دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الحركة الإسلامية السودانية:بعد أن شيعها دكتور الأفندى لمثواها الأخير،ياتُرى أين سُتقَام سرادق العزاء
|
02:22 PM May, 15 2015 سودانيز اون لاين يوسف الطيب محمد توم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم فى مقالٍ له بتاريخ:12/مايو/2015م بعنوان:الإسلاميون وجاهلية العنصرية-السودان نموذجاً،صوب د.عبدالوهاب الأفندى الإسلامى المعروف،صوب سهام نقده الحاد والهادف فى أنٍ واحد،على كل الحركات الإسلامية فى العالمين العربى والإسلامى،وخص حركته بالسودان بنصيب كبير ووفير من النقد،يمكن أن يقال عليه،إذا صح التعبير ،قد قبرها تماماًأو شيعها إلى مثواها الأخير،حيث أن العنوان وحده يكفى ،إذ أن تعامل الإسلاميون بعنصرية مع الكيانات التى تشاركهم الحياة فى بلدٍ واحد كالسودان،تخرجهم من ملة الإسلام وتجعلهم يعتقدون بدينٍ أخر خلاف الدين الحنيف الذى جاء به المعصوم صلى الله عليه وسلم ،ونأخذ بتصرف بعض الفقرات من المقال المشار إليه أعلاه،والذى يقول فيه الأستاذ الجامعى د.الأفندى:- (وأعقب ذلك التحالف مع القبائل "العربية" في حزام التماس مع الجنوب، ثم دعم وتسليح هذه القبائل، والتغاضي عن تجاوزات ميليشياتها. وقد مهد كل هذا لكارثة دارفور عبر اصطناع استقطاب عربي-افريقي على حساب اللحمة الإسلامية التي وحدت مسلمي السودان حتى تلك الحقبة. ولا تزال "جاهلية" الحركة المسماة إسلامية للأسف هي التي تشكل الساحة السياسة في السودان، وتنقل البلاد من كارثة إلى أخرى.
وعليه إذا كانت الحركات الإسلامية تحتاج في مجملها إلى أسلمة كما أسلفنا في مقال سابق، فإن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى "تطهر عرقي" بالبراءة مما بها من جاهلية، وأن تتوب إلى الله بالعودة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم، وآدم من تراب).
لا شك أنَ د.الأفندى ليس هو عضو الحركة الإسلامية السودانية الوحيد،الذى قام بمغادرة الحركة بعد أن قام بكشف ونقد أفكارها وأساليبها والتى لا تمت بصلة مع ديننا الإسلامى الحنيف،إنما هنالك أعضاء كثر ولهم أوزانهم الأكاديمية والسياسية،وعلى سبيل المثال لا الحصر:(بروف/الطيب زين العابدين،بروف/حسن مكى،بروف مصطفى،بروف التجانى عبدالقادر ود.غازى صلاح الدين)ولكننا هنا نحمد لدكتور الأفندى مراجعاته الفكرية الهادفة،والتنظيمية الصادقة لحركةٍ تدعى أنَ دستورها الإسلام وهى كما يقول الإمام الصادق المهدى-رد الله غربته -(تؤشر للناس تُجاه اليمين وتجدها تذهب من إتجاه الشمال)ودوماً نراها تسلك مسلكاً،يخالف الكتاب والسنة وفى كل مجالات الحياة،فعلى سبيل المثال لا الحصر:قيامها بالإنقلاب على حكومةٍ شرعية،منتخبة بطريقةٍ ديمقراطية تتفق مع كل المعايير المرعية دولياً من شفافية ونزاهةٍ،وايَضاً قيامها بعد إستيلائها على السلطة بالقوة بفصل عشرات الألاف من الخدمة العامة(مدنين-عسكريين)وإستبدالهم بمنسوبيها،بل ضيقت الخناق على هولاء المفصولين ولم تسمح لهم بالعمل فى المؤسسات الخاصة او السفر خارج السودان،وبالرغم من أنَ هنالك ألاف القضايا أمام المحاكم إلا أنه حتى الأن لم يتم إنصاف مفصول واحد،مالكم كيف تحكمون؟