الجيش والحكم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2004, 07:49 AM

هلال زاهرالساداتى-القاهرة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش والحكم

    ينشأ الجيش ليحمى الوطن من أي اعتداء علية أو عدوان على سلامته وامنة من آي قوى خارجية.وليصد الغادرين

    من المغامرين الذين يرومون تقويص الحكم الشرعي القائم المحكوم بالدستور،أي الشرعية الدستورية التي ارتضاها الشعب وتعاهد عليها،ولذلك نجد إن الجيش له قانونه الخاص الذي يحدد له مهامه ويفصل تبعات الخروج على هذا القانون،كما يبين الدستور والقانون المدني تبعات خرقة كالعصيان والتمرد التي تصل عقوبتها إلى الإعدام..وكما يقسم الأطباء قسم ابقراط للالتزام بشرف المهنة كذلك يقسم ضباط الجيش المتخرجين من الكلية الحربية قسما يلتزمون فيه بالإخلاص بنظام البلد والدستور والعمل به وحمايته والبذل والفداء حتى بالمهج والأرواح في سبيل الوطن،ويلتزمون بذلك طالما كانوا في خدمة الجيش،ولذلك عندما يقسم الضابط بشرفة العسكري فانه

    يعنى الالتزام بكل هذه المضامين الشريفة الغالية التي جاءت في القسم الذي التزم وتقيد به..ولكننا في السودان ابتلينا بآفة الانقلابات العسكرية كما ابتليت بها دول العالم الثالث في أفريقيا وأمريكا الجنوبية واسيا وهى دول يجمع بينها جميعا التخلف،وتكاد الانقلابات العسكرية تتشابه في أعذارها وتبريراتها،فالبيان الأول عبر الراديو يذكر إن الجيش تحرك بعد أن استشرى الفساد وضعفت الحكومة وعمت الفوضى و أنهم جاءوا لينقذوا الوطن وسيرجعون إلى قواعدهم في الثكنات بعد أن تستتب الأمور..وقد يكون في هذا بعض أو كل الصحة،ولكن لا يجوز الخروج

    على الشرعية،والأخطر من ذلك انهم بعملهم ذاك يحنثون بالقسم الذي التزموا به ويقوضون دستور البلد ويخونون أمانة الحفاظ على مكتسباتة،لأنة أول شئ يفعلونه هو التضحية بالديمقراطية المتضمنة للحريات ويبدءون بإلغاء الدستور وحل الأحزاب السياسية والنقابات وكل منظمات المجتمع المدني وتقييد الحريات والصحف والاجتماعات والزج في السجون بالمعارضين وإرهابهم والبطش بهم وصب العذاب بالشرفاء وبكل من يعترض سبيلهم..

    ويكون الحكم والمال دولة بينهم..إن الدعاوى الكاذبة للاستيلاء على السلطة بالدين تارة وبالشعارات البراقة كإشاعة العدل ورفع الظلم تارة أخرى كانت ذرائع للاستحواذ على الحكم منذ أن صير معاوية بن آبي سفيان الخلافة الإسلامية ملكا عضوضا..والعسكر لا يصلحون للسياسة بعد أن خبرناهم –فهل يعقل أن تطلب من سمكري أن يجرى عملية جراحية؟! أو من طبيب أن يصنع كرسيا؟! والشيء المشترك في جميع هذه الانقلابات انهم يعلنون إنما قاموا بانقلابهم باسم الجيش والجيش براء من هذه الفرية وحقيقة هم مجموعة من الضباط ذوى الطموح أو المغامرين للاستحواذ عل الحكم بالقوة،والعسكريون حين يغتصبون السلطة ويذوقون حلاوة الجاه والسلطان والمال يستمرئون هذه الطيبات فيعبون منها عبا،وتصير فترتهم التي قالوا عنها في بيانهم الأول إنها ستكون مؤقتة بأجل قصير

    تصير فيه الأمور إلى نصابها، تطول هذه الفترة وتصبح بلا اجل محدد بل إلى ما شاء الله! بينما يعم الجوع والحاجة للشعب،وينتشر الجهل ويشيع المرض،ويعظم الفساد والمفسدين،ويكون المفسدون هم وأنصارهم ومحاسيبهم من الانتهازيين والمتسلقين والجهلاء..فالفساد الذي ادعوا انهم جاءوا ليجتثوه والذي كان كومة يصير بعد حين جبلا بعد حكمهم!ونحن في السودان الذين عايشنا هذه الانقلابات العسكرية المشئومة بدءا بانقلاب الفريق إبراهيم عبود ومرورا بانقلاب العقيد (المشير فيما بعد)جعفر النميري وانتهاء بانقلاب العميد(الفريق فيما بعد)عمر البشير،أقول

    عشنا وخبرنا تلك العهود السوداء والسنين النحسات في تاريخ السودان،فقد قعدت بنا دون الأمم وبخاصة في حكم الجبهة،وفقدنا فيها ما لا يقوم بمال أو ثروة وهو الكثير من قيمنا الجميلة وتقاليدنا السمحة،وشاعت الفواحش من فقدان الأمانة وشيوع الرشوة والنفاق والتضليل والكذب،دع عنك عن تفشي السفاح والشذوذ الجنسي!!عشناها وما زال يعيشها شعبنا الطيب المطحون بآلة القهر الأمنية..وتبقى السلطة هي الهدف والغاية ويبذل الانقلابيون في سبيلها كل شئ من مبادئ وبشر إن كانت لديهم مبادئ،فالانقلاب العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود كان تسليما و تسلما من رئيس الوزراء وسكرتير عام حزب الأمة الاميرالاى عبد الله بك خليل ولم تكن هناك أهداف

