|
الحركة الشعبية تستعيد بريقها الاول من اديس ابابا (1) / الرشيد انور
|
الحركة الشعبية تستعيد بريقها الاول من اديس ابابا (1)
الفكرة والرؤية .... أزمنة الصعود والهبوط ... بين الفكرة والرؤية حل‘ُُُُُ شامل .. ان تتحمل مسؤلية تحرير شعب ، وبناء ما دمرته آلة المركز خلال سنوات عديدة ليس بالامر الهين لاسيما وان المركز والمتمركزين واصحاب القلوب الوجلة ورؤيتهم المهتزة ، وعملية إستبدال المواقف حسب الحوجة ، يزيدالامر تعقيدا. وتلاعب المركز وإستمراراه فى بيع بضاعة فاسدة ومنتهية الصلاحية يقوم بإعادة تغليفها وترويجها بطرق عديدة ، مستخدماً العديد من شركات الدعاية التقليدية التى تجيد التلاعب بقلوب وعقول المستهلكين ، مستغلين تاريخهم الطويل و الذى يعود إلى ما قبل الاستغلال ، و اعواما متواصلة ومتصلة يقاومون رؤية وفكرة ترتكز فى جوهرها على إدارة التنوع السودانى وتحمل ديباجة كتب عليها مشروع السودان االجديد . كما ان حلقات مسلسل التهرب من الاجابة على السؤال الرئيسى (كيف يحكم السودان) ما تزال مستمرة وعملية تجيير ولوى عنق الحقائق مستمرة ومقاومة الفكرة والرؤية مستمرة والاستثمارات فى الكراهية والعنصرية مستمرة ، شن الحروب على اطراف السودان من المركز هى الاخرى مستمرة ، ودعوات حاكم ( خرطومستان ) ما تزال تجد مكانا لها وسط المترددين والباحثين عن الوظائف الوزارية و المعتادين على الردهات البرلمانية الى جانب فئة من نوع جديد والمحزن انها تنتمى الى صفوف المحاربين القدامى الذين اضحوا مخزلين ومصدرين للشكوك و نسج شبكة من الهواجس والشكوك حول المواقف الصحيحة والشجاعة التى تطرحها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والتى عمل الكثيرون لأ لا تكون وحضوراً فى الحياة السياسية السودانية وارادوها ان تكون حزب توالى وإستخدموا سياسية( اكس وامسح وجيبو حى ) وما يؤلم ان يساندهم اصدقاء الامس الذين هجروها فى فصل الصيف ، و فى سانحة اخرى سنتعرض الى ذلك وعبر سلسلة من الحلقات حول البطولة السياسية والعسكرية التى تمت خلال ثلاثة اعوام على بداية الحرب الثانية. وما نحن بصدده هنا هو بريق الحركة الشعبية الذى اعاد لها سيرتها الاولى وازمنة الغائب الحاضر الدكتور جون قرنق دمبيور الذى جعل النوافذ مفتوحة على كل المآلات والاحتمالات محدثا خللاً فى عمق المركز بدعوته الصريحة والجادة لسودان جديد يدار فيه التنوع السودانى بكل جنباته ، تاركا رصيدا سياسيا وجماهيريا كبيراً ، وتايدا شعبياً واسع لرؤية السودان الجديد وزخماً لا ينكره إلا مكابر ثم رحل (زى غيمة مطر) . إهتذت الحركة بعد رحيله ودفع بها بعض ابنائها الى وجهات غير صحيحة فى مرات عديدة افقدها ذلك الالق والبريق لسنوات طويلة والارتباك فى بعض المواقف السياسية خصم من رصيدها الجماهيرى وحد من مساحة تحركاتها السياسية والدبلماسية وكل ذلك محصلته بائنة و لاتحتاج الى إيضاح وشرح . ولم تكن فترة الجزر هذه خصما على تجربة الحركة الشعبية بل اضافة لها تجربة كانت تحتاجها لكشف الستار عن ما تخفيه الانفس والصدور و تُعد مرحله مهمة واحدثت تحولات سياسية وبنيوية فى مؤسسات الحركة وهذا ما يقودها الآن إلى الإنتصارات وبناء التحالفات الداخلية ، والاقليمية ، والدولية والجبهة الثورية نموزجاً والقرار 2046 كاحد محطات التحول الاساسية فى الحياة السياسية السودانية بعد إتفاقية 2005 والذى لعبت قيادة الحركة وعلاقاتها الخارجية الموروثة من الحركة الام دورا حاسما فى إصداره ، و يعد من القرارات القليلة التى يصدرها مجلس الامن حول نزاع ما ، ويرد فيه ذكر مؤسسة سياسية . وهذا القرار ما دفع الخرطوم وحلفائها فى الاقليم وآخرين إلى اديس ابابا وهم يحملون آمال كبيرة لإعطاء الحركة الشعبية قبلة الموت . وكانت المفاجئة الصادمة لتوقعات اكثر المتفائليين (الوثبة) ودعوة الطاغية البشير الى الحوار الوطنى والذى يتعامل معه المؤتمر الوطنى ك (بوفى ) مفتوح ياخذ ما يناسبه ويترك ما تبقى منه متناسيين ان للحوار شروط إنجاح و آلية لتحقيق مناخ من الحريات كاحد شروط إنجاح الحوار وإنفاذه ، وفواتير عديدة لايستطيع المؤتمر الوطنى دفع تكلفتها حتى ولو توحد الاسلامين وفصّل البشير آلاف الجلاليب لتتناسب مع دعاويه للتغير وحتى ولو استمرت ابواقهم التقليدية المخذلة للثورة والمدمرة للرغبة فى التغيير فى خطتها الفاشلة، فهذا لن يثنى السودانيين عن هدفهم الاساسى فى إحداث تغيير شامل والتغير الشامل ياتى عبر حل شامل وهذا ما ترتكز عليه إستراتيجية الحركة الشعبية فى تفاوضها الان فى اديس ابابا و تبنيها للحل الشامل ورفضها لتجزئة القضايا هى رؤية صحيحة وسليمة قاومها الكثيرون فى الاقليم والمجتمع الدولى لاكثر من مرة ولكن دون جدوى وفى كل مرة يخرج وفدها التفاوضى بسلام دون ان يصطدم قطارها بالقطارات الاخرى علماً بان سرعة القطار فائقة ولدرجة اخافت بعض الركاب الذين تعالت اصواتهم واخافت الركاب الجدد الذين ينتظرون القاطر فى محطات العواصم الاخرى . ولكن هاكذا هى حال القطارات السريعة و موديلاتها الحديثة تخيف كل من يستغلها لاول مرة لان تجربته وخبرته حديثة ولكن بعد عدد من المرات فى إستغلالها سيكون الامر طبيعياً. فهكذا هى الافكار العظيمة تبدو غريبة وصعبة المنال فى اولها ولكنها تدريجيا تكسب ثقة وتحتل مكانا بين الافكار الاخرى الى ان تصل الى حد البريق واللمعان .
الرشيد انور 25/2/2014
|
|
|
|
|
|