فأهل الحركة الأن يعيشون حياةً مخملية من أكلٍ وشرب وسياحة عالمية ودراسة وعلاج للأهل والأبناء بالخارج ،بينما السواد الأعظم من السودانيين لا يجدون قوت اليوم ،وأبناءهم لا يستطيعون التعليم ولا يستطيعون العلاج بالداخل لضيق ذات اليد ،فأى دين هذا يستحوذ فيه الإمام أو المسئول على إمكانيات الدولة بيد أن رعيته يموتون من المسغبة والسقم وغيرها من المهلكات الكثيرة والمتعددة ،كذلك السياسة الرعناء التى كانت تمارسها الحركة الإسلامية سواء كانت الداخلية أو الخارجية،ففى الداخلية أدت هذه السياسة لإنفصال الجنوب،وهنا بلا شك تم توجيه نقد عنيف من الحركة العالمية الأم للحركة الإسلامية السودانية على هذا الفشل الذريع فى إدارة التنوع الدينى والعرقى داخل السودان الواحد.أضف لذلك الحروب الداخلية المستمرة والتى قضت على معظم إمكانيات هذه المناطق(دارفور-ج النيل الأزرق-جبال النوبة)سواء كانت بشرية أو موارد أخرى،والأن فى طريقها للقضاء على ماتبقى من لُحمة تجمع أبناء هذه المناطق بباقى مناطق السودان،وكذلك غلاء المعيشة وإنعدام الدواء للفقراء وأصحاب الدخل المحدود،وكذلك حصر التعيين فى الوظيفة العامة للذين ينتمون لهذه الحركة،فلا عبرة عندها بالمؤهل او الكفاءة،بل العبرة بالولاء فقط،أما السياسة الخارجية للحركة والتى كانت وماتزال غير متوازنة بل يمكن وصفها بسياسة اللاوعى،فالنماذج كثيرة ومنها الموقف من حرب الخليج (العراق -الكويت)وكذلك العلاقات غير المتوازنة وغير الحكيمة من جهة مع إيران والجهة الأخرى مع دول الخليج،وكذلك العلاقة غير الناضجةمع أمريكا والإتحاد الأُوربى،وفى الختام لا بد لنا من الإشادة بمقال الدكتور الأفندى لأنه من أوائل الإسلاميين الذين غادروا مركب الحركة الغارق او بالأحرى الذى يريد أن يبحر فى اليابسة،أى عكس نواميس الطبيعة والحياة،وهذا قطعاً ضد ما أراده الله خالق الكون لعباده. ونسأل أن يتعظ أهل الحركة الإسلامية من غيرهم من الحركات،وأن يصحوا من غفوتهم،فعقارب الساعة لا ترجع للوراء،وللسودان ربٌ يحميه وللدين الإسلامى من بعد الله رجالٌ علماءقائمون الليل ويصلونه بالنهار من أجل إعلاء قيم الدين الإسلامى الحنيف. وبالله الثقة وعليه التُكلان د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- ظاهره الفراشه ورأس جبل الجليد ( دراسه تحليله لانتخابات ٢٠١٥) بقلم د. خالد السر البشير 05-15-15, 01:50 PM, خالد السر البشير
- نكتة سودانية قوية جداً عن الفلس والمفلسين! بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-15-15, 01:48 PM, فيصل الدابي المحامي
- أبناء دارفور..(كشة)عنصّرية..وتصفيات جسَّدية..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 05-15-15, 01:46 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- مراجعات لغواصات الأخوان المسلمين العدو المندس و الثورة المضادة في العمل السياسي السوداني 05-15-15, 01:39 PM, بدوي تاجو
- الواقع الأبدي بقلم عماد البليك 05-15-15, 12:51 PM, عماد البليك
- وقفات مع المحتفلين بليلة السابع والعشرين من شهر رجب كتبها : د.عارف عوض الركابي 05-15-15, 12:49 PM, عارف عوض الركابي
