05:47 PM March, 19 2016 سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
و يقفز المثل السوداني على المسرح ليقول لنا:- " حِيلْتي في بِقِيْرْتِي!"
و يتأبط الناطق الرسمي للقوات المسلحة المايكرو فون لينفي حدوث إسقاط أي
طائرة في الأجواء السودانية.. لكن وسائل الاعلام الاليكترونية كانت قد
سبقت ( العذل) بنشرها صورة الطائرة ( الساقطة) على صفحاتها ( الكاشفة)
بما لا يدع مجالاً للشك في أن ( الطائرة) قد تهاوت و لم يكن في أجواء
جبال النوبة أي غيوم أو عواصف رعدية!
و تعلن الحكومة، في ردة فعل خرقاء، أن الجنوبيين المقيمين بالسودان
أجانب.. و يشتط الرئيس/ البشير شططاً فيهدد و يتوعد باتخاذ الإجراءات
القانونية حيال كل من لا يحمل جواز سفر وتأشيرة دخول رسمية خلال أسبوع! و
هددت الحكومة بتجديد إغلاق الحدود مع الجنوب ( إذا) لم توقف حكومة الجنوب
دعمها للحركة الشعبية..
إنها نفس الحكومة التي كانت قد أعلنت، قبل شهرين، عن معاملة مواطني دولة
الجنوب المقيمين في السودان معاملةَ السودانيين.. و ( الآن) صار السودان
حراماً على بلابل الجنوب، بينما تستمر معاملة اللاجئين ( الاسلامويين)،
سورييهم و مصرييهم و ( الروهينقا) و غير إسلامويين من كل جنسِ و لون،
معاملة السودانيين في كل شيئ..
و أجرت الصحفية أميرة الجعلي، المحررة بصحيفة ( اليوم التالي)، لقاءً
هاتفياُ مع السيد/ مايكل مكوي، وزير الاعلام بدولة الجنوب و الناطق
الرسمي باسم حكومتها، حول الموضوع المثار، فأكد أن حكومة الجنوب لا تدعم
الحركات ( المتمردة) و أن وضعها- مما جميعه- لا يسمح لها بأن تقدم أي
مساعدة لأي شخص آخر.. بما يعني أنها في أشد الحاجة و العوز إلى
المساعدات و الاغاثات من أي جهة، بما فيها حكومة السودان.. و أن (
الفيها مكفيها)..!
و يعتقد مايكل مكوي أن اتخاذ القرار الحالي من قبل النظام ما هو سوى
ذريعة لمداراة دعمها لقوات رياك مشار ضد حكومة دولة جنوب السودان.. لكن
المراقبين يرون أن السبب المباشر، المعضد بالقرائن، هو مداراة النظام
لحادثة إسقاط الطائرة في جبال النوبة و البحث عن كبش فداء حتى و إن كان
ذاك الكبش بلا قرون.. فعلاوة على ضعف حكومة الجنوب من الناحية الاقتصادية
و اللوجستية و الفنية، فإن المنطقة المفترض أن تمر عبرها الأسلحة و
المؤن إلى الجيش الشعبي في جبال النوبة منطقة متاخمة للمنطقة التي يسيطر
عليها د. رياك مشار من أعالي النيل الكبرى.. و معروف أن حكومة الرئيس
البشير تدعم ميليشيات ( المتمرد) رياك مشار دعماً مشروطاً بإيقاف (
تحركات) الحركات المعارضة لنظام الخرطوم.. و كلا الحكومتين تتعاطيان نظام
العين بالعين و السن بالسن.. و كلاهما أظلم في العديد من المواقف..
و يقفز سؤال ملح عن وضع المواطن الجنوبي ( اللاجيئ) داخل الحدود
السودانية في ( القانون الدولي).. و المعلوم أنه ( لجأ) إلى السودان
خوفاً على حياته من أتون الحرب الأهلية الغاشمة في الجنوب.. و التي أنتجت
ممارسات القتل على الهوية القبلية هناك.. و من السهل أن يُقتل الإنسان
هناك حيث أن العلامات القبلية ( الشلوخ) بائنة على الوجوه و الخدود و
الأسنان الألسن..
