|
الحـــزب الشيوعـــى وتأريخ العزلة مرة اخرى
|
الحـــزب الشيوعـــى وتأريخ العزلة مرة اخرى البراق النذير الوراق
لقد سعدت جدا بالرد الذى قدمه الاخ النتيفة حول مقال الحزب الشيوعى والعزلة التاريخية وكذلك سعدت بالرسائل التى وصلتنى عبر البريد الالكترونى تعقيبا على ما ورد فى المقال ,لذلك رايت انه من واجبى ان اعقب على هذه التاملات اثراء للفكر والحوار ولتاكدى من ان بعض القراء يعتمل فى صدورهم الكثيرمن النقاش فلعل هذا يساعد فى توضيح ما يلزم توضيحه,ساتحدث اولا عن رسالة جاءتنى من الاخ محجوب سليمان على ابتدرها بدعوتى للتفريق بين الحزب الشيوعى كمؤسسة سياسية وبين الافراد الذين كان لهم حرية التصرف فى دخول الحكومة المايوية وختمها بدعوتى الى الرجوع لوثيقة صدرت عام 1996 والتى كان فيها شرح وافى لتلك الاحداث بما فيها راى الحزب فى حركة 19 يولية والجدير بالذكر ان اسم الوثيقة ارتبط بحركة 19 يوليو وللحق فان هذه الوثيقة"توجد على الانترنت" كافية لمن اراد ان يعرف بدقة تفاصيل ما حدث فاشكره على هذه الدعوة ولكن الا يعتقد هذا الاخ ان الحديث عن افراد داخل تنظيم كالحزب الشيوعى يمكن ان يقوموا بفعل سياسى بمعزل عن التنظيم, الا يكون ذلك نوع من عدم الدقة فى الحديث,ان الحزب الشيوعى السودانى تنظيم قوى فكريا وسياسيا والمستوى الفكرى والانضباط التنظيمى لافراده قل ما تجد نظيره خارجه لذلك لا اعتقد ان ساذجا يمكن ان يصدق ان لا علاقة للحزب بدخول جوزيف قرنق ومحجوب عثمان مثلا فى الحقب الوزارية المايوية واذا كان هؤلاء بالفعل دخلوا الحكومة المايوية كافراد فعلى تاريخ الحزب الشيوعى السلام وواحسرتاه على المؤوسسية الانموذج ومضرب المثل لكل الاحزاب السياسية, اما الاخ النتيفة فلم نكن لنندهش للموضوعية والترتيب التى ساق بهما حديثه فى عدد الايام رقم7970 بتاريخ 14/8/2004 وحتى لا انساق فى سرد تاريخى واستشهادات بمقولات لمن عاصروا الحدث فاننى باختصار احيله للمقال الاسبوعى الذى يكتبه الاستاذ تاج السر مكى منذ ما يقارب الاثنا عشر اسبوعا بصحيفة الايام والذى من خلاله ناقش هذا الموضوع بشكل منهجى دون الركون لمقولات ذاك او افتراءات هذا والتى دائما ما تصاحب مقولاتهم اهداف لا تخرج عن كونها ذاتية,فالاستاذ تاج السر مكى عرف بحيدته فى ابداء الراى وهو من القلائل الذين قدموا النقد البناء للحزب الشيوعى السودانى , اما حديثه عن اعداء الحزب الطبقيين فكثيرون منهم لا تنمو لهم اظافر الا اذا وجدوا ما يغذى نفسياتهم المنحرفة والتى تتمثل فى الدفاع الاعمى عن اخطاءنا والاصرار على اقناع الاخرين بصحة ما ندعى وان طفح بالشطط,ان مبدأ النقد الذاتى كما ذكرت من قبل من اعظم ما تمسك به الشيوعيين فهو كقيمة تحمل معنى الاستفادة من التجارب الخاطئة ومراجعة المواقف وهو اقرب لمبدأ التوبة والاعتراف بالخطل لذلك فان فتح الجروح لتنظيفها اجدى من رتقها بما فيها من قيح لذلك فان مايو وما تلاها من احداث هى جرح غائر فى خاصرة الحزب ولكن تماسك الحزب ومناقشته للحدث بموضوعية وعين ناقدة هو خير بلسم وانجع دواء ,لقد ذكر الاخ النتيفة فى مقاله ما معناه "ان الحزب الذى لايخطئ هو حزب راكض ولا يتحرك" وللحقيقة والتاريخ فان الحزب الشيوعى له المقدرة على بسط اعقد القضايا واخضاعها للتحليل والخروج برؤية مدهشة وموضوعية ,فلا الحرب الاعلامية والدعائية اوقفته ولا الانقسامات نالت من تماسكه ولا حتى خروج اعظم الكوادر كان سببا فى تشتته والاكاذيب التى يختلقها محمد طه محمد احمد (كما ذكر) وامثاله لا يصدقها الا هو ومن تبع هواه فهؤلاء اصبحوا كشوكة مزمنة فى قدم الوطن لا ينزعها الا ملاقط الحقيقة بحلوها ومرها حتى تستقيم مشيته الى الامام لذلك فان البحث المضنى عن الحقيقة وتأريخها وتوثيقها هو ما يقض مضاجعنا ويقلق رقادنا, والجام هؤلاء لا سبيل له الا بطرح الحقائق بجلاء حتى ولو تناقضت مع مصالحنا , واسلوب "انصر اخاك ظالما او مظلوما" لا مجال له فى سياسة واقعنا المعاصر فلقد اصبحت المعلومات متاحة ومتدفقة على مدى الساعة وكثر المتربصون وزادت عدواة الاعداء واصبح لا فكاك من طرح الوقائع كاملة علها تساعد فى اصلاحنا والله والوطن من وراء القصد.
|
|
|
|
|
|