- من هم الصوفية ؟ بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 05-15-15, 12:42 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
- الذاكرة و السياسة علاقة مليئة بالجدل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 05-15-15, 12:32 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- جمهورية الفلس الديمقراطية! بقلم مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي 05-15-15, 12:28 PM, فيصل الدابي المحامي
- أنهض ياشعب ألآنقسنا والبرونو ! شعر نعيم حافظ 05-15-15, 04:58 AM, نعيم حافظ
- حساب مفوضية حزب البشير للإنتخابات خُمس مُشكل. بقلم أمين محمَّد إبراهيم 05-15-15, 04:55 AM, أمين محمَد إبراهيم
- هل بالإمكان محاسبة السلطات السعودية عن جرائمها في اليمن دوليا؟ بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الح 05-15-15, 04:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مسادير فى رثاء عبدالله حماد ................................... بقلم سهيل احمد الارباب 05-15-15, 04:46 AM, سهيل احمد الارباب
- الإقليم السني في العراق، حاجة أمريكية تركية خليجية بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات 05-15-15, 04:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- شيوعي يا إسحاق!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-15-15, 03:18 AM, صلاح الدين عووضة
- المعاليا والرزيقات.. المأساة المنسية! بقلم الطيب مصطفى 05-15-15, 03:16 AM, الطيب مصطفى
- الـ(بدون) الجُدد..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-15-15, 03:15 AM, عبدالباقي الظافر
- مهمة شخصية جداً..!! بقلم عثمان ميرغني 05-15-15, 03:14 AM, عثمان ميرغني
- هشاشة عظام ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-15-15, 03:10 AM, الطاهر ساتي
- هذا يكفيني ,, انا سوداني !!!! انا سوداني !! بقلم عبدالباقي شحتو علي ازرق 05-14-15, 10:16 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل محمد رفعت الدومي 05-14-15, 10:12 PM, محمد رفعت الدومي
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-14-15, 10:07 PM, الفاضل عباس محمد علي
- درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر 05-14-15, 10:03 PM, بابكر فيصل بابكر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحركة الإسلامية السودانية:بعد أن شيعها د (Re: يوسف الطيب محمد توم)
|
sudanile.com
الصفحة الرئيسية الأرشيف البحث في سودانايل عن سودانايل اتصل بنا
يا دكتور عبدالوهاب: الصقر إن وقع كتر البتابت عيب .. بقلم: سعيد محمد عدنان – لندن
التفاصيل نشر بتاريخ: 15 أيار 2015
inShare
كنت أعلم منذ تأسيس الإسلام السياسي، أن القدس العربي صحيفة كانت ناطق عن حركة الإخوان المسلمين، ولكن لم أكُ أجزم بأنها من مدرسة الهضيبي أو سيد قطب، فشرعتُ في كتابة وإرسال مقالاتٍ عدة لجهاتٍ عدة، منها اليسارية ومنها المعارضة للحكومة الإنقاذية ومنها المحايدة، وبالضمن كتبت لصحيفة القدس العربي، وهي الوحيدة التي كانت لا تنشر لي مقالاً أو حواراً. وكنت اتابع ندوات الإذاعة البريطانية والتي يشترك فيها السيد عبد الباري عطوان محرر الصحيفة ومالكها، ووجدت حضوره يلقى الترحيب دائماً من حضور منتدياتها التي يشارك فيها، ولكن لا يوجد ولوج في أي نقاط خلافية تثير حمية أطراف النزاع في مشكلة فلسطين او في ظاهرة الإسلام فوبيا (الخوف من الهجمة الإسلامية)، حقائقها وخرافاتها، ويكتفي السيد عطوان بتبادل "الهمس واللمس والآهات والنظرات" بأن "سيبها في سرك"، ولا أجد خلاف ذلك الهاجس ما يبرر لي تقبله بذلك الثبات. ولكن ذات مرة تابعت مقالاً منه في الإذاعة البريطانية، على ما أعتقد في برنامج "مراسلون" أو شيء من هذا القبيل، يهاجم فيه عمر البشير هجوماً أدهشني دقة وأمانة وصفه، معرياً فيه أنانية ونرجسية الرجل التي شراها بتحطيم السودان وتمزيقه، وبتدنيس وجه نموذجه للدولة الإسلامية– دولة الفضيلة – بكونهأول رئيس جالس، هو في عداد المنبوذين دولياً ومجرمي الحرب الذين لم يتم إخلاء ساحتهم من الإدانة، بالإضافة إلى رقصه الذي لا يعكس الجدية، إنما يعكس السوقية (لأنه لو يقصد تقليد رقص الرؤساء الأفارقة، فالرقص عندهم هو من صلب ثقافة التخاطب عندهم، فتجده في الحماسة، في العزاء، في بساطة التعبير للتخاطب بين الفرقاء للمجتمع البسيط وليس للمجتمع المركب)، ثم بتمسكه بالانتكاس عن وعده بعدم الترشُّح للرئاسة، وشمل الهجوم نيراناً على حركة الصحوة ولعنتها فتساءلت هل ظهرت كل تلك الحقائق الآن، ولرئيس صحيفة عالمية مثل القدس العربي؟ وكيف كان رأيه في إفصاحات الترابي وما صاحبها من ملاسنة بين الشريكين "الإسلاميّيْن": العسكري والسياسي، الأمر الذي انطلقت عنده أعيرة كثيرة منها ما يؤذي ومنها ما يدوِش؟ ولماذا لم نرّ وقتها تساؤلات أو تحليلات منه في ذلك؟ في نفس هذا الوقت انطلقت كتابات من الأخ الدكتور عبد الوهاب الأفندي، والكاتب بنفس الصحيفة، تنوح على أسى الحكم الطاغية في السودان وتحليله لإعادة عرضه في حليةٍ جديدة من ضمن حِلياته الكثيرة التي تتماشى ومتطلبات العصر والهروب من "الشينة المنكورة". هو في محاولاته تلك غاوي أجاويد، أو بالإنجليزي (ابولوجست: أي مدافع) ولا مانع في ذلك، لا مانع أبداً. فالسياسي يفعل ما يشاء لمصلحة الحفاظ على سلطته، فالغاية تبرر الوسيلة، وهي أنجع أساليب السلطة والتي أتي بها كتاب "الأمير" للفيلسوف ماكيافيلي، والذي بموجبه أصبحت كل القوى السياسية في العالم تلتزم به وتتفنن في ولوجه حتى تكون فقط مؤهلة لمواجهة التوجهات السياسية الأخرى، لكنها لا تجرؤ على العدول عن السماح بمراقبتها للالتزام بسقوفات أخلاقية ضرورية خشية السقوط في هاوية التخثر والتفكك، أو كما قال الشاعر (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت – فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا). ولكن مهمة الرقابة تلك لا يمكن أن يقوم بها الحاكم نفسه نسبة لتضارب المصالح، إنما تقوم بها جماعات الدعوة للأخلاق وحماية الفضيلة، والذين يلتزمون بالتناسق البشري العالمي للفضيلة، ويستعينون بها، ويتكون من مؤسسات تكوين هوية الأمة وبعيداً عن