تلك العبارة التحذيرية أطلقها الرئيس البشير قبل أيام قليلة خلال اجتماع شورى المؤتمر الوطني في معرض حديثه عن مواقف دولة جنوب السودان التي ظلت تدعم حزب عرمان (قطاع الشمال) التابع لحزبها الحاكم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) .. تدعمه في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. الرئيس أمهل رئيس الجنوب سلفاكير حتى ديسمبر القادم لوقف الدعم الذي ظلت جوبا تغدقه على عرمان والحلو وعقار الذين يشنون الحرب على الدولة السودانية ثم جاء التحذير المدوي بتلك العبارة المترعة بالتهديد والوعيد(الحشاش يملأ شبكتو) أغرب ما في الأمر أن تحذير الرئيس تزامن مع توجيه صارم من أمريكا التي تشهد علاقتها مع السودان هذه الأيام دفئاً مدهشاً حيّر أولي الألباب بالرغم من أن الأمر في الغالب مرتبط بانتهاء أجل رئاسة أوباما لأمريكا والذي يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعته التي تمرغت بسبب ضعف سياسته الخارجية التي أخرجت أمريكا من مناطق نفوذها التاريخية خاصة في الشرق الأوسط الذي تمدد فيه الرئيس الروسي بوتين. أوباما يحاول إغراء السودان حتى يكسب تأثيره الإيجابي على الأوضاع في دولة جنوب السودان الذي تشعر إدارة أوباما بخطئها الكبير ومسؤوليتها التاريخية عما جرى ويجري فيها، فقد عضت أمريكا أصابع الندم على دفع الجنوب للانفصال بكل ما أفرزه من مآس وحروب قبلية طاحنة مات جراءها وتشرد الملايين من مواطني تلك الدولة البائسة. تعلم الأدارة الأمريكية أن السودان يمسك بكثير من الخيوط في دولة جنوب السودان ومن شأن تعاونه في حل أزمة تلك الدولة أن يخفف من عبء المسؤولية الملقاة بشكل أساسي على أدارة الرئيس أوباما. من هنا جاء الأمر الأمريكي للرئيس سلفاكير بكف يده عن التدخل في السودان ووقف دعمه لأتباعه عرمان والحلو وعقار والذين ظلوا يعوقون التفاوض لحل الأزمة السودانية. من هنا نفهم كثيراً من التوجهات الأمريكية الإيجابية تجاه السودان بما في ذلك دعم الحوار الوطني وحث الحركات المسلحة للانخراط في مسيرته بل وتوجه عدد من الدول الأفريقية للخروج من المحكمة الجنائية الدولية بما في ذلك جنوب أفريقيا بثقلها المعروف في أفريقيا والعالم. معلوم أن دولة الجنوب ومنذ فترة في حالة احتضار وتوشك أن تقضي نحبها تماماً ولولا الدعم اليوغندي لسقطت جوبا في أيدي المعارضة وقد ارتفعت أصوات كثيرة تنادي بانفصال إقليم أعالي النيل الكبرى بل أن الإستوائية تتململ ولن يهدأ الجنوب ما لم ينته حكم الدينكا الذين أذاقوا جميع قبائله صنوفاً من العذاب والتطهير العرقي ربما لم يشهد التاريخ له مثيلا. إن على السودان أن يُحسن استخدام أوراقه فقد اعتاد على العطاء بلا مقابل في عالم يعتبر ذلك (دروشة) وقلة عقل. أمريكا تعتمد سياسة عبر عنها وزير خارجيتها الأشهر الصهيوني (سيء الذكر) كيسنجر والذي قال للرئيس السادات (أمريكا لا تدفع ثمن ما يهدى إليها). على وزير الخارجية (الشاطر) غندور وهو يحصد ثمار سياسة متزنة وواعية أن يوظف الظروف المواتية والرياح التي تهب في أشرعته لإنهاء العلاقة الإستراتيجية القائمة بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال بل للضغط بهدف تغيير الاسم المستفز لكرامة السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان) إذ إنه من غير اللائق بأي حال أن يحمل الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان اسم (تحرير) دولة أخرى ذات سيادة هي السودان كما لا يجوز أن يتسمى اسم حزب في السودان (قطاع الشمال) باسم الحزب الحاكم في دولة أخرى ذات أجندة معادية ظلت تكيد للسودان منذ أكثر من نصف قرن من الزمان. *سنُقيم اليوم إن شاء الله مؤتمراً صحافياً نكشف فيه المستجدات المحيطة بمواقف قوى المستقبل للتغيير. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة