|
الجنوب الجديد ...... بقلم هاشم محمد علي احمد
|
بسم الله الرحمن الرحيم ...... عادت بي الذاكرة في الليلة الأولي من ليالي إنفصال جنوب السودان عن السودان الموحد والذي أسماه الجنوبيون ( الإستقلال ) والإنعتاق من الإستعمار الشمالي والحرية وبأنهم كانوا من الدرجة الثانية وودعوا وسخ الخرطوم والجلابة ، كانت المفارقة كبيرة من الشمال والجنوب وكلنا شاهد حجم الحقد والكراهية الذي كان يكنه ذلك الجزء من السودان والكاميرا تنقل الحدث في شوارع جوبا بزخم كبير وكيف صب علينا الجنوب كل هذا الحقد الأسود الذي كان يعتمل في النفوس وكان ذلك ديدنهم عندما كنا سويا والأعلام صدعنا وصدع رؤوسنا ليل نهار وهو ينقل فنون الجنوب وهو الوحدة المفقودة أصلا ، من أصعب المفارقات وتلفزيون السودان ينقل مشاعر كثير من الشماليين في السودان الشمالي عن مشاعرهم في تلك الساعات عن هذا الحدث الكبير ، لقد سالت دموعا كثيرة لفقد ذلك الجزء والكثير كان يتحدث بحزن شديد عن الذي حصل في السودان إختلطت كثير من المشاعر بين المواطنين بحالات حزن كبيرة ، وفي الجانب الآخر كانت الصورة بشعة ومقلوبة وكل من ظهر في الكاميرا كان يصب جام غضبه علي المستعمر السابق وهو السودان الشمالي وكأنهم كانوا يتبارون في إظهار حقدهم وكراهيتهم علي أي شمالي وأظهر إعلامهم الكثير الكثير من قلة الذوق والتطاول والإساءة إلينا بشكل كنت أراه غاية في الإبتذال وقلة الأدب وعندما يتحدث الجنوبي عن الشمالي يتخلي عن كل شكل من أشكال الذوق والأدب والإحترام والسفاهة في الحديث ويتحرر من العيب في الحديث ليسهب في الشتم والإساءة وإبراز أي عيب فينا ، هذا السلوك جمع كل أطياف الشعب الجنوبي من متعلم وجاهل وعسكري مما خلق في ظهر السودان بؤرة خطرة تستهدف عقيدتنا وسلوكنا وحياتنا ولم يكتفوا بالإنفصال بل فتحوا علينا نار جهنم من حروب راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وهم يتلقون الدعم من كل العالم لإسقاط هويتنا وعقيدتنا ووجد السودان نفسه بسبب مسئولون في الدولة حينها إستفردوا بالقرار في إتفاقية نيفاشا والتي كان من الأوجب أن يحملوا مهم كل السودان وأن لا تتم موافقة الإنفصال إلآ بعد أن تحل كل المشاكل من حدود وديون وموارد وبشر ، لقد أظهر مسئولينا في هذه القضية بالذات الجهل بالسياسة وسقطوا في فخ الوعود الكاذبة والضغوط الهائلة في سبيل ذلك الإنفصال لنجد بعدها أننا حفرنا الجحور لتسكن فيها الثعابين وضاع علينا وقت طويل حتي إصطدمت كل كل تلك المجموعات وسكبت كل هذا السلاح فيما بينها وتطير تلك السكرة ويجد الجنوبي أنه حصد السراب وإنصدم كل العالم الذي ساهم في قيام هذا الكيان المسخ والذي سوف يتشتت إلي دويلات يصعب السيطرة عليها ويمتلأ الشمال مرة أخري بإخوة الأمس أنهم لاجئين عالة علي السودان في وقت كابدت الدولة في العودة الطوعية لهم مما أثقل كاهل الميزانية التي أصلا سيئة وتعمد العالم أن يترك الجنوبيون المتواجدين في الشمال ليكونوا أداة ضغط جديدة تستخدمها المنظمات الكنسية