سوق السياسة. ويحق لجماعة الإخوان المسلمين كما كانت في بداية تأسيسها أن تختار أن تكون من جماعات الدعوة للفضيلة، وعندها تنال احترام ومساندة كل المجتمع الفاضل أينما كان. ولكن بازدواجية الدور لمكر السياسة بتبرير الوسيلة بالغاية، مع انتهاج الفضيلة في أنقى حللها وهو الإسلام، فإن ما تقوم به هي ليس هو فقط ذراً للرماد على العيون، إنما هو الإمعان في تدنيس صورة الإسلام، كما وتمكين الفتنة الكبرى من سنة وشيعة وتحزبات نهى عنها الإسلام، والتمسك بأذى النفس والجهل. شرع الأخ الأفندي في محاولةٍ ذكية ولكنها يائسة لانتشال حركة الإخوان المسلمين – وهو يسميها الحركة الإسلامية – من براثن الجاهلية التي كان إقراراًمنه مشكوراً بوصفها(الأمر الذي استقطب كل هذا الزخم من الردود والتي كانت في الماضي لا تستجيب لأي حديث من تلك الحركة)، ورماها بذكاءٍ بتسبيب الكوارث التي توالت في عهدها. لم يستنكر السيد الأفندي تسييس الدين – وبما أنه كاتب وباحث، هل نفترض أنه وجد سر المواءمة بين التخيير والتسيير؟ هل ما نختاره في دورنا السياسي يكون هو ذات "القبض على الجمر" الذي تسيّرنا به عقيدتنا الأخلاقية، أو كما جادل الفلاسفة قروناً طويلة "هل هو التسليم بما هو حق بالصدق مع النفس بالعقلانية، أم هو التراضي المكتسب بالعرف"؟ وإذا كانت الإجابة هي العقلانية، فهل الأسلمة هي التسليم (لله تعالى) أم التسلط بالتسليم كما هي في التسييس الديني؟ وسؤال موجه خاصةً للمثقف والذي يعرف أصول القانون–: هلا تأمل في أبعاد العلاقة التي تحكم السقوفات الأخلاقية والتراضي السياسي؟ وهل يمكن التزاوج بين الإثنين؟ وبما أن الحركة الإسلامية – وهي حركة سياسية – تحتاج إلى أسلمة فلماذا تطهيرها من العرقية وهي جزء لا يتجزأ من الأسلمة الجارية حسب التحليل أعلاه؟ ولا ننسى أن الكاتب لازال يصنف الأسلمة: سنة وشيعة، ليس بناءاً على رسالة الله تعالى، ولكن إمعاناً في الغوص الطائفي والأسلمة القسرية ولنغوص فيما شرع الكاتب الكريم في نسجه لهذا الدرب الجديد الذي لا يجوز أن نقع في حفراته ثلاثمائة مرة: لم يحدث أن اتهم أحدٌ حكومات السودان أو شعبه باستهدافها الأقليات خلاف هذه الحكومة، بل ولم تُعرف الأقليات من قبل إنما كانت هنالك قبليات. فإذا كان القصد هو دولة الفونج في تأريخ السودان فتهمتها كانت تجارة الرقيق وليس استهداف أقليات داخلها، إذ هم بالضرورة أفارقة وكلاء رق جبال النوبة للتجار العرب والأتراك، على نسق ما جرى في الصحراء الغربية،ولا يمكن الإشارة إلى ذلك العهد ب "حكومات السودان وشعبه". أما إذا القصد هو مشكلة جنوب السودان، فهي ليست حرب أقليات ولكن سوء استعمار من الشمال، فالجنوب لم يكن يتبع للسودان بل لدولتي فرنسا وبلجيكا، ولسوء معاملتهما مع أهل الجنوب، وفي مؤتمر برلين وبتحيُّن بريطانيا مسألة فشودة و التي حاول فيها الفرنسيون الانسراق عبرها إلى شرق إفريقيا الإنجليزية، وُضع شِطرا جنوب السودان في وصاية الإنجليز، والذين عند قرارهم لاحقاً بمغادرة السودان سلموه للسودان الشمالي في مؤتمر جوبا عام 1947 لدمجه مع السودان المستقل برضا الطرفين الجنوبي والشمالي، إلا أن الشمال لم يلتزم بمهمة الاندماج مع الجنوب وما يتطلّبه من هِمة لرفعه لمستوى الشمال،إنما هرع لاستنزافه، فثار الجنوبيون (أنيانيا واحد وأنيانيا اثنين: لو تذكر "مند كورو موتو" النداء الشهير وقتها - الحركة التبشيرية كانت تسكب الزيت على النار طبعاً)، ولو دققنا في أمر تمرد الجنوب فقد تمثّل في حركة المثقفين الجنوبيين والدارسين سخطاً وفقدان ثقة في الشماليين، وليس عن غضب أو عدم انسجام البسطاء والعمال، فقد ظلت علاقة هؤلاء طيبة هادئة، والدليل رأيناه دوماً في تعايشنا مع مجتمع عمال وعاملات الجنوب في شمال السودان، فخلافاً لعدم التحرك القومي الجاد لرفعتهم والنهوض بهم إلى أفقٍ أفضل، كان التعامل من أفضل التجارب التي حظت بثقة ورضا السودانيين. فلا غرو أن افتقد هؤلاء إخوتهم في الشمال عند هذا الانفصال، ولا غرو أن يلجؤوا لأهل الشمال في محنتهم، ولكن هل يجري الأمر نفسه مع مثقفي الجنوب، والذين شهدوا كيف "جلابة الشمال" لم يهمهم غير سلب ثروة الجنوب من دون حتى تخصيص لرفعة إقليمهم البائس؟ كلا أبداً، بل أن مثقفي الجنوب لازالوا غاضبين من الشماليين، حتى في بلاد المهجر حيث جمعتهم نفس مشاكل الظلم السياسي، فلا تجد مودة بينهم، فالجنوبي المثقف قد فقد الثقة تماماً في الشمالي واعتبره لا يحمل قراره ويفضل عربنته على أفرقته. أما حركة دارفور، وقبل وباء العنصرية بها، فقد كان بها نهب مسلح اعتمل على إثر الفتنة المشتعلة في أقاليم الصحراء الغربية من حولها إثر تحريم الرق، وإثر الانتكاص في تزويره بوجه جديد (العمل الإستعبادي) في شكل التجنيد للحرب العالمية الأولى خاصة تحت رعاية فرنسا والتي كانت تحتل دول غرب افريقيا، واحتدام الصراع فيها بين الأفارقة وكلاء تجارة العبيد، والذين يحسبون أنفسهم غير زنوج، وبين الزنوج المتظلمين من استعبادهم في الماضي. وعلى هذه الطبول رقص كل استغلالي على النغم الذي يسمع، وتشعّبت الفتنة بحروب الانتقام والتي أمّها القذافي بحروبه في شاد وفي إحياء القتال في جنوب السودان، وكحزب الأمة في تمسكه بعصب كتلة مؤيديه في غرب السودان من العرب، والذي قبعيترنّم بمعزوفة "الانقلاب العرقي". ويقول الكاتب هنا أن مظاهرة "مليونية" لدعم الجيش [قد خلقت واقعاً قام على استثمار "خوف الشماليين العرب من انقلابٍ يقوده أفارقة غير مسلمين] ... أهها!! بعيداً عن التلاعب بالألفاظ المنسقة، فكلنا نعلم أن المسيرة المليونية هي ابتداع من ثقافيات الإخوان المسلمين.أما تعبير "أفارقة غير مسلمين"فتعبير لم نسمع به إلا عند قدوم الحكم الإخواني...فجيرفسياك، لويجي أدوك لفيلمون ماجوك، كلمنت أمبور وبوزديو وكل هؤلاء، لم يكونوا مسلمين على أغلب الظن (فحسب علمي أنه للآن لم يسأل أحد أو يرغب في السؤال عن أديانهم في عهد حكوماتهم)ولكن حكومة الإنقاذ والإخوان في محاولة ابتداع "دولة إسلامية" على منبت دولة المهدية (رجاء لاحظ: ليس بوصفها من رواسب التعصب الجاهلي كما صنفها الكاتب، إنما امتداد لها)، ابتدعت ذلك التعبير والتصنيف الذي هو يخص الله سبحانه وتعالى فقط، ثم تم تسليم مهمة محاربة المد اللاعقائدي للطيب سيخة والذي أوفد تحت غطاء "إخماد النهب المسلح"، فأشعله،ووضح أنه لم يكن نهباً مسلحاً إنما كان "بين الرماد وميض نارٍ"، والطيب سيخة لم يخشَ بل سعى "أن يكون لها ضرام". وهنا كان الشعب السوداني غائباً تماماً، فلم تكن العنصرية ولا العبودية السابقة موجودة في نفسيات العرقيات السودانية بأي نسبة من الكراهة والانتقام الذي نراه الآن، أما الدين فكان بعيداً جداً عن الذكر في ذلك الأمر، وهو الأمر الطبيعي، فلم تكُن هنالك فلسفات تزج بالدين في السياسة، وحتى زمن الهضيبي في حركة الإخوان المسلمين والتي كانت حركة خيرية كما ذكر الأخ الأفندي، لم يكن الدين منسوج مع السياسة إلا بعد سخط المرحوم سيد قطب والذي فرّخ ذلك الخط الديني السياسي وتفرّعت منه كل حركات العنف والتسلط السياسي والإفساد العقائدي، وليس كما ذكر السيد الأفندي [حتى تفجرت القضية الفلسطينية!] لكن الإخوان المسلمين بعد تسييس اتجاههم استشعروا غيبتهم من تفعيلها في حرب الستة أيام حتى لا يتركوا الحلبة،مادام قد دخلوها،لليساريين العرب:ياسر عرفات –عبد السلام عارف – وحافظ الأسد –القذافي –النميري: يساريون كانوا في حرب مصر، والتي شارك فيها الإخوان بعد مؤتمر 1965 الذي كون الحركة السياسية للإخوان، وليس باستشعارهم تفجر القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية متفجرة منذ عام 1948. ورغم سلامة العقيدة في نفوس الناس في السودان قبيل انحراف الدعوة الإخوانية بالولوج في دنس السياسة بدلاً من الارتكاز على ثوابت الأخلاق والفضيلة "السقوفات الأخلاقية التي هي الصراط المستقيم" ودروس الحكماء من السابقين، إلا أنني لا يمكن أن أتفق مع السيد الأفندي بأن المجتمع السوداني كان يحتذى في التعامل المتحضر برغم التعصب الجاهلي، ولعله يعني بالتعصب الجاهلي الشرك الملثم في الحركات الصوفية الطائفية والذي اتفق معه فيها بأنه جاهلي لأنه كان نتاج بساطة الأتباع وجهلهم، ولكن المصيبة ليست في هؤلاء الجهلاء الذين قطعاً ما قصدوا شركاً، إنما في من قادهم واستغلهم ليخلق منهم قوة سياسة ضاربة هو الذي أوحى لعقولهم الرخوة تجسيماً للفضيلة وللسماحة. هي خيانة قادة الطائفية وقيادتهم لتلك الجموع النقية بعقيدة كذوبة بالوساطة وبشيء من البركة (شيْ لله)، فكيف كان يحتذى بذلك المثال؟ من كان يحتذي تلك الممارسة السودانية؟ هو نمط جاهلي أيضاً في مصر خاصةً، وفي بعض دول الشام وشمال إفريقيا،ومثالهم تماماً كمثال الإخوان المسلمين مع شيء من الاختلاف في الشكل،فحركة الإخوان حركة مثقفين يعلمون بإثمهم في الوكالة في حاكمية الله تعالى، واختلافهم فقط في كونهم يقودون آثمين مثقفين لم يتحروا دين الله تعالى إنما ساروا في النرجسية التي رسمها لهم مهندسوهم، عاصبين عيونهم وسادرين في زهوهم في رغد السياسة ومعطياتها، وحكموا – والحكم لله وحده – بمن هو كافر ومن هو صالح، ومدى صلاح كلٍ، أهو "حديث صلاة" او هو ممن "سيماهم في وجوههم– علامة الصلاة" أو من "المتوضئين"، وهل أطلق لحيته، أو ربطت حجابها وصانت عورتها، أو توقف من العمل لصلاة الظهر، بدلاً من صلاتها في الوقت الاختياري الذي يظل إلى ما بعد نهاية العمل، مع أني لا أرى مايمنع من صلاتها حتى ولو في الوقت الضروري مادامت تعتبر حاضرة. أما المجازر