أمريكا أو أستراليا وهكذا. بالتالى إنسان أفريقيا يقابل بإنسانِ القارَّات الأخرى، فيصَحُّ أن نقول أفريقى فى نسب الإنسان إلى أفريقيا، وبالمقابل أسيوى فى نسبِه إلى قارَّةِ آسيا، وهكذا القارَّات الأخرى. ولكن، فى أفريقيا كثيراً ما نرى ونلحظُ أن عربَ شمال أفريقيا أو الذين يدَّعُون العروبة يرفضون الإنتسابَ إلى قارَّةِ أفريقيا عند تعريف أنفسهم فى المَلمَّاتِ والمحافِلِ الرياضية والسياسية والإجتماعية! فلا يقولون (نَحنُ أفارِقة) بل يقولون نحنُ عرب، وأنَّ دولهم دول عربية، وفِرقُهم الرياضية فِرق عربية، وكذلك وفُودَهم فى المجالات المختلفة!. والمصريُونَ مثلاً، إذا خلَا لهم الجَو، ينسِبُونَ انفُسِهم إلى مصر (الفراعِنة)، ثم مصر العروبة، ولكنهم يستنْكِفُونَ الإنتماءَ إلى أفريقيا الأمّ، ولن تَجِدَ مصرِيَّاً يقولُ لك أنّه أفريقى مهْمَا كان!. وأهلُ شمال أفريقيا ينتسِبُ بعضَهم إلى العِرقِ الأمازيقى أو البربرِى، ويصنِّفُونَ أنفسهم دُولَاً عربِيَّة مع أنَّهم يتحدَّثُونَ اللغة الفرنسية ويجهلون العربية!. وأنهم لا يسمون أنفسهم "أفارِقة" أبداً فى زِرايَةٍ وعُنصُرِيَّة مُعلنة بسببِ العِرقِ واللونِ، لأنَّ ذلك، فى رأيهم، يساوِيهم بالأفارقة السود (الزنوج) فى الدُولِ الأفريقِيَّةِ جنوب الصحراء، فأنظر إلى مَتَاهَةِ هذا القوم!. وللأسفِ نجدُ أنَّ السودانيونَ قد بلعُوا طُعمَ هؤلاء العنصُرِيُّون، فنجدهم يصنِّفون أنفسهم (عَرَبَاً) ويردِّدُونَ بغباء نفس عبارات المصرين ودول شمال أفريقيا عندما تصنِّف تلك الدول العنصرية نفسها بأعراقِها حتى لا يُقَالُ لهم أنَّهم أفارِقة مثل الأفارقة السُود. وهى عنصرية صرِيحة وتمييز بسبب العِرقِ واللون، لا يخفَى على أحَدٍ. والذى يتنَكَّر للأمِّ أفريقيا ويستنكف الإنتماء لها يجب أن يغادِرَها فوراً إلى القارَّةِ التى يعتقِدُ أنه أتى منها ويعتَزُّ بالإنتماءِ الواجدَانِى لها!.. أو أن يُضرَبَ بين هؤلاء الذين يزدرُون الإنتماء لأفريقا، وبين أفريقيا الأم جنوب الصحراء بسُورٍ عازِلٍ. وأن يسَمُّوا بلادهم شمال الصحراء تلك إسمَاً غير أفريقيا!، وأن يدفَعُوا ثمنَ الأرض "الأفريقية" التى أقامُوا فيها دُولَهم تلك لأنَّها أرضٌ أفريقية. ولأنَّ الأفارقة أيضا لا يحبون تلك الأرض التى يترفعُ أبناءَها عليهم، وعلى أمِّهم الرؤُوم أفريقيا. ومُقتضى ذلك أن لا يشاركَ أبناء شمال أفريقيا العنصرية الذينَ يتنكَّرُون لأفريقيا فى المحافِلِ الجامِعَة، رياضية كانت ام سياسية أو إجتماعية أو ثقافية. واوَّلَ محْفَلٍ يجب أن يطرَدُوا منها هؤلاء المُنبَتِّين هو "الاتحاد الإفريقى" الذى يجبُ أن يُصدِرَ قرَارَاً بأغلبيةٍ كاسِحة بطردِ كلٍّ من مصر وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا من الاتحاد الأفريقى، وأن تقطعَ الدول الأفريقية جنوب الصحراء علاقاتها الدبلوماسية و رَوابِطِها الإقتصادية والثقافية مع هذه الدول فوراً. وأن تُستَتَابَ دولة السودان وتُمهلَ ستة أشهر لتختارَ بين أفريقيا الأم، وبين أولئكَ الأعراب العاقِّين فى شمالِ أفريقيا. لا نُريدُ هؤلاء العنصريِّين فى محافلِنا الأفريقية وفى مقدمتها الاتحاد الأفريقى واتحاد الكرة "الكاف" وروابطنا الإقتصادية، ويكفيهم محفَلِهم العنصرى جامعة الدول العربية والاتحاد المغَاربى. كما يجبُ أن يخرُجَ الأفارقة من رآبِطةِ دُولِ الساحلِ والصحرِاء وكُلَّ الروابِط التى تربط بينهم وبين هؤلاء العنصرِيِّين العرب. فليخرجوا من حياة الأفارقة الذين يفتخرون بأفريقيتهم وبأُمِهم أفريقيا بلا عنصُرِيَّة أو فرز عِرقى نتِن وبغِيض. الأفارقة الـ Organic تفخرون بأفريقيَّتِهم فى كافَةِ المحافِل، فماذا يضيرُ أفريقيا ذهاب هذه الدول العربية مصانع فيروسات الإرهاب والتطرف الدينى والعِرقى والعنف، تُصدِّرُها إلى العالمِ الحُرِّ المُتحضِّر؟. وستعوِّضُ أفريقا الفراغ الذى يتركه ذهابُ هذه الدول العربية بتوطيدِ علاقتها بأمريكا وأوربا بإقامَةِ شرَآكاتٍ إستراتيجية تعُودُ بنفعِها إلى القارتَينِ. وقد تقدَّمَ الأمريكان من أصول أفريقية بعيداً فى سُلُمِ المعرفة العلمية والخبرة العملية وحفرُوا أسماءَهم بأحرُفٍ من نُور فى سجِلِّ المجدِ الأمريكى، حتى وصلَ إبنهم باراك أوباما فى باقةٍ مُستنِيرةَ من المُساعِدِين والخُبراء السُود إلى البيتِ الأبيض رئيسا للولاياتٍ المُتَّحِدة الأمريكية لدورتينِ رئاسِيَّتينِ ناجِحَتين وسجَّلَ إسمَهُ فى سِفرِ أفضلِ الرُؤساء الذين مرُّوا على رئاسةِ الولايات المُتَّحِدة اداءً. ستستثْمِرُ أفريقيا هذا الإرث القيِّم والسُمعة الطيبة لأبناءِها فى القارَّات الأخرى الصديقة لتوطيدِ وتكرِيِّسِ السلامِ والنماءِ والحُكمِ الرشِيد. وتوظيف العلاقات الأفريقية/ الأمريكية الهائلة لمصلحةِ أفريقيا وامريكا معاً، فى مناخٍ يسُودُهُ الإحترامٍ المُتبَادَل والانسجام بين الطرفين، ولمصلحة القارَّتَين. وما تأخَّرَ بأفريقيا غير هؤلاء الأعْرَاب الرِعَاع غليظِى الطِبَاع وقُسَاةُ القُلوب، العُنصُرِيُّونَ القادِمُونَ من صحارِى آسيا؟. وعلى دولة مصر أن تحسمَ موقفها من العنصرية التى تمارسها ضد الأفارقة السُود، وان تترك اللعب على حبلين، فأمّا مصر الأفريقية الضاربة بجذُورِها فى تأريخ وجغرافيا قارَّة أفريقيا التى وهبته النيل لتحيا، أو لا مصر. وسوف تفكِّرُ افريقيا فى فضِّ أى شراكة مع مصر العربيَّة العُنصُريَّة وفى مقدمَتِها مياه النيل، التى يجبُ اعادة توجِيههَا إلى أفريقيا، أو بيعِها نقداً وعدَّاً لمن يشترى وفى ذلك فليتنافسِ المتنافِسُون، وما ذلك على أفريقيا بصعبٍ ولا عزيز. ومياه أفريقيا أحقَّ بها الأفارقة لا من يزدرِيهم من أعرابٍ وغجَر. وفى هذا أجِدُ انَّ موقف السودان من بناءِ سدِّ النهضة الأثيوبى فيه توفيق، ما أدرى إن كان ذلك الموقف قد وقفَهُ السودان بوعىٍ بما نحنُ بصددهِ، أو بدون!؟. لن تَسْقِ أفريقيا بمياهِها العذبة السلسَبِيل من يسيئُ إليها ويحتقِرُها ليل نهار، فليعلم من يشربون ماءَنا العذب الزُلال ثم يسيئون إلينا ويجحدُونَ حقوقنا، أنَّهم لا يستحِقُّونَ مِنَّا غير المُعاملَةِ بالمِثلِ. ونقولُ، أنَّ مقابلةَ أفريقى بعربى فيه زِراية وعنصرية وإحتقار، فأفريقى يعنى إنسان من قارة أفريقيا بصرف النظر عن عرقه ولونه، وآسيوى يعنى إنسان من قارة آسيا، وكذلك أوربى وأمريكى وأسترالى.. فلن نسمح فى أفريقيا بعد اليوم للذين يستنكفون ويتعالون ويتنكرون الإنتماء لأفريقيا القارة الأم وعندما يتعلق الأمر بالنسب والإنتماء إليها، يرفضون الإنتساب إلى أفريقيا، وينْسِبُونَ أنفسهم لأعراقِهم! عرباً كانوا أو بربر أو فراعنة أو أمازيغ. فأمَّا أن يحِبٌّوا ويحترمُوا أفريقيا الأرض التى وُلِدُوا وعاشوا فيها وأكلوا وشرِبوا من خيرها، أو أنْ يرحلُوا ويحِلُّوا عنّأ. ولن نقبل أو