ومنظمات الكراهية ليكونوا عالة علينا ويكتفوا بالذين في الجنوب وإبتدعوا لنا حكاية ( الحريات الأربع ) والتي حقيقة كانت تلكم الحريات تضغط علي نفسي ضغطا كبيرا لأناس إختاروا الخروج من الباب بأكبر عملية إستفتاء فاقت ال 99 في المائة ليعودا لنا بالشباك بفرية الحريات الأربع . هكذا كان الجنوب السابق وأستغرب للحالمين الذين يتباكون علي هذا الإنفصال والذي تسري عليه المقولة الشعبية ( فارقونا فراق الطريفي لي جملو ) وكما قال أحد الوزراء الذي لا أذكر إسمه في الشهر السابق في ندوة في تلفزيون الجنوب وهو يشبه حكاية العودة للوحدة كما ( عودة العرب للأندلس ) . اليوم الزمن يعيد نفسه بكل التفاصيل السابقة عرمان والحلو وخليل إبراهيم ونفس الحقد الأسود ونفس الفكرة كل التفاصيل كأن الزمن توقف ولم يتغير وعادت الحروب في أطراف السودان وعادت نفس الفكرة من عرمان وهو يطالب بحكم ذاتي للنيل الأزرق وجنوب كردفان عرمان نفس الرجل لا يكل ولا يمل شخصية معقدة مليئة بكل الكراهية لهذا الوطن شخصية مدفوعة ومندفعة لا يملك خيار معين وأكيد هذه الشخصية تمارس عليها ضغوتات كبيرة من جهات كثيرة قد تكون أخلاقية أو مالية وهنالك جهات تمتلك دفوعات كثيرة ضد تلك المجموعات من ممارسي الحرب والقتل والنهب في دارفور وتلك المجموعات تخاف من شئ يمارس عليها وبه يتم الضغط عليها إذ لا يمكن في حقيقة الأمر أن تفتقد تلك المجموعات الرادع الديني والأخلاقي والأسري والقبلي هم مجموعات لا تمتلك رؤية لحال هذا الوطن الذي أكلوا من خيراته واليوم يتبولون فيه كل هذا الحقد وكل تلك الكراهية ، ومن يتابع كتابات أبناء دارفور في الخارج عن السودان وأهل السودان يشعر بالعار في حقيقة الأمر وهم يصبون كل تلك الأحقاد والكراهية علي كل ما هو شمالي بينما الخرطوم وأم درمان أصلا ومن الأساس هم من سكان دارفور وعموم الغرب السوداني عامة ، لو تخيلنا لا سمح الله أن تلك المجموعات المسلحة ومجموعات الكهول المتواطئة معها سيطرت بقوة السلاح علي السودان ، حقيقة من خلال هذا الخطاب المتدوال من أبناء دارفور في الخارج أو الداخل ومن المجموعات المأجورة التي تقتل البشر والحجر سوف يكون الواقع مذهلا من تلك الجماعات وسوف يكون القتل كما فعل الأفارقة في العرب في زنجبار وستغتصب نساء الشماليين كما فعل الدينكا والنوير في عمليات القتل والإغتصاب فيما بينهم والتي فاقت طوال سنوات الحرب الخمسون واليوم يتحسرون علي الإنفصال والجنة الموعودة التي وعدوا بها ، لكل أهل السودان شرقهم وغربهم شمالهم وجنوبهم الجديد ووسطهم تكاتفوا لتكونوا يدا واحدا ضد هذا الوباء الذي إستشري في أطراف السودان لأن تلك المجموعات لو سيطرت علي البلاد والعباد سوف تكون نساؤنا ورجالنا أرخص من حبة البصلة ، تلكم الجماعات تخطط في البارات ومحلات المريسة والعرقي وبيوت المواخير في الغرب ولا تعرف الصلاة وتكره ذكر الله كيف لشخص لا يخاف الله فينا نؤازره ( ومن لا يخاف الله خافو منو ) . هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|