الحلاج .. عيسى العشق الالهى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2014, 03:21 PM

حماد صالح
<aحماد صالح
تاريخ التسجيل: 04-20-2014
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلاج .. عيسى العشق الالهى

    هو الحسين ابن منصور البيضاوى الرجل الصوفى المثير للجدل وأكثر شخصية فى تاريخ التصوف الاسلامى مختلف حولها حيث يرفعه محبوه وأتباعه الى أعلى المقامات فى الولاية ويهبط به أعداءه الى درجة الكفر والزندقة والشعبذة , لا يختلف عليه حتى أعداءه فى طريقة تعبده لله تعالى حيث كان قاسيا على نفسه لدرجة المبالغة فقد كان أيام البرد القارس يعبد الله فى العراء معرضا نفسه لأشد حالات البرد اذلالا للنفس كما كان أيام الحر يجلس بين الجبال فى أشد الايام قيظا والعرق يتصبب منه ذاكرا الله تعالى وقال عن نفسه ما حان فرض من الصلاة الا اغتسل له غسل الجنابة وتوضأ وصلى الفرض خمسة مرات ,ولما وصل عمره خمسين عاما صلى صلاة ألفى سنة. لقد كابد نفسه حتى وصل الى مراقى الاشراق الالهى ويعتبر كثير من علماء الصوفية أن الحب الالهى هو أعلى المقامات فى الترقى الالهى .
    وكان حظ الحلاج من هذا المقام ما تؤيده أبيات الشعر هذه
    والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت
    إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
    ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم
    إلا و أنت حديثي بين جلاســي
    ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا
    إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
    ولا هممت بشرب الماء من عطش
    إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
    ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم
    سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
    ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا
    فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
    ما لي وللناس كم يلحونني سفها
    ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس
    لقد ذكر أحد أعداء الحلاج أن الحلاج كان ينشد أبيات الشعر فى الحب الالهى وعيونه تمطر دما وليس دموعا وهذا لعمرى أشد أنواع الحب وتوضح هذه الصورة أن الحلاج وصل لمرحلة بعيدة فى الحب الالهى لم تصلها حتى رابعة العدوية شهيدة الحب الالهى حيث يقول : ما شرب العشاق الا بقيتى وما وردوا فى الحب الا على وردى .
    ويقول فى أبيات اخرى :
    انا من اهوى ومن اهوى انا .. نحن روحان حللنا بدنا
    نحن مذ كنا على عهد الهوى .. نضرب الامثال للناس بنا
    فاذا ابصرتنى ابصرته .. واذا ابصرته ابصرتنا
    رغم أن هذه الابيات وغيرها جرت عليه وبالا واتهامات أودت فى النهاية لمأساته والتى تعتبر مأساة لكل الانسانية حيث اتهمه أعداءه بأنه يقول بالحلول والاتحاد وهى نظرية قديمة قال بها النصارى وهى اتحاد الناسوت واللاهوت وحلول اللاهوت فى الناسوت كما اتهموه أيضا بأنه شيعى يريد قلب الحكم العباسى ووشوا به الى الخليفة المقتدر .
    لقد تنكر للحلاج حتى أصحابه والصوفية فى زمانه وتنصلوا عنه ولم يجد من يدافع عنه حتى جاء الامام الغزالى وبرأ ساحة الحلاج وذكر أنه ولى لا يشق له غبار ولم يكن مشعوزا أو زنديقا , يقول الامام الغزالى ( العارفون بعد العروج الى سماء الحقيقة اتفقوا على أنهم لم يجدوا فى الوجود الا الواحد الحق,لكن منهم من كان له هذه الحال عرفانا علميا ,ومنهم من صار له ذلك حالا ذوقيا ,وانتفت عنهم الكثرة بالكلية ,واستغرقوا بالفردانية المحضة ,واستوفيت فيها عقولهم فأصبحوا كالمبهوتين فيه , ولم يبق فيهم متسع لذكر غير الله ولا لذكر انفسهم أيضا ,فلم يكن عندهم الا الله ,فسكروا سكرا دفع دونه سلطان عقولهم فقال أحدهم : أنا الحق أى- الحلاج-ومافى الجبة الا الله أى -الحلاج - وكلام العشاق فى السكر يطوى ولا يحكى ))- مشكاة الانوار- وبقول الغزالى كثر أنصار الحلاج وانضاف له الذين كانو يقفون موقفا رماديا منه وكذلك جاء ابن عربى وكان من أنصار الحلاج وأنصفه غاية الانصاف ودافع عنه وعن أقواله أما الذين كانو فى زمانه فمنهم الامام الجنيد الذى عارض أقوال الحلاج وكان استاذه , أما الشبلى فقد قال (كنت أنا والحسين ابن منصور على حال واحدة فأفشى وكتمت )وقال أيضا :( كنت أنا والحسين على حال واحدة فأنقذنى جنونى وأهلكه عقله ) , وقال الشيخ عبد القادر الجيلانى : ( عثر الحلاج ولم يجد من يأخذ بيده ولو كنت فى زمانه لأخذت بيده )
    أما مأساة مقتله وبهذه الصورة البشعة فقد أثارت جدلا على مر التاريخ فقد تم صلبه وقطعت أطرافه وحرق وذرى رماده فى فى نهر دجلة وقال أتباعه أنه لم يصلب وأوقع الله شبهه على أحد أعدائه ليأتى مهديا فى آخر الزمان , فى تشبيه الحلاج بعيسى ابن مريم وجاء ابن عربى بعد زمن طويل وقال أن الحلاج أوتى العلم العيسوى ولذلك صلب ونجا الله عيسى ابن مريم بالشبه ليأتى فى آخر الزمان , كما أن للحلاج كرامات شبيهة بمعجزات المسيح ابن مريم مثل شفاء المرضى واحضار الطعام وجلب فاكهة الصيف فى فصل الشتاء وفاكهة الشتاء فى فصل الصيف والمشى على الماء وحتى احياء الموتى فى قصة أوردها محبوه وكله بأمر الله .
    وفى محاكمته رد على من اتهمه بالتشيع والنصرانية قائلا : ( اعتقادى الاسلام ومذهبى السنة وتفضيلى أبا بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة وطلحة وعبد الرحمن ) فى الاشارة للعشرة المبشرين بالجنة وهذه هى عقيدة أهل السنة.
    فى لحظة صلبه قال الحلاج : (تهدى الاضاحى واهدى روحى ومهجتى ), يريد أن يقول أن العاشق الصادق قربانه روحه وليس كبشا .
    وقال أيضا عندما قطعت أطرافه ومسح وجهه بالدم : ( ركعتان للعشق لا يصح بهما الا وضوء الدم ), فان للعاشق الولهان عبادة خاصة أكثر مشقة وأشد جهدا على النفس والا كانت مصداقيته على المحك وقد كان الحلاج أكثر العاشقين صدقا فقد بكت عيونه دما وقدم روحه قربانا وليس مثل الذين يدعون القرب من الله ويقولون أن الصلاة قد رفعت عنهم فمثل هؤلاء ومثل الحلاج الذى يصلى الفرض بغسل الجنابة وليس الوضوء وحده ويصليه خمسة مرات فالفرق بينه وبينهم كالفرق بين الجوهرة والبعرة . وقال الحلاج فى أبيات شعر :

    أقتلوني يا ثِقاتي إنّ في قتلي حياتي
    أنا عندي مَحْوُ ذاتي من أجلّ المكرماتِ
    سَئمتْ روحي حياتي في الرسوم البالياتِ
    فاقتلوني و احرقوني بعظامي الفانياتِ
    ثَم مرّوا برفاتي في القبور الدارساتِ
    تجدوا سرّ حبيبي في طوايا الباقياتِ

    أما مؤلفات الحلاج فقد كان أشهرها كتاب (الطواسين ) وكثير من مؤلفاته تم حرقها .
    وأخيرا نورد للحلاج قول يدل على أنه كان من أشد المسلمين توحيدا لله تعالى وتنزيها له وحبا له
    (عن ابن الحداد المصرى قال : ( خرجت فى ليلة مقمرة لقبر أحمد بن حنبل رحمه الله ورايت من بعيد رجلا قائما مستقبلا القبلة فدنوت منه من غير أن يعلم فاذا هو الحسين ابن منصور وهو يبكى ويقول : يا من أسكرنى بحبه وحيرنى فى ميادين قربه أنت المنفرد بالقدم والمتوحد بالقيام على مقعد الصدق , قيامك بالعدل لا بالاعتدال ,وبعدك بالعزل لا بالاعتزال , وحضورك بالعلم لا بالانتقال , وغيبتك بالاحتجاب لا بالارتحال , فلا شئ فوقك فيظلك , ولا شئ تحتك فيقلك , ولا أمامك شئ فيحدك , ولا وراءك شئ فيدركك , أسالك بحرمة هذه الترب المقبولة , والمراتب المسؤولة ,ألا تردنى الى بعد ما اختطفتنى منى , ولا ترينى نفسى بعد ما حجبتها عنى ,واكثر اعدائى فى بلادك , والقائمين على قتلى من عبادك)

    حماد صالح























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de