إحسان عبدالقدوس في رائعته (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) يحاول أن يجمع بين الرومانسية والواقع..بطل الرواية كان فقيراً يسكن المقابر..على فكرة في النسخة السينمائية قامت بدور البطلة الرومانسية آثار الحكيم، فيما كان النجم الأسمر أحمد زكي هو البطل الأول..البطل استطاع بمهارة أن يصنع لنفسه شخصية مغايرة تعيش في ثراء مقيم ..لكن حينما تنقشع الحقائق يحاول البطل الدفاع عن نفسه ويبرر أكاذيبه بأنها كانت من أجل الدفاع عن الحب ..كان البطل يحاول أن يرتدي الأقنعة التي تناسب حالة كونه عاشقاً، ولكن حبل الكذب قصير كما يقول أهلي. وعدتنا الحكومة أن الكهرباء لن تقطع في شهر رمضان المعظم ..وزير الكهرباء معتز موسى أكد أن كل الأمور عال العال وأي قطوعات سيكون سببها بعض الأعطال ..لكن الأرقام تخذل الوزير موسى ..اًرقام خيالية سجلت في دفاتر البلاغات تشكو من انقطاع التيار..في ليلة وقفة رمضان انقطع التيار عن مشفى كبير وشهير..بالطبع ما كان لنا أن نلوم الوزير إن كان التزم الصمت ولم يقدم وعوداً غير قابلة للتحقق. قبل أيام شهدت البلاد ندرة في الوقود خاصة البنزين..مسؤول رفيع رد الأزمة إلى هلع الناس وتدافعهم بالمناكب ..لكن بعد أن غادر الناس مربع الأزمة صرحت حياة الماحي رئيس لجنة الطاقة في المجلس الوطني، إن الأزمة كان سببها عطل طاريء في مصفاة الجيلي تمت معالجته..بالطبع كان بإمكان الحكومة أن تملك الناس المعلومات الصحيحة، وتطلب منهم الصبر الجميل..إذا استحت من قول الحقيقة فعلى أقل تقدير تحترم شهر رمضان ولا تصدر إلا القول الصادق أو الصمت الجميل . منذ سنوات وحكومتنا السنية تحمل العقوبات الامريكية كل المصاعب التي ألمت بنا، والتي ستواجهنا في المستقبل ..لكن عبدالرحيم حمدي وزير المالية الأسبق والرجل الصريح جداً له راي مغاير..أكد حمدي لبرنامج المنصة الذي تبثه فضائية الخضراء أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ الحلول الصعبة وتحمل اخطائها لسياسات واشنطن..حمدي يعتقد أن الاستمرار في تحرير العملة وتعويم سعرها يمثل العلاج الناجع . قبل عام وعدت وزارة المعادن ببدء انتاج الذهب عبر شركة سبيريان الروسية مع بداية العام الجديد.. وقبلها قدمت ذات الوزارة بشريات قرض حسن قيمته خمسة مليار دولار بضمان كنز الذهب المدفون في الصحراء ..مضت ستة أشهر ولم يصل القرض الروسي وفي ذات الوقت لم تصل الأسواق منتجات سبيريان الذهبية ..لم يعتذر مسؤول رفيع أو غير رفيع ولم يضرب وزير المعادن أجلاً جديداً للبشارة الروسية. في تقديري..من الأفضل للحكومة أن تصارح الشعب بكل التفاصيل..هذا الشعب يستحق أفضل من هذا..كان دائماً محتسباً صابراً..سنوات من التجريب على جسده المنهك..دائماً ما تحمل الأخطاء العظيمة للآخر..انفصل الجنوب بسوء تقديرنا السياسي ولم يتحمل سياسي واحد المسؤولية ..تحول الحوار الوطني إلى مسرحية مملة وغادر الجمهور المسرح ولم يتبق من الأبطال إلا كمال عمر المحامي..كل ذلك ولا نبرة احتجاج. بصراحة..هل صحيح أن الحكومة تريد تغيير هذا الشعب..نحن لا نتوقع أن تقول هذه الحكومة كل الحقيقة ولكن يجب أن تحترم عقولنا. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة