الحق فى تقرير المصير و مناطق الهامش فى السودان، جبال النوبة نموذجا ) 2) بقلم ادريس النور شالو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2016, 07:37 PM

ادريس النور شالو
<aادريس النور شالو
تاريخ التسجيل: 01-12-2016
مجموع المشاركات: 8

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحق فى تقرير المصير و مناطق الهامش فى السودان، جبال النوبة نموذجا ) 2) بقلم ادريس النور شالو

    06:37 PM Jan, 12 2016

    سودانيز اون لاين
    ادريس النور شالو-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ادريس النور شا لو ( كموكى شالوكا )
    تحدثنا فى الجزء الاول من المقال عن حق تقرير المصير كأحد حقوق الانسان و الشعوب ، و ان انتهاكات حقوق الانسان تعبر احد اسباب المطالبة بممارسة حق تقرير المصير الداخلى اولا و اذا استعصى ذلك فقد يتم اللجوء الى تقرير المصير الخارجى ، و نواصل فى سرد الانتهاكات الاخرى .
    • الاضطهاد الدينى و العنصرى.
    يعرف الاضطهاد بانه الحرمان الشديد والمتعمد للحقوق الاساسية ، و يتم الحرمان بناء على هوية الفرد اوالجماعة. فمن بين الاسباب التى ادت الى الحروب فى السودان هى معاملة المواطنين و التفريق بينهم على اساس الجنس او القبيلة او الدين او اللغة . فالمواطنون لا يعاملون على قدم المساواة بغض النظر الى قبائلتهم او اثنياتهم او دينهم ، و لا يتاح الفرص المتساوية فى سوق العمل او المساهمة فى الشأن العام للبلد. كما يتضح من سرد فيما يتعلق بالحرمان من المشاركة السياسية ، فكل الدساتير التى وضعت سواء اكانت دائمة او مؤقتة تنص على ان السودان دولة عربية و ان الاسلام هو دين الدولة و جعلت الشريعة الاسلامية مصدر التشريع و اللغة العربية هى اللغة الرسمية ووسيلة وحيدة للتعليم ، مثل هذا الدستور يقصى من حمايته الذين لا ينتمون للاثنية العربية و لا يتحدثون اللغة العربية او من لا يعتنقون الاسلام كدين.
    لا يقتصر هذا الحرمان على المواثيق فحسب بل ان اقوال و افعال الاقلية الحاكمة تؤكد ذلك، فبعد انفصال و استقلال جنوب السودان صرح رأس النظام الحاكم عمر البشير ان السودان قد اصبح دولة عربية اسلامية و لا مجال بعد هذا "للدغمسة" ، اى لا مكان فيه لغير العرب و اهل الكتاب و معتنقى كريم المعتقدات و غيرهم .
    و فى عام 1992 صدر فتوى من شيوخ الابيض بايعاز من الدولة يقضى بجهاد و قتال النوبة و ان المسلم منهم يعتبر مرتدا ، دمائهم و اموالهم غنيمة – و للامانة نذكر ان شيخ الزريبة عبدالرحيم البرعى هو الوحيد الذى رفض تأييد الفتوى – على اثر الفتوى حركت الدولة جيوشها و مليشياتها حيث ارتكبت الفظائع فى حق الابرياء من المدنيين فى جبال النوبة ، وقد رأينا ارتال القوات عائدة من الجبال و مركبات الجيش مليئة بالذرة و الاوانى المنزلية و حتى الدجاج كان متدليا باطراف المركبات اخذت كغنائم حرب . لم نسمع ان الفتوى قد ابطلت ، بل ما زالت سارية بواقع ما نراه من الدفع بالمتحركات و المليشيات و المرتزقة من كل لون و جنس منذ عام 2011 و الى الان .
    • الحرمان من المشاركة السياسية.
    لايقتصر انتهاكات حقوق الانسان فى جبال النوبة على القتل و التعذيب و غيره من صنوف الأنتهاكات ، بل يمتد الى القمع السياسى لكل مطالب بالمشاركة فى الشأن العام. الاقلية الحاكمة تصف كل من يطالب بالعدالة و المساواة بانه مخرب و يجب ضربه بيد من حديد ، فكل احتجاج من شعوب الهامش هى مؤامرة عنصرية و حرب على الدين و الوطن. و يتم استبعاد اهالى الهامش من مراكز صنع القرار بذرائع شتى ، مرة بأسم الدين و مرات بسبب الانتماء الاقليمى او الاثنى . وعلى سبيل المثال توضح مضابط مداولات الجمعية التأسيسة فى ستينات القرن الماضى تساؤل الاب / فيليب عباس غبوش ما اذا كان يجوز لغير المسلم ان يتولى رئاسة البلد فكان جواب رئيس الجمعية التأسيسية ان " لا " غليظة.
    لذلك ، منذ الحكم الذاتى عام 1953 لم يتول احد من خارج الشمال النيلى العروبى السلطة كما يوضح السرد التالى :-
    • 1953 – 1955 ، اسماعيل الازهرى رئيسا للوزراء.
    • 1956 _ 1958 ، ائتلاف احزاب الامة و الاتحادى – عبدالله خليل رئيسا للوزراء.
    • 1958 _ 1964 ، حكم عسكرى بقيادة ابراهيم عبود.
    • 1964 _ 1965 ، حكومة اكتوبر برئاسة سر الختم الخليفة.
    • 1965 _ 1969 ، محمد احمد المحجوب / الصادق المهدى.
    • 1969 _ 1985 ، نظام مايو برئاسة جعفر محمد نميرى.
    • 1985 _ 1986 ، محمد حسن سوارالدهب / الجزولى دفع الله.
    • 1986 _ 1989 ائتلاف احزاب الامة/ الاتحادى/ الجبهة القومية الاسلامية ، الصادق المهدى رئيسا للوزراء.
    • _ 1989 حتى الان ، عمر البشير.
    و حتى عندما جرت انتخابات عام 2011 لاختيار من يتولى الحكم فى ولاية جنوب كردفان و عندما تبين ان الفوز اصبح لأحد ابناء اكبر هوامش السودان – جبال النوبة – قام النظام الحاكم بتزوير نتيجة الانتخابات ثم اشعل فتيل الحرب التى ما زال اوارها مشتعلا حتى هذه اللحظة.
    • تدمير الممتلكات.
    انتهاكات حقوق الانسان بواسطة النظام فى الجبال لم تقتصر على انتهاك الحقوق المدنية و السياسية بل تعداها الى انتهاك الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . فقد عمدت الى اتباع سياسة التدمير للممتلكات سواء كانت خاصة او عامة و حرمان المواطنين من سبل كسب عيشهم ، فقد الناس ممتلكاتهم فى اطار العمليات الحربية العشوائية التى تقوم بها القوات الحكومية و تم نهب غلال و مواشى المواطنين باعتبارها غنائم حرب .
    و كسياسة ممنهجة تم فى كادقلى استهداف منازل من يعتقد انهم موالون للحركة الشعبية لتحرير السودان او منازل قياداتها، فقد تم استهدافها بالهدم و جرى تسويتها بالارض بواسطة الدبابات و الجرافات ، ايضا تتبع النظام ممتلكات المواطنين من اثنية النوبة او مناصرى الحركة الشعبية التى سلمت من الهدم و ذلك بالرجوع الى تسجيلات الاراضى و سجل المركبات و العربات و مصادرتها.
    • الطعام و الدواء كسلاح.
    المجاعة هى واحدة من اكثر الكوارث التى لها مساس مباشر بأهم حق من حقوق الانسان و هو الحق فى الحياة ، و لذلك اعتبر الحق فى الطعام احد حقوق الانسان الاساسية. و المجاعة قد تكون بفعل الطبيعة و فى احيان كثيرة يقوم الانسان بصناعتها و استخدامها كأحد الاسلحة فى الحرب. لقد درج النظام الحاكم فى السودان على استخدام الطعام و الماء لمجابهة حركات الكفاح المسلح ، لكن فى الحقيقة يفعل ذلك لحرمان المدنيين من الطعام و ذلك بحرق المزارع و تدمير موارد الماء او تسميمها و رفض امدادهم بواسطة منظمات الغوث بادعاء انهم يوفرون المأوى للمقاتلين.
    فى اواسط التسعينات عندما ضرب الجفاف القطر تداعى المجتمع الدولى و المنظمات الانسانية الى اغاثة الجوعى و المحتاجين بواسطة ما سمى بعملية شريان الحياة ، الا ان حكومة السودان قد رفضت ان يشمل عملية شريان الحياة كل المناطق المتأثرة فاقتصرت جهود الاغاثة على جنوب السودان فقط دون جبال النوبة ، و لم تفلح جهود اغاثة شعب جبال النوبة الا بعد توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار فى بيرقنستوك/سويسرا اواخر عام 2001. و عند اندلاع الحرب الثانية فى يونيو 2011 لجأ النظام مرة اخرى الى سلاح الطعام و عمد الى صناعة المجاعة و ذلك باستهداف القرى و اماكن تجمعات السكان و تدمير مخزون الطعام من الذرة و الفول و المحصولات الاخرى ، نفقت الماشية نتيجة القصف الجوى العشوائى عملا بسياسة الارض المحروقة. و يلاحظ ان النظام يكثيف قصفه الجوى فى بداية موسم الخريف لارعاب و منع المواطنين من مزاولة نشاطهم الزراعى و مرة اخرى يكثف غاراته الجوية بالبراميل المتفجرة مع موسم الحصاد باستهداف المزارع و الجباريك بقصد حرق ما امكن زراعته خلال الخريف. و كما فعلت بشأن عملية شريان الحياة سابقا رفضت باصرار توصيل المساعدات الانسانية المتمثلة فى الطعام و الدواء و تحصين الاطفال رغم الاتفاق الثلاثى الذى هدف الى ايصال المساعدات الانسانية من غذاء و دواء و كساء للمحتاجين من المدنيين .
    ما تقدم من سرد لوقائع و احداث انتهاكات حقوق الانسان فى جبال النوبة و غيرها من مناطق الهامش فى الماضى و الحاضر يثبت بما لا يدع مجالا للشك انها منهج و سياسة اتبعتها الانظمة الحاكمة فى السودان دون اعتبار لتعهداتها للمبادئ السامية التى التزمت بها كعضو فى الاسرة الدولية و الالتزامات التى يرتبها عليها ميثاق الامم المتحدة و التى تؤكد على رعاية حقوق الانسان و حرياته الاساسية و تأكيد مبدأ الحقوق المتساوية لكل مواطنيها دون تفرقة ، و ضمان المشاركة الفاعلة فى الحياة السياسية .
    الانظمة الحاكمة فى السودان لم تبدى اية جدية فى مراعاة المبادئ التى نادى بها الاعلان العالمى لحقوق الانسان 1948 و التزامات المواثيق الدولية الاخرى كالعهد الدولى للحقوق المدنية و السياسية 1966 ، اتفاقية منع و معاقبة جريمة الابادة الجماعية 1948 و غيرها ، مثل كرامة الانسان و حقه فى الحياة ، و عدم جواز استرقاقه او تعذيبه و حرمانه من ملكه و حقه فى التعويض ، و تحريم كافة اشكال التفرقة على اساس الدين و اللون و الاصل الاثنى و اللغة و الانتماء السياسى ..الخ فالسودان لم يوفى بالتزاماته فى المراعاة و الحماية و الايفاء فحسب ، بل صارت الدولة و اجهزتها من يقوم بالانتهاك.
    ماذا سيكون خيار النوبة ؟
    لقد ناضل النوبة من اجل المساواة و الاعتراف بكينونتهم منذ اربعينات القرن الماضى . فتنظيم الكتلة السوداء التى تكونت عام 1942 من النوبة و مجموعات الهامش التى هاجرت و استقرت فى المدن و بعض من اطلق عليهم " المنبتين قبليا " كانت تسعى نحو تأسيس خصوصية سياسية لشعب و اقليم جبال النوبة ضمن السودان الواحد . اما اتحاد عام جبال النوبة الذى تأسس عام 1964 فكانت مطالبه خدمية فقط اضافة الى المطالبة بالغاء ضريبة الدقنية المهينة ، و كم لاقى الاب/ فيليب عباس من عنت و مشقة بسبب المناداة بالعدالة والمساواة . جاءت مناداة الحركة الشعبية لتحرير السودان لتأسيس سودان جديد و موحد كأحد اهم الاسباب التى دفعت النوبة للانضمام لصفوف الحركة ، و عندما اجمع النوبة على طرح مطلب حق تقرير المصير فى كاودا عام 2002 كان ذلك فى اطار حق تقرير المصير الداخلى و لم تكن مطالبة بالانفصال.
    اذن النوبة لم يطالبوا بالانفصال فى الماضى و الحاضر بل كانت المطالبة بالخصوصية السياسية لاقليم جبال النوبة تعبيرا عن خصوصية حضارية و ثقافية و تاريخية فى اطارحق تقرير المصير الداخلى تحت السودان الموحد ، فماذا كان يريد النوبة ؟
    • يريد النوبة ان يقرروا فى شأن السودان على قدم المساواة مع الاخرين ،
    • يريد النوبة وجود فاعل فى وزارات السيادة و المرافق الاستراتيجية و ليس فقط وزارة الثروة الحيوانية و السياحة
    • يريد النوبة سياسة تعترف بحقهم فى الارض و هيكلة و تحديث علاقات الانتاج ،
    • يريد النوبة ان يؤسسوا مؤسساتهم الاقتصادية و المالية فى ظل اصلاح هيكلى للعلاقات الاقتصادية و الاجتماعية فى مجتمع متساوى الفرص ،
    • يريد النوبة الاحتفاء بأفريقيتهم حتى تتفاعل مع بقية الهويات و الا يتعالى علينا احد ،
    • يريد النوبة ان تعكس مناهج التعليم خصوصيتهم و تصقل انسانا متصالحا مع نفسه و بيئته ،
    • يريد النوبة رؤية انفسهم فى التلفاز القومى بدون مساحيق و كريمات ، و ان نسمع صوتنا بكلامنا الذى خلقه الله تعالى لنا فى راديو امدرمان ،
    • يريد النوبة رؤية و قراءة اسماء عظمائنا - السلطان عجبنا ، الملك ادم ام دبالو ،الاب/ فيليب عباس غبوش ،القائد الملهم/ يوسف كوه مكى ، الكنداكة/ مندى ابنة السلطان - فى شوارع مدننا و مدونات التاريخ الحقيقى للسودان .
    هذا اطار حق تقرير المصير الذى طالب به شعب جبال النوبة و شعوب الهامش الاخرى ، فاذا استعصى ذلك على الطغمة الحاكمة فى الخرطوم فماذا هم فاعلون غير الخيار الوحيد الذى تبقى لهم !!!

    ادريس النور شالو [email protected]






    أحدث المقالات
  • الحق فى تقرير المصير و شعوب الهامش فى السودان، جبال النوبة نموذجا (2-1) بقلم ادريس النور شالو
  • أمينة الأمينة.. نرحب بطائرك الميمون مجدداً بقلم كمال الهِدي
  • هل هذه المنظمات.. مراقبة؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • جذور الفهم بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • من المسؤول ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • مذبحة قرية مولي كتبت ـ صباح أرباب
  • حتى أنت يامطيع : لن تستقيل ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لجان الحوار الغارقة في المحاور بقلم نورالدين مدني
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (79) الانتفاضة تفضح شخصية نتنياهو بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de