|
Re: الجمهوريون : الانعزال والانتظار والاستبد� (Re: Omer Abdalla Omer)
|
التحية لك يا أخي حيدر خير الله
والتحية للأخ العزيز الدكتور عمر عبد الله عمر
وشكرا لك يا عمر على كلماتك الطيبة بحق الجمهوريين. هذه فقرات متفرقة كتبت في مداخلات متفرقة، أحب أن أضعها هنا بتحرير جديد، ولكن الفكرة واحدة.
كل القراءات تقول ان الفوضى قادمة والأمل هو ان تخرج قيادة مؤثرة ومقتدرة من شباب السودان تقود السفينة الى بر الأمان. لدي إيمان وقناعة راسخة بأن هذا سيحدث،
كثير من السودانيين وكثير الجمهوريين يقولون بأن البديل غير جاهز ولذلك هم غير متحمسين لإسقاط النظام.
واضح جدا أن الناس مقتنعين أن مجرد الانتفاضة لن تضمن التغيير نحو الأحسن، بل ربما تقود نحو الأسوأ ونحو الفوضى. في تقديري هذا هو الذي يحبس الشعب السوداني عن التوحد والانتفاض لاقتلاع نظام البشير ومن معه من الإسلاميين، فهم قد سيطروا على مفاصل الثروة والسلطة ولديهم مليشيات مستعدة لخوض معارك إلى جانبهم. ولكن النظام منهار اقتصاديا ولن يستطيع أن يستمر في الحكم بدون رفع الأسعار ورفع سعر الدولار. المهم ، اي تأخير للفوضى القادمة يعني فقط ازدياد حجمها.
فكر ومنهج الحكم البديل موجود لدى بعض السودانيين ومنهم الجمهوريون. وفي تقديري أن "خميرة" مناسبة من شباب السودان قد تعلمت الكثير في فترة حكم الإسلاميين، ولكنهم لن يجدوا الأرض مفروشة أمامهم بالورود والرياحين. العمل على إسقاط نظام الإنقاذ اليوم قبل الغد هو السبيل الأقل كلفة، وكل يوم جديد في ظل حكم الإسلاميين سيجعل الكلفة أكبر، والقول بحجة عدم جاهزية البديل لاستلام السلطة لم تعد صاحبة الوقت الآن. في السابق كان الجمهوريون يقولون أن البديل الجاهز لاستلام سلطة مايو في حال سقوطها هم الأخوان المسلمون والطائفية. والآن لم يعد الأمر كما كان سابقا، وأن البديل الذي يمكن أن يكون مستعدا لاستلام السلطة ليس هم الإسلاميون ولا الطائفية، لأن الشعب السوداني جرَّب حكم الأخوان المسلمين الذي قال عنه الأستاذ قولته المشهورة بحديث السوفات السبع وبدأها وقال أن من الخير للسودانيين أن يمروا بتجربة حكم الإسلاميين. أنا أتوقع فترة فوضى وعنف ولكن مظنة أن يخرج الناس من هذه الفوضى والعنف مرجحة عندي، وفي نهاية الأمر الشعب السوداني موعود بزوال الأخوان المسلمين والسلفيين..
هناك نقطة ألاحظ أن الأخوان الذين لا يرون مواجهة هذا النظام ومقاومته يتجاهلونها. هذه النقطة هي أنه عندما انزلق نظام نميري إلى السماح للهوس الديني بالخطابة من مسجد عمر محمد الطيب ومن التلفزيون والإذاعة نهض الجمهوريون لمقاومة ذلك الهوس والتصدي له فنشروا كتابهم "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" وكانت نتيجته المباشرة الدخول إلى المعتقلات. وعندما أعلن النظام قوانين سبتمبر 1983 وبدأ بتطبيقها قام الجمهوريون بمواجهتها ومواجهة النظام وهم داخل المعتقل. إذن لم يقولوا بأن مواجهة النظام ستؤدي إلى سقوطه ووقوعه في أيدي الأخوان المسلمين والطائفية، بعد تبنى النظام وقتها وجهة نظر السلفيين وجماعة الهوس الديني. بمنطق مشابه فإن الواجب المباشر الآن هو مقاومة الظلم الماثل في حكم الإسلاميين ومقاومة تزييف السلطة لمعاني الإسلامي واستغلالها لاسمه أبشع استغلال، وقد ظهر فسادهم وظلمهم للسودانيين كأفظع ما يكون. فما هو معنى القول بأن البديل الآن غير جاهز؟ مع ملاحظة ما سبق أن قلته وهو أن فكرة البديل ومنهج الحكم الصالح واضحة في أذهان عدد كبير من المثقفين والمستنيرين السودانيين، على رأسهم الجمهوريون، وهم يشكلون نواة مناسبة لقيادة عملية التغيير. طبعا الجمهوريون لا يشجعون أحدا على اجتراح المواجهة أو الخروج في المظاهرات ومواجهة الموت، ولكنهم في نفس الوقت يجب عليهم ألا يثبطوا السودانيين الذين يريدون اجتراح المقاومة والمواجهة السياسية لنظام الإسلاميين، بحجج مثل أن البديل غير جاهز، فواجبهم وواجب المستنيرين هو التعريف بالبديل أثناء المقاومة، تماما كما فعلوا في السابق عند مقاومة قوانين سبتمبر وواجهوا خطورة الهوس الديني. أعجبني لقاء تم مع الأخ ياسر عرمان قبل أيام ووضعته هنا في الصالون أريد الآن أن أقتبس السؤال الأخير وإجابة عرمان عليه باللون الأخضر أدناه:
((* هناك دعوات للعصيان المدني متناثرة في وسائل التواصل الاجتماعي ، و الاخبار الاتية من الخرطوم تتحدث عن مصادرة 3 صحف ، واعتقالات وسط قادة القوى السياسية ، رسائل في بريد المقاومة والصحافة والمعتقلين؟ [color=#00BF00]- اولا الحركة الجماهيرية عليها ان تحدد ما تريد ن ولا نريد ان نتسرع في طرح شعارات تربك الوضع الداخلي ، نحن نترك ذلك لحركة الشارع وقادة الشارع . لكن نرى بوضوح تكوين لجان مقاومة ، وجبهة مصادمه ضد زيادات الاسعار ، وتطوير المقاومة خطوة اثر خطوة حتى تصل الى اهدافها ، وتوحيد قوى المدينة وقوى الهامش والمجتمع المدني والسياسي ، واتفاق كافة القوى السياسية على برنامج للحد الادنى للتصدي للنظام ، والعمل المشترك لوقف الحرب ، وعلينا عقد مؤتمر في الداخل لكافة قوى التغيير ، والتنسيق مع قوى التغيير خارج الخرطوم، والحركة الشعبية على استعداد لاستضافة مؤتمر للقوى التي تعمل في الخارج داخل المناطق المحررة اذا رغبت في ذلك. اما الاعتداء على الصحافة لن يتوقف إلا بأحداث التغيير ، ونحن بصراحة نقدر بشكل كبير شجاعة كثير من الصحفيين ، وسنقف مع كل جهد لإطلاق سراح المعتقلين والناشطين ، و اذكاء جذوة نار المقاومة في نفس الوقت .)) انتهى
هناك نقطة أخرى ألاحظ أن الكثير من الجمهوريين لا يتفطنون لها. مقاومة نظام الإسلاميين في السودان جزء لا يتجزأ من مقاومة الإسلاميين والسلفيين في العالم عموما، سواء كانوا في السعودية أم في إيران أم في داعش، في تركيا أم في مصر أم في تونس، في أوروبا أم في أمريكا، فالمعركة كوكبية.. ويقوم المستنيريون في العالم كله بهذه المقاومة.. الفكرة الجمهورية، سواء نشط الجمهوريون أم لم ينشطوا، هي هدف من أهداف السلفيين، لأنهم يدركون أنها تقوض أحلامهم بما يسمونه بـ "الإسلام هو الحل" و "عودة الخلافة". والإسلاميون في عصر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب أصبح لهم إعلامهم المرئي الذي يتوجه إلى قواعدهم. انظروا فقط على شرائح الشيخ وجدي غنيم في يوتيوب أو إلى مقاطع السلفيين السعوديين والمصريين، وحتى شرائح السلفيين في السودان من نوع محمد مصطفى عبد القادر ومزمل فقيري وأبو بكر آداب ولكم أن تحصوا نسبة مشاهدة هذه المواد في اليوتيوب. ولماذا نذهب بعيدا، انظروا إلى دور قناة الجزيرة في الترويج للإسلاميين والدفاع عنهم. مقاومة الهوس الديني واجبة. ودور الجمهوريين التنويري مهم جدا في هذا الخصوص.
ياسر
| |
|
|
|
|