|
الحركة الشعبية ومؤشرات تنازلها عن قومية العاصمة
|
ان الحل السياسى الشامل والعادل للازمة السودانية لا يتأتى الا من خلال قومية الحل ( المؤتمر الدستورى ) الذى يجمع كافة القوى السياسية فى البلاد , وهذا هو ما اتفقت عليه كافة القوى السياسية السودانية ماعدا حزب المؤتمر الوطنى . وعندما تم التوقيع على اتفاق مشاكوس الاطارى رحب به الجميع لانه خطوة فى طريق الحل السياسى ولكنه ليس الحل . وقد ذكرت الحركة الشعبية لحلفاءها فى التجمع الوطنى ان مرجعيتها فى التفاوض هى مواثيق التجمع الوطنى وان اتفاق مشاكوس او عموم المفاوضات مع نظام الخرطوم وما سوف يتم التوصل اليه من اتفاق نهائى هو عبارة عن ثغرة فى جدار نظام الانقاذ وعلى التجمع الوطنى استغلال هذه الثغرة وتوسيعها حتى يتثناء اقرار الحل السياسى الشامل والعادل وكما ذكرت ايضا وفى كثير من المحافل انها حريصة على وحدة السودان وحريصة ايضا على بقاءها داخل التجمع الوطنى . وقد كانت هنالك كثير من التحفظات على اتفاق مشاكوس الاطارى واتفاق الترتيبات العسكرية واتفاق الثروة من قبل تنظيمات التجمع الوطنى والقوة السياسية الاخرى , وقد لا يختلف اثنان فى ان هذه الاتفاقيات كلها تؤشر على انفصال قادم . والان تبداء الحركة الشعبية فى التنازل عن المطالب القومية واهمها قومية العاصمة مع تمسكها وعدم تنازلها عن مطالبها الذاتية ومع العلم ان الحركة الشعبية لو كانت مؤمنة بقومية الحل السياسى للازمة السودانية وحريصة على وحدة البلاد وعلى مواثيق التجمع الوطنى لما تنازلت مطلقا عن قومية العاصمة لان هذا المطلب هو مطلب قومى وليس اقليمى او اسلامى او مسيحى بل يطلبه كافة اهل السودان بمختلف معتقداتهم واعراقهم واثنياتهم . ويدل هذا على عدم حرص الحركة الشعبية على وحدة البلاد ويؤكده تماما لانها بذلك قد اعطت التجمع الوطنى ومواثيقه ظهرها . واذا قال اهل الحركة الشعبية غير ذلك فأين مقرارات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية واين مواثيق التجمع الوطنى من هذه الاتفاقيات ؟ واضافة الى كل هذه الدلالات هو مطالبة قادة الحركة الشعبية للفصائل السياسية الاخرى على دعم والمحافظة على هذه الاتفاقيات ويعتبرون ان هذه الاتفاقيات وقعت مع كافة اهل الشمال كما يذكرون . ويقول القائد سلفاكير نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ندوة اقيمت فى دار حزب الوفد بالقاهرة اثناء زيارته لها ( انه يجب على القوى السياسية الشمالية تعزيز خيار الوحدة وانها هى اى القوة السياسية الشمالية بيدها تعزيز خيار الوحدة او الانفصال ) اليس هذا غريبا حقا هل يمثل نظام الانقاذ كافة القوى السياسية الشمالية ؟ مع علم الحركة الشعبية مقدار ما يمثله نظام الانقاذ مقارنة مع القوى الساسية الاخرى فى البلاد , ويتبادر الى الذهن مباشرة ان الحركة الشعبية تريد ان تلقى بعاتق تطبيق اتفاقها مع نظام الانقاذ على كافة القوى السياسية بمن فيهم حلفاءها فى التجمع الوطنى مع علمنا جميعا بأن الاطراف السياسية الاخرى همش دورها جميعا فى هذا الاتفاق فلماذا تكون مطالبتهم بالالتزام بما لم يكونوا طرفا فيه ؟ وكما يعلم الجميع ان نظام الانقاذ او الجبهة الاسلامية ليس حريصا على وحدة واستقرار البلاد بقدر حرصه على البقاء فى السلطة وكما نعلم ان ثمرة اتفاق الحركة الشعبية ونظام الانقاذ وحدهما وبدون وجود الاطراف الاخرى هو الانفصال لا محالة بعد الفترة الانتقالية . لعدم مصداقية الجبهة الاسلامية وعدم وفاءها فى الالتزام بعهودها كما عودتنا دائما وتضيق بكل ما يتعارض مع مصالحها , ولمعرفة اهل الحركة الشعبية بنظام الانقاذ ومكره وعدم توفر الثقة بينهما . فبتالى تكون منا هذه التساؤلات : هل ارهقت الحركة الشعبية من الحروبات وتريد ان تتوصل الى اتفاق يوقف الحرب بأى شكل كان حتى لو على حساب قوميتها وماتطرحه من مشروع السودان الجديد ؟ ام انها فقدت المصداقية فى كافة القوى السياسية فى البلاد وفضلت خيار الانفصال وتطبيق مشروع السودان الجديد فى دولة الجنوب القادمة ؟ مهندس/ الواثق تاج السر عبدالله القاهرة
|
|
|
|
|
|