|
الحركة الشعبية و الحكم
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحركة الشعبية و الحكم تدور أسئلة كثيرة خلف الكواليس تتعلق بقدرة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان عن القدرة علي ممارسة الحكم في المرحلة المقبلة بعد التوقيع النهائي علي اتفاقية السلام الشامل و العادل ووضع نهاية للحرب وهي مرحلة فاصلة من تاريخ السودان الحديث و مدي صدق نوايا قيادة الحركة الشعبية ممثلة في شخص الدكتور جون قرنق دي مبيور و رفاقة الكرام من تنفيذ ما و عدوا به . دعونا نعود للوراء قليلا لمعرفة طبيعة الحركة و قيادتها قبل طرح الأسئلة و محاولة تفنيدها و الرد عليها .. لقد تم إعلان الحركة الشعبية في العام 1983م و الكل يعلم صعوبة الظروف في تلك الأيام و لولا عزيمة و صدق نوايا من قاموا بإعلانها بقيادة دكتور جون و رفاقه لتم وأدها من أول يوم أعلنت فيه فكل الظروف المحلية و الدولية كانت تصب في خانة النظام الحاكم آنذاك بقيادة جعفر محمد نميري و هو العام الذي أعلنت فيه الشريعة الإسلامية و هذه الخطوة لاقت ترحيبا من قبل الدول و الشعوب الإسلامية و أعلنت دعمها و تأييدها لدولة السودان ووقوفها في وجه المؤامرات التي تحاك ضده من قبل الدول الأجنبية التي لا تريد للإسلام أن تقوم له قائمة .. إضافة إلي ظروف محلية قاهرة تتعلق بكيفية إقناع الناس بالإنضمام إلي صفوف الحركة الشعبية و مناصرتها في وجه الظالمين و المغتصبين لحقوق الإنسان الجنوبي خاصة و السوداني عامة علما بأنها نادت ببرنامج طموح لا يسعى لنيل حقوق الإنسان في الجنوب فقط بل السودان بصفة عامة و نعتقد إن هذا هو الذي جلب لها المزيد من المواجهة من قبل الطرف الآخر فلو كان الأمر يتعلق فقط بالجنوب لكان أهون بكثير و لما استمرت الحرب هذه المدة الطويلة و لكنها تسمت باسم الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان و ليس الجنوب فقط وإلي هذا اليوم لم يتغير الخطاب بل تعزز أكثر فأكثر مما جعل الحركة تكسب ثقة من هم في الشمال و باتوا لا يرون حرجا في الانضمام إليها لأنها بالفعل هي لكل السودانيين دون تمييز كما يظن كثير من الناس أو يحاولون الترويج لذلك بغرض الدعاية المغرضة حتى لا تتمكن الحركة من تحقيق أهدافها لأن في ذلك ضرر كبير لأهل المصالح الآنية و النظرة الضيقة التي لا تعتد بالقانون أن يكون حكما بين الناس و أنه من خلاله يمكن أن تتحقق سعادة الإنسان .لقد كانت المسيرة شاقة و مرت بمنعطفات و منعرجات و منحدرات كادت أن تلقي بها إلي الهاوية و لكن بحكمة القادة و صبرهم و تحملهم للشدائد و أنها لم تزدهم إلا قوة إلي قوتهم فتمكنت من الصمود في وجه المؤامرات التي حيكت من القريب قبل البعيد و لكن إرادة الله شاءت بأن تسير السفينة بأمان كي تبلغ غايتها و هي تحقيق السلام أمل كل السودانيين و إعادة الآمن و الأمان و الابتسامة إلي وجوه المظلومين من أبناء السودان الذين تفرقت بهم السبل و تبعثروا في بقاع الدنيا أملا في عيش كريم فنقول لهم عودوا إلي بلدكم و شاركوا في مسيرة البناء و الإعمار و التنمية فبلدنا و ترابنا وأواصرنا لا وجود لها في العالم بأسره . و نعاهدكم بأن لا نألوا جهدا في تحقيق ذلك فهيا يا مجوك و يا كوكو و يا عوض و يا بخيت و يا يحي نضع يدا فوق يد و نتعاهد من أجل بناء السودان الجديد سودان المحبة و الخير و النماء لا قاتل و لا مقتول لا ظالم و لا مظلوم . أهم هذه الأسئلة و أكثرها وجاهة هو الذي يدعي بأن طبيعة الحركة عسكرية و بالتالي فهي غير قادرة علي تحمل مسئولية ممارسة الحكم. أولا هذه مغالطة لا تخلو من بعض السذاجة لأن الحركة قد طرحت هذا التساؤل في بداية تكوينها ولذلك اهتمت بأمر وزن المعادلة التي تتكون من شقين أحدهما عسكري والآخر سياسي و لكن الحصل هو إعطاء الأولوية لما هو عسكري لأنه هو الوسيلة لتحقيق ما هو سياسي و لذلك من أول يوم اهتمت قيادة الحركة بهذا الموضوع و تم تسميتها بالحركة الشعبية "سياسي " والجيش الشعبي لتحرير السودان "عسكري"و ظل الجناحان يعملان في انسجام تام و لا تناقض بينهما بل كل يتلقي الدعم والمساندة من الطرف الآخر وكثير من كانوا سياسيين قاتلوا مع إخوتهم عندما دعت الضرورة، لذلك و نسي من تفضلوا بطرح هذا السؤال أن الذين قاتلو في صفوف الحركة الشعبية وانضموا تحت لوائها وفق قناعتهم بعدالة القضية وكل كان يعتبرها قضيته هو في المقام الأول قبل أن تكون قضية قومية وهذا دليل علي سبق الحس السياسي لديه و نضوجه مما دفعه لتلك القناعة و لذلك نقول بثقة واهم أشد الوهم من يعتقد بأن الذين قاتلوا في صفوف الحركة هم عساكر فقط لا يمتلكون البعد السياسي و من يرى غير ذلك فليختبر أولئك الرجال حتى يتأكد بنفسه بطلان زعمه . أضف إلي ذلك حتى الذين لم يتعلموا في مدارس حكومية نسبة لظروف الحرب واعون سياسيا و ذلك بسبب أن الذين تعلموا بذلوا جل طاقتهم لمناقشة القضية التي من أجلها يضحون بالغالي والنفيس ولذلك لا تستطيع أن تفرق بين القائد وغيره فكلهم يأكلون ذات الطعام و يلبسون نفس اللباس و يتغذون بذات الأفكار فهذا كفيل بأن يصهر الناس مهما كانوا في بوتقة واحدة و يكون الحب والاحترام المتبادل هو ديدنهم . أيضا يتأكد زيف و بطلان هذا الإدعاء إذا ما نظرنا إلي تجارب الشعوب من حولنا التي مرت بظروف مشابهة مثال ذلك جنوب إفريقيا فمن كان يظن أن حزب المؤتمر الوطني و زعيمه المناضل مانديلا كان قادرا علي ممارسة الحكم و هو الذي قضّي في السجن ربع قرن من الزمان و أن السود قبل ذلك لم يجربوا الحكم ولكنهم تمكنوا من قيادة بلادهم بجدارة واستحقاق أكسبتهم ثقة المجتمع الدولي والآن جنوب إفريقيا تحت إمرتهم الرقم الصعب في القارة السمراء علي الرغم من أن دولا عديدة سبقتهم إلي هذا المضمار .بالإضافة إلي تيمور الشرقية وغيرها من الدول . إذاً علينا عدم التسرع و الحكم علي الأشياء قبل حدوثها . أن قيادة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان تدرك أهمية و خطورة المرحلة المقبلة خاصة في بلد كالسودان الذي يضم أكثر من 597 قبيلة تتحدث أكثر من 120 لسان و أحزاب سياسية بلغ تعدادها أكثر من 45 حزب في آخر ديمقراطية و نقابات عمالية راسخة الجذور ومؤسسات مجتمع مدني بدأت تحجز لها مقعد في الخارطة السياسية للبلاد و رأي عام بات لا يرضي بأنصاف الحلول بالإضافة إلي بنية تحتية ضعيفة وفقر مدقع وأمراض مستوطنة وغير مستوطنة.. وجهل وتهميش كل ذلك يلقي بظلاله بقوة في مرحلة ما بعد السلام الذي سماها واحد من قيادات النظام الحاكم ( يوم القيامة) وهو صادق في ذلك. ومن هنا فإن قيادة الحركة تطلب من الجميع التحزم ومواجهة مسئوليتاهم وتحملها لبناء وطننا الحبيب . معا من أجل سودان جديد بدر الدين أبو القاسم محمد أحمد الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان
|
|
|
|
|
|