|
الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بيان هام بخصوص خطاب البشير الذي وصفه بالمفاجأة
|
بسم الله الرحمن الرحيم التحية للشعب السوداني وللمناضلين السودانيين الشرفاء في كل الميادين,الثائرين على نظام البشير العنصري
استمع السودانيين عشية اليوم 27 يناير 2014 بقاعة الصداقة- الخرطوم, للخطاب الإنشائي الأجوف الذي أطلقة زعيم حكومة الخرطوم العنصرية عمر حسن أحمد البشير, بعد أن ملأ الأصقاع بأنه سيفجر قنبلة خبرية تفضي إلى حل جذري وانه أخبر بها الأمريكان قبل السودان, وكان من قبل قد استبق ذلك الخطاب السفسطي الفلسفي البارد, بإجراءات قشرية, يشير بها إلى انتهاء عهد الإنقاذ وبداية عهد جديد, وتحدث عن السلام بينما كان ولا يزال هو الأقدر دائما على انتهاك حرمة السلام, ودعا لنبذ العنف وهو نظام تقوم أركانه على العنف أساسا للبقاء, وتحدث عن ضرورة ترفع الجميع عن جعل الخلافات تحول دون تحقيق تطلعات الشعب, وكان هو النظام الذي جعل خلافاته تبيد الملايين من مكونات شعبه التي لم تكن تطالب إلا بحقوقها, وجعل خلافاته الفكرية تدفع الأخ لإعلان الجهاد على أخيه, وجعلها تهوى بوحدتنا الوطنية وشطرتنا إلى قسمين شمال وجنوب, يمين ويسار, عرب وأفارقة, وتحدث عن ضرورة تصحيح رؤيتنا للهوية, وكان هو الرئيس السوداني الوحيد والنظام الذي ظل متمسكا بأحادية الجنس وأحادية الدين وأحادية اللسان - ولا يزال, وهو الذي فتك بكل الشعوب السودانية التي لا تنسجم اثنيا أو عقديا مع الهوية التي يعمل جاهدا على فرضها بالقوة وبالقانون ويسارع إلى كتابتها بدستور البلاد قبل أن يكتب فيه كيفية الحكم أو أي من حقوق الشعب, وختم خطابه المصنوع من غرائب اللغة بالدعوة لحوار سوداني مفتوح, بينما لا يزال نظامه يعتمد لغة الإقصاء و لغة السلاح والقنابل والبارود, عليه تؤكد الجبهة الشعبية المتحدة الآتي: أولا إن الخطاب لم يعدو كونه مجرد محاولة أخرى من النظام المنهار, لكسب مزيد من الوقت, يندس فيها تحت مظلة حوار خادع ومشروط, يحاول النظام عبره التحايل على الشعب السوداني والمعارضة - بل ويتجاوز التحايل إلى ما هو أخطر من ذلك, وهو تقسيم السودان إلى فسطاطين عملاقين قوامهما العرق و الأيديولوجيا والمستوى الإداري, حيث إن أغلب مكونات الشعب السوداني ليست ممثلة فعلا في ما عرف تاريخيا ب(القوى القومية) التي حضرت الخطاب, و الذي كتب عن قصد بلغة معقدة بقصد إيجاد مخارج سياسية لاحقا, وبالطبع فان ذلك التقسيم يفضي إلى مزيد من الانقسام الاجتماعي والسياسي في البلاد, وعبره يتمكن البشير من تجديد نظامه العنصري - نظام الإبادة الجماعية و الإقصاء السياسي, مما يلقي بالبلاد إلى هاوية التفتت والتلاشي, إضافة إلى إن الخطاب لم يأتي أصلا بجديد إنما أعاد ذات المواقف التي يتخذها النظام حيال القضايا الحقيقية وقضايا الحريات وموقف النظام من القوى المسلحة, التي دفعها هو إلى حمل السلاح إذا ما أرادت حقوقها, كما لم يتحدث عن الأبرياء الذين تدكهم طائراته بالقنابل في أطراف البلاد, ولا عن الذين تفتك بهم الأدواء والجوع من الشعوب المقهورة هنا وهناك, الذين يكاد الإقصاء والاستهداف يبيدهم عن آخرهم, جراء سياسات النظام العنصرية, وكل أولئك الأبرياء والمعزولين السودانيين لم تكن تعبر عنهم ولا واحدة من تلك العمائم التي أصاخت السمع لذلك الخطاب العبثي المبهم, إن لم تكن في غالبها مجرد أوجه متعددة لعملة واحدة, علاوة على إن الدعوة للحوار كان يمكن أن يكلف البشير بها حزبه أو مساعدة و نائبه للحزب بدلا من كل هذا الهراء الطفولي عن مفاجئات يلد بعدها الجبل فأرا أجربا, يحرج البشير ونظامه الذي يعجز أن يدرك إن قضية بتعقيد القضية السودانية تحل بذهاب الديكتاتور و إنهاء الاحتكار والعنصرية و قتل العزل, و تنتهي بتسليم السلطة للشعب لا بالمماطلة ولا بالمفاجئات الكاريكاتورية.
ثانيا تؤكد الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة كأحد القوى المكونة للجبهة الثورية السودانية, رفضها لأي حوار سوداني يقام في ظل نظام البشير والمؤتمر الوطني, وتؤكد تمسك إنسان شرق السودان بكل مكوناته الاجتماعية والسياسية و التي ائتلفت جميعها بالجبهة, بالهدف الأسمى للشعب السوداني بكل تكويناته الاجتماعية المتباينة المقهورة, وهو التغيير الجذري الشامل بعد إسقاط هذا النظام العنصري المتهالك بكل أوجهه الأيديولوجية المتعددة, و لا نقصد بالنظام بالطبع حكومة البشير لوحدها, لأنها مجرد حكومة واحدة فقط من حكومات النظام الممتد و المتجذر منذ ما عرف بالاستقلال.
سيد علي أبو آمنة محمد رئيس المكتب القيادي للجبهة
|
|
|
|
|
|