|
الجوس بالكلمات تعديلات الخارجية ( محلك سر )/محمد كامل
|
خبر صغير نشر الاسبوع الماضي ومر علي الناس مرور الكرام بيد ان الناس لو استقبلوا من امرهم ما استدبروا لادركوا ان خبر التعديلات التي اجرتها وزارة الخارجية في بعض اطقمها لا جديد فيه سوي انه رسالة موغلة في العناد واشارة سالبة بان علاقات السودان الخارجية ستظل وفق هذه السياسة القاصرة تدور في حلقة مفرغة وينطبق عليها القول الشائع ( محلك سر ) ولا ادري لماذا تجشمت الخارجية عناء نشر التنقلات وسط موظفيها و التي نشرت علي انها تعديلات وحيث ان مكمن الخلل في سياساتنا الخارجية هو ضبابية الرؤية وارتضاء الخارجية للإذعان للسياسات والموجهات المفروضة عليها من خارج الاطار الدبلوماسي اضافة الي وجود تشوهات بنيوية في جدار الدبلوماسية وتعرضها للاصابة بالأدواء المستفحلة لعموم جسد الجهاز التنفيذي للدولة مثل التعيين للكوادر التنظيمية ومحاولة فرضها قسرياً علي الاطر الدبلوماسية وتهميش الخبرات السودانية السابقة في مجال العمل الدبلوماسي وعدم الاستفادة من تجاربهم الناجحة وعلاقاتهم الممتدة التي صنعوها خلال مسيرة عمل دؤوب وايجابي وغير ذلك من التصرفات المرصودة . كنا نريد من الخارجية اجراء تعديلات جذرية في سياساتها وسفاراتها واخضاع العملية الدبلوماسية للتقييم بعد مرور ربع قرن من الزمان دون ان يتحقق للسودان الاستقرار والتقدم في علاقاته الخارجية خصوصاً مع العالم الاول وما ترتب علي ذلك من اضرار جسيمة ما يزال يتأثر بها الوطن والمواطن السوداني في حله وترحاله واقتصاده والاحترام المفترض اصباغه علي وثيقة السفر السودانية وما الي ذلك من المنغصات التي اشتهرت في السنوات الماضية وبان للكافة تفاصيلها ، ان عملية نشر خبر تنقلات موظفين جدد من فصيلة الشباب المنظم لم تكن بالأهمية القصوى بالنسبة للتحديات الماثلة وانما كان الاولي بالخارجية ان تكشف للرأي العام اسباب تناقض الخطاب الوزاري الاخير والذي مشت به الركبان في كافة اصقاع الدنيا بل بلغت الامور من السوء مبلغاً وصل الي حد تهديد الاتحاد الاوربي في بيانه الصادر مؤخراً من بعثته الي امكانية طرد السفراء السودانيين من الدول الاعضاء اذا ما استمرت الحكومة في عدم احترام الاعراف والقوانين الدولية وبرأي ان أي ضرر او تهديد دولي يتعرض له السودان جاء نتاجاً لتقاعس الخارجية عن القيام بمسؤولياتها المفترضة وفشلها في التنسيق ما بين سياسات الحكومة ومطلوبات التعاون والعلاقات الدولية ولعل التنقلات التي اجرتها الخارجية في بعض اطقمها واعلنت عنها تؤكد عدم قدرتها علي مواكبة التحديات فالعالم يمور من تحت اقدام الخارجية ويهدد سفاراتنا وتقام مؤتمرات تنادي بحرية الاديان والالتزام بإيقاف جريمة الاغتصاب اثناء النزاعات في بلدان مثل السودان وتتم المطالبة باقامة منبر للحوار الوطني بالخارج بعد فشل العملية بالداخل ويتنامي الي الاسماع خبر السفير بأوغندا وما صنع وكل هذا الحراك المهم والخارجية تشغل الاعلام الداخلي الكسيح بتنقلات وسط موظفيها دون ان تفصح عن ماهية هؤلاء الموظفون وما هي الادوار التي قاموا بها والخدمات التي قدموها لبلدهم علي خلفية ما ذكرنا وهل يعقل ان يكافأ البعض مثلاً ممن فشل في احراز تقدم يذكر في ملف من الملفات طوال سنوات لتوكل اليه مهمة ادارة ملف اخطر واكثر تعقيداً ؟ هنالك ( خلل متكامل ) يجعل من السودان سلة عقوبات العالم بلا منازع فهل تعي الخارجية هذه الحقيقة ام انها لا تري في الامر شيئاً مهماً يشغلها عن اجراء تنقلات في الادارات الداخلية .
-- محمد كامل
|
|
|
|
|
|