إن صناع قرارات نظام ( الانقاذ) يمارسون ما لا يمكن وصفه بممارسات رجال
دولة.. إنهم لا يقرأون المستقبل مع استحضار الراهن.. فقراءتهم للمستقبل
تتسم بردود الأفعال العشوائية التي تتدلى من حبالها القرارات الهوائية
المتأرجحة.. و سياسة رزق اليوم تسبق أي تفكير في الغد، مع عدم إيلاء أي
نظرة ( مستحقة) للتاريخ.. و لا تقدير لمن ركبوا مركب الأخوة الاسلامية
معهم.. و لا مبادئ و لا قوانين حاكمة و لا أخلاق تسيطر على مواقفهم..
فالقرارات تتبدل و القوانين تتغير و تتحول..
إحتج مسئول ديوان المظالم و الحسبة على تعدد مصادر القوانين و مصادر
النظر في القضايا للحالة الواحدة.. و ذلك بعد أن تم أخذ إحدى القضايا إلى
مؤسسة قانونية غير مؤسسته.. و هو يعتقد أن القضية تخص ديوانه.. فقال أن
كل من يتولى رئاسة إحدى المؤسسات يقوم بإصدار القوانين ( على كيفو!),, و
هذه الواقعة تعيدني إلى ما قاله أستاذنا العظيم البروف/ باراساد بجامعة
الخرطوم:- A lawyer cannot live in a jungle because jungles have no
law.” " ليس بوسع المحامي أن يعيش في غابة، لأن الغابة تعوزها
القوانين.."
و تعدد القرارات و تعدد القوانين و تعدد مصادرها دليل على عدم تماسك أي
منها.. و دليل على إمكانية التلاعب بقوانين و القرارات التي تصدر مع كل (
انفعال) و ردود الأفعال العشوائية..
و لا ننسى رد فعل الخال الرئاسي / الطيب مصطفى حين سئل- قبل الانفصال- عن
مصير الاسلاميين الجنوبيين، حيث قال أن على المسلمين الجنوبيين أن
يناضلوا، من داخل الجنوب، لتحقيق ما يشاؤون بعد الانفصال..! و الطيب
مصطفى معروف عنه التطرف في عنصريته ضد كل ما هو جنوبي سوداني.. و هو الذي
ظل يقود الحملة ( الإسلاموية) تلو الحملة ضد أي تقارب مع الجنوبيين الذين
لا يشبهون ناس الطيب مصطفى في شيئ.. و في ذلك يتبعه أنصاره المؤلفة
قلوبهم على كره الجنوبيين أينما كانوا
أحدث المقالات
الوثبة بعد عامين و تأثير نجاح أو فشل المفاوضات الحالية في أديس ابابا عليها بقلم د. عمر بادي المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين... بقلم محمد الحنفي شرعية حصار المدن ومسؤولية تجويع المدنيين بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات د. الشيخ الترابي .. ما بين جسد يوارى وفكر يسعى.. 2 بقلم رندا عطيةفي محطّة رمسيس..! بقلم عبد الله الشيخخطيئة التفاؤل!! بقلم صلاح الدين عووضةقلم لطيف .. و فاخر ..!! بقلم الطاهر ساتيبين الشيخ الترابي وعمار عجول بقلم الطيب مصطفىالمحينة، ذلك اللاعب الذي ينافس تابلوهاته بقلم صلاح شعيبالحزب الجمهوري: منذ المذكرة التفسيرية حتى الرفض!! بقلم حيدر احمد خيراللهنظام يتدخل في أي مکان بقلم فهمي أحمد السامرائيجولة فرنسية لإدارة الصراع في فلسطين بقلم بقلم نقولا ناصر*المشهد الاقتصادي الايراني عشية اعياد نوروز بقلم صافي الياسريمناشدة للحكومة أولأ ومن ثم للمعارضة بشقيها (السلمى والمسلح):رفقاً بالمواطن المغلوب على أمرهمن ركن الأسرة بالإذاعة إلى الهيرالد بسدني بقلم نورالدين مدنييقول الخبر .. أنجبت منه قبل أن تلتقيه ولما إلتقته تزوجته بقلم الياس الغائبكفوا أيديكم عن سوريا وفكروا فينا بقلم فلاح هادي الجنابيالمصالحة رباعية الاقطاب بقلم سميح خلف