|
الحرب و اثارها السلبية على المرأة و الطفل فى دارفور
|
الحرب و اثارها السلبية على المرأة و الطفل فى دارفور بقلم: أميرة أسماعيل أبوه مدينة تورنتو- كندا [email protected]
تشير ملاحظات الواقع اليومى فى دارفور الى مأساة أنسانية قد أضحت تمثل، بحق، واحدة من أبرز الكوارث فى القرن الحادى و العشرين. و ترتبط هذه الظاهرة، من حيث وجودها، الأبادات الجماعية، و الأنتهاكات الأخرى المتجسدة فى حرق القرى، الأعتقالات و التعذيب، الأغتصاب الجماعى والتهجير و التشريد القسرى. و الحق أن المتتبع لمجريات الواقع فى دارفور، سرعان ما يدرك ما لهذه الأنتهاكات من اثار سلبية على أستقرار مجتمع المنطقة. و لعل أظهر الأمثلة على ذلك ما نراه اليوم من نزوح جماعى للنساء و الأطفال و تمركزهم حول المدن الكبيرة، أو اللجوء الى دولة تشاد المجاورة.
تعتبرالمرأة و الطفل من أهم دعائم المجتمع، ولا يتم كمال المجتمع دونهم. فمثلا، المرأة هى تلك الأنسانة الرؤفة، الرؤمة التى خلقت لتكون السلسلة الفقرية لأستمرارية الحياة البشرية، و ذلك بأتحادها مع الرجل فى أعمار الأرض، و المحافظة على النسل الذى لا يتم بالرجل وحده. و فوق كل هذا و ذاك، أن المرأة فى دارفور قد أنتهى بها السبل الى أبشع ما يتصوره الأنسان من الكيفية فى القتل و التعذيب الجثمانى، و أبشع صور الأغتصاب الفردي و الجماعي. لماذا كل هذه الأفعال اللاأنسانية تجاه المرأة و الطفل فى دارفور؟ و ما هى الأيادى التى تقف من وراء هذه الأفعال؟... أنها الحكومة المركزية، و التى تتمثل فى شخصية رئيسها عمر حسن أحمد البشير، و نائبه على عثمان محمد طه، وبقية أعضاء حكومتهم السياسيين و التنفيذين، و بالأضافة لمليشياتهم المتمثلة فى الدفاع الشعبى، الشرطة الشعبية و الجنجويد.
نعم، أنها حكومة الأنغاذ و مليشيلتها الجنجويدية هى التى أوصلت الطفل و المرأة فى دارفور الى الحالة التى نحن فيها الان. أن الأنغاذيون و جنجويدهم قتلوا الأبرياء، أيتموا الأطفال و أرملوا النساء، فلم تغنيهم هذه البشاعة، فأستمروا فى غيهم اللاأنسانى فى نهش أعراض النساء جماعات و فرادى. فمثلا، تأتينا الأخبار فى كل حين، و من كل قرية، وادى و جبل بأن هنالك أغتصاب العشرات بل المئات من النساء و الفتيات دون سن العاشرة من قبل جيش و جنجويد الأنغاذ المسلمة. لماذا كل هذا؟ و أين الأسلام الذى يدعيه هؤلاء؟ كيف يدعون الأسلام و هم يقتلون النفس التى حرمها الله، و ينتهكون الأعراض ويغتصبون النساء نهارا جهارا؟ أنه الحقد الدفين. حقد من الذين يحكمون البلاد بلا أدنى مبدأ الدستور و حقوق المواطنة. أناس يحملون فى طياتهم كل أنواع الحقد و الكراهية لشعب دارفور الابيه من غير وجه حق، فقط جزاء لما قدمتها دارفور لهم و للوطن أجمع. لقد قدمت لهم كل غالى و نفيس، كما أحتضنت بعضهم و أهدتم الأرض و المال و أحترام الأنسان فكانت النتيجة ما نحن نعيشه اليوم. فيا مسلموا الأنغاذ اذا كان هذا هو نهجكم واسلامكم، فأن المرأة فى دارفور بريئة منه.
الكل يحار إزاء موقف الأنغاذ الذي بات منهمكا في خراب دارفور ، الجميع يتساءل ماذا فعلت دارفور و اهله بقادة حكومة السودان مما يستدعى لكشفهم الصريح عن هذا الحقد الدفين ،و لصالح من يلعبوا هذا الدور الآبادى... الأغتصابى... التشريدى لبعض القبائل فى دارفور والترويج له وتعقيد الحل باتجاهه؟ و لماذا هذا الانحياز والوقوف إلى جانب مليشيات الجنجويد وأراجيفهم؟ ان سلطة الأنغاذ تريد أبادة أهل دارفور واعادة لغة الاستعمار والتسلط على ما تبقوا قيد الحياة. لذا باتت هنالك شكوك ومخاوف كبيرة... وفق هذه المعطيات في أن حكومة الخرطوم، تناصب دارفو كل هذا العداء وأنها تستهدف أمن واستقرار أهلها الامنيين وبمن فيهم المرأة و الطفل، و ذلك بدعم نهج الحرب والعنف والاقتتال. فما هي الأسباب وراء كل هذا؟...، لا أحد يدرى...، كلنا يريد أن يعرف مبررات هذا التوجه المباغت لأهل دارفور.
لقد بات حكومة السودان و جنجويدها فى خندق عداء و أستهداف للمرأة و الطفل فى دارفور على نحو محير. فكيف يريد الأنغاذيون و حكومتهم السلام فى السودان و هم يعلمون بل يشجعون ما تفعله جنجويدهم و قادتهم الذين يشوبهم الشح فى أحترام حقوق الأنسان؟ لابد من الوقفة الصلبة حيال هذا الأستهداف و دوافعها الغير أنسانى و حركاتها و سيلها الجنجويدى الجارف، و ضراوة ما تنطوى علية نوايا هذه الحكومة المنذرة بخطر و خطل كبيرين على المرأة و الطفل فى دارفور... أن توجه كهذا لابد من أن يقابل بحزم من المجتمع الدولى، ولا مجال للصبر و أحسان الظن، لأن النوايا أضحت مكشوفة و مسنودة بالأقوال و الأفعال التى تعبر عنها الحكومة و جنجويدها صراحة فى كل صباح و مساء و تتحرك لأجلها و أنفاذها. لذا، ينبغى الا يقف أهل دارفور و السودان و المجتمع الدولى مكتوفى الأيدى، و الحكومة تتجاوز الخطوط الحمراء بأميال نحو الممارسات الأنسانية، وكما أنها تصوب بأنتقائية و صلف الأبادات الجماعية و أغتصاب النساء و الأطفال و تشريدهم و زرع الرعب فى نفوسهم البريئة.
فيا أهل دارفور و السودان و العالم أجمع، لا ترضوا للطفل و المرأة فى دارفور الهوان و الضيم و الابتزاز و الأستهتار أن يلامس انسانيتهم و يهدد مصيرهم و يدوس على كرامتهم مهما بلغ الشأن. فصوبوا جهودكم على الحكومة المركزية و جنجويدها بحملة ضارية ترد كيدهم و تفضح حملته العدائية و تكشف نواياهم، كما يجب ان تهبوا جميعا لتعيدوا الأمور الى نصابها و التى بها يمكن أن تعاد كرامة الطفل و المرأة فى دارفور.
أميرة May 17, 2004
|
|
|
|
|
|