التي أشار إليها السيد الأفندي، فهي لا تحكي كراهة أو حرب أقليات، (فحركة 1955هي الوحيدة التي يمكن القول بانه راح ضحيتها شماليون، أما باقي المجازر فجاز القول فيها بأن ضحاياها هم الجنوبيون)، وتلك المجازر جميعها ماهي إلا نتاج لفقدان الثقة بين مثقفي الجنوب الساخطين، وبين جهلاء الشمال المتعالين واللامباليين. أما اضطرابات مقتل قرنق فقد كانت سياسية بين من ائتمن الحكومة الإنقاذية وبين من خوّنها، وليست عرقية، وتناولها المثقفون من الجهتين، لذا كانت محدودة. لكن الآن فقد ذاب السودان القديم في أكواريجيا (أقوى حامض يذيب حتى الذهب) طغمة الإنقاذ – ولا أقبل من الكاتب محاولة تصنيف مؤتمرها الوطني إلى جناح ديني (وجناح إيش لا أدري) – وتبقت من تراثه وحضارته التي دكّها الإنقاذ بعملية اغتيال الهوية بخمس سنين من حظر التجول– بتحريم الفنون والإبداع– بالدفاع الشعبي لكل الشعب– بالتشريد وسرقة كل منافذ كسب العيش باسم "التمكين"، ثم بالكبت الطويل زهاء الكم وعشرين، تنسحب فوق حياة شباب السودان أجمعهم من أولها، وفي بطن ذلك الوادي الخصيب من التخثير المركّز قام برنامج "الصحوة" بزرع الهوية القبلية والإدارة الأهلية وتعدد الزوجات بدون ارتكاز إسلامي، "ولا أقول ديني، فالأديان هي ملك معتقديها كما قال تعالى: لكم دينك ولي دين"، فأصبحت ذلة ومهانة وما قالها الله تعالى لتكون كذلك لو تكلّفوا تحرّي الآيات الكريمة. فهل يرى أحدٌ أفقاً يمكن أن تشرق منه شمس؟ دعك من الغيوم المتلبدة والتي يتوجب إزالتها أولاً وتطهيرها هذه هي الساحة الآن، يؤمها المتلبسون بالأديان. وماذا تقدم الأشكال المتلبسة بالأديان؟ الطائفيون يسومون الجهلاء بنظريات هي أقرب للشرك، وهي شرك لا محال في حالة قادتهم. أما الإخوان (ما عدا غير المسيّسين منهم) والجماعات السياسية المسماة بالإسلامية، فهي بعيدة كل البعد عن طريق الله تعالى وسنته، وكونهم مثقفون، أمرٌ أخطر من لو كانوا جهلاء أو غير مثقفين، لأنه ليس هنالك أخطر من الجاهل الذي يظن أنه عالم، ومن المتكبر الذي يترفع عن التراجع والحياء، وكما قالها عز وجل "قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا § الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" لأنهم صموا آذانهم وعموا أعينهم عن التحري في كلمات الله التامات وهي رسالته سبحانه وتعالى لنا، فإذا استمعوا لصوت العقل والضمير وصانوا الفضيلة طاهرةً مطهرة، فقط عندها يكونون قد تابوا من خطيئتهم والتي تظل خطيئة مادامت التوبة لم تكن نصوحاً
mailto:[email protected]@yahoo.co.uk ////////
الرجوع إلى أعلى الصفحة
© 2015 sudanile.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحركة الإسلامية السودانية:بعد أن شيعها د (Re: الزهجـــان)
|
الأستاذ الكبير /الزهجان،بالرغم من زهجك إلا أنك والحق يقال ،كانت مداخلتك هادفة وفيها كثير من الحكمة،ونحن نتفق معك تماماً من حيث الفكرة ولكننا نقول لابد من دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون،حتى يتساوى الناس فى جميع مجالات الحياة. مع خالص شكرى ةتقديرى
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|