نرضى بعد اليوم مقابلة الأرض (جغرافيا) بالعِرقِ (ديموغرافيا). المصرى الذى بدلاً من أن يقولَ أنا أفريقى، يقول أنا مصر (الفراعنة)، وأمازيق وبربر شمال أفريقيا المُتمَاهُونَ هوَوِيَّا ويتحدَّثُونَ الفرنسية. ويقولون أنَّهم عرب ولا يتحدَّثُونَ العربية، هؤلاء لا مكانَ لهم بيننا فى أفريقيا. وعدالة، وإحتِياطياً: فلتُفصَل أفريقيا قِسمين ويُضرَبُ بينَهُما بِسُور: قِسم يشملُ شمال أفريقيا الصحراوية القاحلة، مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا، (وبعضِ شمال السودان المُتمِاهِى فى العُروبةِ وتُمثِّلُ ذَيلاً لمصر)، والقسم الآخر يشملُ بقِيَّة أفريقيا،. يكفى أفريقيا أبناءها البارين بها من النوبة والأحباش والزولو والبرنو والفولانى والهوتو والنيليين والباريا والبقاندا والبجة والهدندوة والماساى واللوى والفونج والأشانتى والفور والمساليت والهوسا والزغاوة والرزيقات والبرتى والميدوب والكنين.. إلخ. ويكفينا صبراً على هؤلاء الأعراب والبربر العنصرِيِّين، فقد عطَّلُوا عجلة تقدُّم أفريقيا بعُنصرِيَّتِهم البغِيضة وأمراض قلوبهم الغُلف التى فتكَت بأفريقيا وأقعدَتها قرنَاً كامِلاً. فليذهب هؤلاء كى يزُول الخطأ فى قواميس تعريفات الأشياء، فمقابل أفريقى ليس (عربى أو نوبى أو أمازيقى أو زولو)، ولكن مقابل أفريقى يجب أن يكونُ أسيوى وأوربِّى وأسترالى وأمريكى.. إلخ.. وأنَّ مُقابلة إفريقى بعربى ينُمُّ عن عنصرية ظاهرة وفرز عرقِى وتعالى اجوف وإنكار للأم أفريقيا، وهو فِعلٌ ومُضلِّل ومقصود يجِبُ حسْمه. ولا يستساغُ مقابلة أرض (جغرافيا) بعِرقٍ (ديموغرافيا). لأن عربى لا يطلقُ على أرض (قارة أو دولة)، لكنه يطلقُ على جنسٍ بشرى وأرضهم الأصلية فى آسيا (الجزيرة العربية والشام)، ثمَّ هاجَرُوا منها إلى أفريقيا وأوربا، باشخاصِهم ولم يحمِلُوا معهم أرضَهم التى تركُوها خلفَهم!. وتاكيداً على عنصرية هؤلاء الأعراب، انعقد بداية هذا العام مؤتمراً دولياً جمع بين الدول الأفريقية (السوداء) وبين الدول (العربية) فى أفريقيا!. والدول العربية المعنِيَّة هى: مصر، السودان، تونس، الجزائر، ليبيا، المغرب، وموريتانيا، والصومال وجيبوتى وجزر القمر. أما الدول الأفريقية المقصودة فهى بقية دول أفريقيا جنوب الصحراء. وفى نهاية فعاليات المؤتمر قامت تلك الدولة العربية بتكريم الريس السودانى عمر البشير بمنحه وسام (عربى) رفيع! ربما لذبحه ملايين الأفارقة السُود السودانيِّين فى أقاليم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ليخلوا السودان للعرب فيصبح عربيا خالِصا للرئيس عمر البشير وجماعته. وهؤلاء العُربَان لا يعلمون أن عمر البشير نفسه ينضحُ بأفريقيةٍ صارِخة تتجلَّى له عياناً فور عبوره البحر الأحمر وهبوطه فى مطار جَـدَّة بالسعودية، لكِنَّ هؤلاء ضحايا أزمة الهُويَّة، وحَوَص التصَوُّرَات والتصْوِيِّرَات، ولا فكَاك لهم منها. والحلُّ أن تفِكَّ أفريقيا إرتباطِها، فورَاً ونهائياً، بهؤلاءِ العنصُرِيِّين المُنبتِّين عِرقِياً وثقافياً، وبناء سور بينها وبين صحرَاءِهم القاحلة، وقطعِ جميع الموارد الطبيعية الأفريقية منهم، وفى مقدمتِها مياه النيل الأفريقية الخالصة، فليشرَبُوا من البحرِ الأبيض المتوسط مِلحَاً أُجَاجَاً يستحقِّونَهُ، ونبقى لننظُر ماذا هُمْ فاعِلُونَ بعدَ ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة