|
الجالية السودانية , أسئلة لها وأسئلة عليها
|
23/04/2004 بعض الاحداث تدفع للكتابة , ليس فقط لجهه مأساويتها بل بما تعرية من الواقع السئ وما تكشفه من مشاكل كبيرة الحجم لكنها متوراية عن الانظار تحت مجري الحياة الطبيعية , فقد كان فيضان القاش والدمار الذي سببه من قبل وكذلك مأساة النازحين في دارفور الان مناسبه غير سعيدة للتعرف على مدى ترهل الجالية وتفرقها , فما الذي قامت به الجاليه لضحايا الفيضانات والحرب , كم جمعت لهم من اعانه ؟ . لا يسأل القاش عما سبب من ماسي ودمار فهذا حال العوامل الطبيعية لكن السؤال يصبح واجبا بل ولقد يتحول الى اتهام حينما يتعلق الامر بردة الفعل الانساني ( الذي يقوم به الانسان الواعي ) على مثل هذه الكوارث .
اتخذ هذه المقدمة وسيلة لمناقشة ليس مشاكل الجالية بل مناقشة مشاكل المؤسسات التي يفترض بها ان تحل مشاكل الجالية , أقصد بالمؤسسات هنا الجزء الرسمي من قنصليات وسفارة أو الاهلية وهي الاندية السودانية . أعتقد ان اس مشكلة المغترب والجالية المغتربة في شيئين هما اولا ما اسمية مشكلة الاحساس الطارئ والدائم في وجودنا في دول المهجر وثانيا هو العمل التطوعي في ادارة شئون الجالية .
الطارئ والدائم : تبدأ المسئلة فينا كمغترين باحساسنا بأن فترة وجودنا في دولة الاغتراب مؤقت وطارئ حتي لو بقينا عشرات السنين يقبل هذا علي الصعيد الشخصي كخيار ولكن عندما يمتد هذا الاحساس الي المؤسسات الرسمية والأهلية سواء في دولة الاغتراب أو في الوطن وهي القائمة علي أمر شوؤن المغترين فتتحول المسئلة من خيار شخصي الي مشكلة كبيرة تقف عائق أمام الجالية وخدمتها , لمست ذلك في لقاء تم في القنصلية حيث انصبت المشاركات من المغتربين او القائمين علي جهاز المغتربين في اتجاه خدمة المغترب بعد عودته الي السودان وما قد يوفرة له جهاز المغترين من مسكن وتعليم ... الخ وكل هذا مهم ومطلوب لكن ماذا عن خدمة المغترب وهو في دولة الاغتراب ؟؟ سؤال بدا أنه غير مطروح بالمرة في أجندة هذه المؤسسات , وأعتقد أن هذا السؤال وجيه الطرح لانه سيكون هناك دائما سودانيون يرحلون عن وطنهم لفترات تطول وتقصر لسبب أو لاخر من عمل أو دراسة أو سياحة ....الخ باعتبار أن الهجرة ظاهرة بشرية طبيعية وعلية يجب احسان التعامل معها للوصول لأحسن نتائجها للمغترب والمهاجر والوطن وحتي لدولة الاغتراب . هذه المشكلة التي أسميها مشكلة الطارئ والدائم في الاغتراب تذكرني بالقول المأثور أعمل لدنياك كانك تعيش ابدا , لأوجهه للقائمين علي أمر الجالية , أعملوا لجالية سودانية كأنها تعيش ابدا في دول الاغتراب . فنحن بسبب هذا الاحساس بقرب العودة عندما تملك مؤسسات الجالية حجم ما كان يفترض ان يكون دور ايجابي في خدمة انفسنا كمجموعة مستقرة , فمن المشاكل التي تواجه المغترب على سبيل المثال فقدان العمل او عدم الحصول علية من الاساس فبسب الاحساس بأن وجودنا طارئ يكون غاية الجهد توفير تذكرة للعودة اما اذا كنا نعتقد بأن وجودنا دائم كجالية لكنا أنشئنا شركة توظيف تساعد السودانين في الحصول علي وظيفة او ذراع للقنصليات او السفارة يكون لها صوت يحترم عندما تخاطب شركات التوظيف او الشركات الكبري عندما تتحث بصوت خبرات ضخمة العدد واسعة التنوع , ولكنا أقمنا مدارس سودانية تربط ابناء المغتربين بالوطن وتخفف عن الاباء أحمال المدارس الخاصة .
العمل التطوعي في خدمة الجالية : النقطة الاخري والتي اعتقد انها من المعوقات الكبيرة للنهوض بالجالية هي فكرة العمل التطوعي لخدمة الجالية , حيث تزايدت اعداد المغتربين وبالمثل زادت مشاكل الجالية كما وكيفا مع تنوع في شرائح مجتمع الجالية , ولم يعد من المنطقي ان تسيطر نفس الاليات القديمة التي قدمت الكثير في الماضي علي عمل الجالية وأقصد هنا أليات عمل المؤسسات الاهلية وهي النوادي التي تنتخب مجالسها , فعلي الرغم من حرص هذه المجالس واخلاصها غير المشكوك فية بانتخابها فهي تبدو الان غير فاعلة بالمرة , اسائل نفسي كلما دخلت النادي السوداني الكائن بدبي واعتقد يشاركني الكثيرون هذا السؤال ما الذي يجيئ بي الية , طاولات متناثرة للعب الورق ولا شئ غير ذلك الا أنشطة موسمية ضعيفه من حيث المستوي و الحضور , اين المسرح والمكتبة و الفرقة الموسيقية , اذا واجه شخص مشكلة هل ياتي للنادي ليجد الاذن التي تسمع والعون الذي يقدم ؟ بالتأكيد لا . يكون الرد علي مثل هذا الكلام بأن هناك عزوف عن حضور أنشطة النادي و ضعف تمويل وبالتالي تراجع وموات هذه الانشطة , وندخل في جدل البيضة والدجاجة أيهما أسبق هل الانشطة تسبق وتحفز أفراد الجالية علي الحضور والمشاركة ام حضور أفراد الجالية يؤدي الي قيام الاشطة المختلفة . العلاقة بين الانشطة المختلفة وجذب أفراد الجالية علاقة تبادلية , لكن حجر الزاوية التي يمكن ويجب علي مجالس الاندية المنتخبة القيام به بحكم انهم تصدوا لهذه المسؤلية هو القيام بالخطوة الاولي . فالانشطة تسبق جذب أفراد الجالية للمشاركة , هنا اتي لاقتراح لكي لا يكون الكلام دائر حول توصيف المشكلة دو ن أقتراح حلول , أقترح استحداث وظيفة او جهاز تنفيذي من الموظفين في النادي تكون مهام هذا الجهاز تنفيذ أفكار ومقترحات ومشارع خدمية لافراد الجالية , وظيفة وليس عمل تطوعي و فالعمل التطوعي يكون بالزائد من الوقت والجهد ويتراجع في سلم الاولويات الشخصية بينما العمل براتب ثابت يدفع الي التفرغ للعمل وبالتاي محاسبة الشخص علي نتائج عملة , بالاضافة الي ذلك فان العمل التطوعي من أسمة وكما نفهمه نحن كسودانين عمل بلا أجر ( وهو ما يجب أن نعيد التفكير فية ) فأي استفادة مالية قد يحصل عليها الفرد نتيجة عمل تطوعي أو اقتراح مفيد للجالية هذه الاستفاده هي تهمه يجب ردها أو في أحسن الاحوال شبهه يجب اتقاؤها , فبذلك تؤد الكثير من الافكار والاقتراحات والانشطة خوف القيل والقال . وعلي الانشطة المقامة ان تعبر عن هموم الجالية , فمن مشاكل الجالية التي تهم اعداد كبيرة فيما اعتقد هو فقدان الوظائف والاعداد الكبيرة من العاطلين عن العمل , فأي نشط يتجه لهذ الشريحة سيلقى قبول وتجاوب وكذلك طلاب المدارس وما يمكن ان يقدم لهم من كورسات وغير ذلك .
الاجهزة الرسمية من سفارة الي قنصليات:
كل من تابع وجود وفد الضرائب السودانية هنا في دبي , حيث كنت شاهد عيان , أسف علي القنصلية وكيف أنها لم تتمكن من تنظيم دخول المغتربين بسلاسه علي اللجنة ليس هذا فقط بل أقول أنها عقدت هذا الامر البسيط , فتعالت الاصوات وكادت الامور تتطور لاكثر من ذلك , فبعض االشخاص انتظروا منذ الخامسة عصرا كما أعلن موعد لحضور اللجنة لكنها لم تحضر الا بعد السابعة ليبقوا امام الابواب الموصدة الا ما بعد الثانية عشر ليلا ولم يقابلوا اللجنة وليفاجؤا في اليوم التالي ان أسماءهم سقطت من قوائم الداخلين علي اللجنة , وهذه شكوي مفتوحة للقائمين علي القنصلية لعلها تجد اذان صاغية عندهم و اسأل القنصلية هل لديها تقيم لأداء أفرادها سواء بشكل دوري او عندما تظهر مشاكل او شكاوي ؟ واخيرا استطاع الرعيل الاول من المغتربين تأسيس بني تحتية من أبنية وخلافة وكذلك شبكة علاقات قوية والاهم من ذلك سمعة محترمة بين الجاليات الوافدة للدولة , فيجب علي الخلف ان يبنوا علي ما تركة الرعيل الاول , خدمة لانفسهم كأفراد و كجالية وافدة وكبلد مضيف وكوطن . كلمة ما بعد الاخيرة وهي لجهاز المغترين والضرائب بان النظرالي المغترب كبقرة حلوب هي نظرة قاصرة فقد جف الضرع ومهما كانت احوال المغترب جيدة فهو في الاغلب موظف او مهني , كم يمكن ان تكون حصيلة ضرائبة ومدخراته ,لا يفهم من ذلك انني ادعوا لالغاء الضرائب فهي رابط قوي مع الوطن وكل الدول المتقدمة دفع الضرائب فيها ليس فقط التزام ماليا بل التزام اخلاقي , لكن يجب ان تكون هناك عوائد خدمية واضحة , واكثر من ذلك وبالاستفادة من مهنية وخبرات الجالية لماذا لا تقيم هذه الجالية او الأفراد شركات استشارية ( حيث من الواضح اننا جالية يقل من بين أفرادها أصحاب المشارع التجارية) ويساعد جهاز المغتربين علي قيام مثل هذه الشركات الاستشارية فتجذب هذه الشركات راس المال العربي للاستثمار في السودان بما يفوق بمراحل ما يمكن تحصيلة من المغتربين كضرائب . م. ناجي محمد نوراني الامارات - دبي [email protected] [email protected]
|
|
|
|
|
|