    أو مبادئ ولا يحزنون،وأما الانقلاب الثاني بقيادة العقيد جعفر النميري فقد تقلب فيه من اليسار إلى اليمين فبدأ اشتراكيا بتأييد بعض الشيوعيين وانتهى إسلاميا بتعضيد الإخوان المسلمين، ثم انقلب عليهم وزج بقيادتهم في السجون واسماهم إخوان الشيطان..ثم جاءت الطامة بانقلاب الجبهة القومية الإسلامية بقيادة العميد عمر البشير ومن تخطيط ورعاية ٍالدكتور حسن الترابي،وهذا انقلاب عقائدي وراءه جهة معلومة ولكنهم أنكروا كل صلة

    لهم بالجبهة لعدة سنوات وإمعانا في الخداع والتضليل زجوا بزعيمهم في السجن وأنكروا انهم إسلاميين وانهم قاموا بحركتهم بأسم الجيش،وفيما بعد اعترف الدكتور الترابي بخطيئته وقال انه ذهب للسجن بينما ذهب البشير للقصر،واختط الدكتور لجماعته فقها اسماه فقه الضرورة وبمقتضاه اعتمدوا الكذب منهجا لهم في أقوالهم وافعالهم فيظهرون غير ما يبطنون والغاية تبرر الوسيلة مهما كانت متعارضة مع الدين والأخلاق!وهذا الانقلاب الأخير يعد

    الأسوأ والأشرس في تاريخ الانقلابات فقد تمادوا في الظلم وفجروا في الخصومة ونال فيه شعب السودان من الأذى ما لم ينله في تاريخه الحديث،فقد طمسوا وشوهوا كل ما هو جميل وأصيل،وتفننوا في أكل أموال الناس بالباطل وتوسعوا في الجبايات التي فاقت ما كانت علية أيام العهد التركي الاستعماري! إن الجيش في الدول المتقدمة والديمقراطية الحقيقية وليست التي فيها البرلمانات مظهرية فقط ونوابها كأصنام الكعبة قديما أحجار

    لاتضر ولا تنفع،له رسالة محددة لا يحيد عنها وهي حفظ الوطن ولا شأن له بالحكم ولم نسمع بانقلاب عسكري في إنجلترا أو أمريكا أو دول أوروبا..والادهى في هذه الانقلابات إن المتضرر الأكبر منها هي المؤسسة العسكرية نفسها،فكل نظام عسكري يعمد إلى تصفية كل ضابط يتوجس منه خيفة باحالتة للمعاش وغالبا ما يتم ذلك

    بمجرد الشك أو الظن،وبهذه الطريقة الظالمة أحيل آلاف الضباط السودانيين وفيهم الأكفاء الكثيرون والذين صرفت عليهم الدولة ملايين الجنيهات من مال دافع الضرائب السوداني وابعثتهم إلى أرقى المعاهد العسكرية في أمريكا وروسيا وبريطانيا للمزيد من التأهيل والرقي بقدراتهم ليكونوا ذخرا للسودان ودرعا يصد عنه العاديات

    واعرف أصدقاء لي من اكفأ الضباط أحيلوا على المعاش بدون ذنب جنوه..لقد قال لي والدي وهو ضابط محترف شارك في الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا وإرتريا وأثيوبيا وحارب في فلسطين،قال لي ونحن في منتصف الستينات من القرن الماضي انه يدعوا الله أن لا ندخل في حرب مع عدو لانه ليس لدينا قادة وان خيرة القادة

    لدينا قد اخرجوا من الجيش!وجاءت الكارثة الكبرى في عهد الإنقاذ التي أخرجت من القوات المسلحة الرجال من جميع الرتب ضباطا وصف ضباط وحتى الجنود أحالوا الجيش من جيش قومي إلى جيش عقيدي لجهة واحدة هي الجبهة القومية الإسلامية،ونحو هذا النحو في الخدمة المدنية والقوات النظامية الأخرى..وأقولها

    بكل قوة لكل السياسيين أبعدوا الجيش عن السياسة وابتعدوا عن الجيش..وأنا رجل من جيل الاستقلال شاركت بإيجابية من خلال موقعي القيادي في حركة الطلبة في الكفاح ضد الاستعمار ونلت ما نالنى،فجراء تلك الانقلابات خسرت العسكرية ولم تكسب السياسة..لا لتسييس الجيش ولا لتسييس الخدمة المدنية

    أيضا،ولنرجع لسيرتنا الأولى عقب الاستقلال وقبله للنأى بهذه الأجهزة القومية الحساسة من السياسة،ولا يسقط هذا بالطبع حق العسكريين من إبداء رأيهم السياسي بالاقتراع والتصويت لاختيار المدنين الصالحين للحكم..


    هلال زاهر الساداتى

    29/12/2003

    [email protected]



























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de