|
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!.....12
|
03:07 PM Feb, 15 2015 سودانيز أون لاين محمد الحنفي - مكتبتي في سودانيزاونلاين
محمد الحنفي
mailto:[email protected]@gmail.com
إلى
كل من تحرر من أدلجة الدين.
كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.
الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.
العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.
من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.
من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.
محمد الحنفي
طبقية الانتماء الحزبي، ولا طبقية الدين الإسلامي:.....8
فكيف يتم تخليص عقول المسلمين من الوهم الإيديولوجي، الذي طال العقيدة، والشريعة معا، من أجل تحريرهما من الأسر الإيديولوجي؟
وما العمل لجعل المسلمين يدركون حقيقة أدلجة الدين الإسلامي، وخلفياته الطبقية؟
ومن هي الطبقة التي تمارس الأدلجة؟
وما هي الغاية التي نسعى إلى تحقيقها من وراء تحرير الإسلام من الأدلجة؟
إن تخلص عقول المسلمين من الوهم الإيديولوجي، هو مهمة إيديولوجية صرفة، إلى جانب كونها مهمة سياسية، وليست مهمة دينية، ولا تدخل أبدا في عملية ممارسة العقيدة، والشريعة.
فنحن نعتبرها مهمة إيديولوجية، لجعل الأحزاب تعمل على تحرر إيديولوجيتها، مما يمكن أن يعلق بها من الوهم الإيديولوجي، الذي لا علاقة بأدلجة الدين الإسلامي، والعمل على نشر إيديولوجيتها التي تطمح إلى أن تكون صافية بين أفراد الطبقة التي يمثلها الحزب الحامل للأيديولوجية؛ لأن مشكلة المسلمين: أن الأحزاب التي تعمل في صفوفهم، تتجند بشكل، أو بآخر، من أجل التوظيف الإيديولوجي للدين الإسلامي. فالاقطاع لا يتورع عن ذلك، والبرجوازية تلجأ إليه لتكريس استغلال العمال، والبورجوازية الصغرى تدخله في توفيقاتها، وتلفيقاتها، والطبقة الوحيدة التي تقع ضحية لذلك، ولا تلجأ إليه، هي الطبقة العاملة، وحزبها الثوري لا يلجأ أبدا إلى هذا النوع من الممارسة؛ لأنه ليس في حاجة إليها، ولأن إيديولوجيته، التي تتخذ الصبغة العلمية، لا تلجأ إلى ذلك أبدا، ولا يمكن أن تلجأ إليه، والشروط الموضوعية التي تعيشها الطبقة العاملة كافية لتعبئة الطبقة العاملة، ولإقناعها بضرورة امتلاك وعيها الطبقي، الذي يبتدئ بامتلاك الوعي الإيديولوجي، الذي يؤهلها لامتلاك أدوات التحليل العلمي، التي تقودها إلى معرفة حقيقتها، وموقعها الطبقي، وبشاعة الاستغلال الممارسة عليها، وتتعرف على توظيف الإيديولوجيات المختلفة، بما فيها تلك القائمة على أدلجة الدين الإسلامي.
ونعتبرها مهمة سياسية، سواء تعلق الأمر بالدولة، أو بالأحزاب السياسية، أو بالممارسات السياسية العامة.
فالدولة يجب أن تنبذ من ممارساتها استغلال الدين في الأمور السياسية، وأن تشرع لأجل ذلك القوانين التي تجرم استغلال الدين الإسلامي في الأمور السياسية، وأن يتم التنصيص على ذلك في الدستور، حتى تتم المراقبة الدستورية للقوانين التي تنظم الأحزاب السياسية، وأن تعمل على إنشاء جهاز لمراقبة مدى احترام المؤسسات الدينية، ومدى احترام البرامج الدراسية للدين الإسلامي، حتى لا يتم استغلال المؤسسات الدينية، والبرامج الدراسية لأدلجة الدين الإسلامي، والعمل على نشر تلك الأدلجة، ومنع كل الجمعيات، والأحزاب التي تقوم على أساس تلك الأدلجة. وإدانة كل الممارسات التي تقوم بها جهات معينة، والقيام بحملة واسعة بين الجماهير، من أجل توعيتها، ولفت انتباهها إلى خطورة ممارسة أدلجة الدين الإسلامي على مستقبلها.
وعلى المستوى السياسي العام، نجد أن محاربة أدلجة الدين الإسلامي، هي مهمة جميع المسلمين، مهما كانت الطبقة التي ينتمون إليها، ومهما كانت المسؤولية التي يتحملونها على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يساهم الجميع في تخليص الدين الإسلامي من الأدلجة، حتى يبقى فعلا دينا للجميع، لا فرق في ذلك بين الطبقات، ولا بين الأجناس، ولا بين الأمكنة، والأزمنة، ولا بين المتقدمين، وغير المتقدمين، ولا بين الذكور، والإناث، ليكتسب الإسلام بذلك طهارته من رجس الأدلجة.
وفي إطار تحمل الجميع مسؤوليته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في إطار عملية محاربة أدلجة الدين الإسلامي، لا بد من القيام، وبمساهمة الجميع، بالخطوات الآتية: 1) إخضاع أدلجة الدين الإسلامي للمناقشة، والتحليل النقدي، باللجوء إلى بيان حقيقة الإسلام عقيدة، وشريعة، وحقيقة الإيديولوجية، وحقيقة عملية الأدلجة التي تستهدف الدين الإسلامي؛ لأن بيان الحقيقة، وكشف الحجب عنها، كاف، وحده، لأن يكون عملا ثوريا؛ لأن من طبيعة الحقيقة أن تكون ثورية، وإجراء مقارنة بين الإسلام، والإيديولوجية، وكون الإسلام عاما، وشاملا لكل الناس، وكون الأيديولوجية خاصة بحزب معين، يمثل طبقة معينة، والكشف عن الخلفيات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية التي تقف وراء تعمد أدلجة الدين الإسلامي:
وما هي الشروط الموضوعية التي تؤدي إلى قبول سيادة تلك الأدلجة؟
ومن يقف وراء مؤدلجي الدين الإسلامي؟
ولماذا يتلقون الدعم اللا محدود، واللا مشروط لعملية الأدلجة، ومن جهات متنوعة، وغير معروفة، وذات امتدادات وطنية، وقومية، وعالمية؟
وما هو الدور الذي قام به مؤدلجو الدين الإسلامي في تنفير الشعوب المسلمة من النظام الاشتراكي، عن طريق تشويه الفكر الاشتراكي العلمي، واعتباره معاديا للدين الإسلامي؟
ومن المستفيد من تنفير الشعوب المسلمة من الاشتراكية، والاشتراكيين؟
وبيان وفضح، وتعرية دور مؤدلجي الدين الإسلامي، في تمهيد الطريق أمام سيطرة النظام الرأسمالي العالمي على بلدان المسلمين، وجعل أنظمتها مرتمية في أحضانه، ودورهم في تكريس التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي في مجتمعات المسلمين، عن طريق إحياء أنماط الإنتاج المتخلفة، وبعث الإيديولوجيات البائدة من بطون الكتب الصفراء، واعتبار الأنظمة الأكثر تخلفا في تاريخ بلدان المسلمين مثالا يقتدى به، ونشر الشعارات الإيديولوجية بين المسلمين الذين يعانون من انتشار الأمية، والفقر، والأمراض في صفوفهم، والسعي إلى تجييش المسلمين، في أفق السيطرة على المؤسسات التقريرية، والتنفيذية. تلك السيطرة التي يعتبرونها، "الدولة الإسلامية"، و" النظام الإسلامي"، الذي يعمل على "تطبيق الشريعة الإسلامية".
ولإشاعة المناقشة، والتحليل النقدي لعملية أدلجة الدين الإسلامي، لا بد من توفير الإمكانيات الضرورية لذلك، والتي يمكن تصنيفها في:
ا ـ ضرورة توفر الأحزاب السياسية، بالخصوص، على الأطر الكفأة، التي تقوم بهذه المهمة، والتي يشترط فيها أن تكون على بينة كافية، ومعرفة لا بأس بها بالعقيدة، والشريعة، وأن تملك القدرة على المعالجة العلمية الدقيقة، وقادرة على إقناع الطبقة المعبرة عن إيديولوجيتها، وتستطيع استمالة الجماهير الشعبية الكادحة إليها.
ب ـ ضرورة توفر إعلام متميز، وهادف، لنشر الأبحاث، والدراسات التي تنجز في هذا المجال، حتى تكون في متناول أكبر عدد ممكن من البشر، كالإعلام المقروء، والمسموع، والمرئي، بما في ذلك توزيع النشرات، والبيانات، والبلاغات على الجماهير المعنية؛ لأن الدور الذي يقوم به الإعلام يعتبر مضاعفا، وأكثر تأثيرا على أفكار، وممارسة المسلمين.
ج ـ ضرورة استغلال المؤسسات المختصة لإنجاز العروض، والندوات، ولمشاهدة الأشرطة السمعية / البصرية، ومناقشتها، حتى يتبين رواد تلك المؤسسات حقيقة أدلجة الدين الإسلامي، وضرورة العمل على محاربة تلك الأدلجة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
فالمؤسسات الثقافية، والشبابية، وجدت لهذا الغرض، ولم توجد لغيره، وتعمل على بث التنوير في صفوف الرواد، ويجب عليها ذلك، ولأنه، بدون ذلك، ستتحول إلى أدوات لنشر الظلام في صفوف اليافعين، والشباب بالخصوص. ولذلك أصبح من اللازم إخضاع هذه المؤسسات إلى الرقابة الحزبية، ورقابة الدولة، حتى لا تصير مرتعا لعمل الحزبوسلامي ولمؤدلجي الدين الإسلامي من الحزبوسلاميين، كما حصل ذلك في العديد من المؤسسات من هذا النوع.
د ـ تنظيم عروض فنية، ومسرحية، تجسد ممارسة مؤدلجي الدين الإسلامي، وخلفيات تلك الممارسة، والغاية منها، والعمل على نشر العمل المسرحي، والفني من هذا النوع في المجتمع، نظرا للوظيفة الاجتماعية الإيجابية، التي يقوم بها الفن في المجتمعات المتخلفة، والنضال من أجل توفير دعم هذا النوع من العروض من طرف الدولة، ومن طرف الأحزاب السياسية، حتى يلعب دوره في إخراج الناس من غفلة الوهم الإيديولوجي، التي يصابون بها، بسبب سحر أدلجة الدين الإسلامي.
|
|
|
|
|
|