18 يناير: في الذكرى الأربعين لإعدام الأستاذ محمود محمد طه كتبه محمد محمود
|
Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)
|
كلمة السر هنا هي ( الهوية )،،، و إذا عرف السبب بطل العجب،،، فأن جل الأنظمة التي حكمت السودان منذ الإستقلال إلى اليوم هي انظمة قادمة من وسط إجتماعي يتبنى العروبة و الإسلام في المقام الأول و هو ما أورث تلك المجتمعات مجموعة من المتلازمات المعتلة في تركيبتها البنيوية الإجتماعية،،، أولها أن تبني العروبة جعل تلك المجتمعات تعيش اوهاما غلاظ و تنوء بحمل أثقل من وطأة الجبال عنوانه النقاء العرقي و إدعاء الطهر و المثالية و أصبح لزاما عليها التصرف على الدوام وفق ذلك، تماما مثل شخص مزيف ينتحل شخصية ظابط شرطة أو طبيب أو ثري، فلا خيار أمامه إلا الإستمرار في التمثيلية البائسة و أي شيء بخلاف ذلك يعني إنكشاف زيفه و بالتالي الفضيحة و الحرج!،،، فصار من الراسخ في عقلية ذلك المجتمع الظن بالأفضلية العرقية و إدعاء الصلاح الديني و الأخلاقي و غالبا ما يكون الأمر مجرد مظاهر ليس إلا و نفاق و تمثيلية ثقيلة متكلفة،،، و ذلك لأنهم و لسبب ما يعتقدون بأن العربي يجب أن يكون شريفا و غنيا و عفيفا و ود او بنت ( عز )!!، و أن يكون مثاليا و مطيعا للمجتمع الديني و الأبوي المتزمت و الإنطباعي التنميطي، رغم أن العرب الحقيقيين كانوا أهل هلث و نصب و خمر و ميسرة و طغيان و فجور!!، لذلك فهم يرصدون كل صغيرة و كبيرة من سلوك يصدر من أفراد مجتمعهم حريصين على إبقائه ضمن ذلك الإيطار القياسي المتوهم لود العرب و بنت العرب، و همهم الأكبر يتمثل في ضرورة الظهور على الهيئة الملائكية الإستعلائية المثالية أمام المجتمعات الأخري المساكنة لهم و التي يعتبرونها مجرد مجتمعات أفارقة و خدم يجب الظهور أمامهم بمظهر الطهر و النقاء و التفوق دوما و الأفضلية!،،، هذا الإحساس الجمعي الخادع بالضرورة قاد تلك المجتمعات المتبنية للعروبة إلى شيء أشبه بالتماسك و هو تماسك ظاهري زائف ناتج عن إنكار الذات و خلق عدو و منافس متوهم ليس إلا،،، كما خلق ذلك فيهم إحساس بالتطور و التقدم الإجتماعي و الإقتصادي و لكنه تطور لا يتعدى عن كونه مجرد تطور مادي طفيف لم يشمل سوى شرائح معينة في المجتمع بينما يحمل في طياته بؤس حقيقي متخفي و آخذ في الإطلال بوجهه القبيح أكثر فأكثر، لذلك فإن مجتمع كهذا يستحيل له أن يخرج من قوقعته أو يصيب قدرا من التطور مثل سائر الأمم لأنه مجتمع محجم و محكوم بأطر معينة لا يتخطاها و هذه بيئة مثالية لكبت الحريات و وأد الفن و الإبداع و محاربة الإبتكار و التفكير الحر و الإنساني المفضي إلى الرقي و التقدم،،، ففتاة الفيديو و الشباب الذين كانوا معها هم شباب رائعون و هم كذلك متصالحون مع أنفسهم، لذلك فأن أشخاص كالمدعو الطيب مصطفى و سحاق فضل الله و آخرون كثر في ذلك المجتمع التنميطي المتزمت الذي يتحكم به جيل الثلاثينيات و الأربعينيات يرغون و يزبدون و يملأون الدنيا صراخا للإقتصاص من اولئك الشبان الذين يمثلون تشويها و خرقا يعكر صفو اوهامهم حول مجتمع المثالية و الطهر و النقاء العرقي و الأخلاقي لمجرد رقصهم و تعبيرهم عن مشاعرهم!!،،، إن مثل هذه العقول العاجزة و الحائرة ترتكب دوما خطأها المعهود و هو محاولة فرض رؤى حقبة الثلاثينيات و الأربعينيات على شباب من جيل الثمانينيات و التسعينيات و الألفية الثالثة تحت غطاء من الأوهام و الأكاذيب ثقيلة الوطأة و المتكلفة!،،، أن هؤلا المتزمتين الذين إنتهى عمرهم الإفتراضي و لازالوا يصرون على تصدر المشهد الإجتماعي و إحكام القبضة على مسرح الأحداث و هم قاب قوسين أو أدنى من مواجهة الموت، يعجزون عن إستيعاب أن أجيال الثمانينيات و التسعينيات و ما دون ذلك هم أجيال جديدة تماما و مختلفة و تريد أن تحيا في مناخ سوي و طبيعي و خال من الأثقال و الأوزار و الإدعاء و التكلف، فمتى يخلي هؤلا الجراثيم المريضة لهم الساحة؟!!،،،
إن إنسان الهامش بطبعه و لأسباب و عوامل عدة يميل إلى التلقائية و عدم التكلف و التنميط، و هو بطبعه متصالح مع نفسه و يعي و يفهم الديمقراطية بالفطرة و يحب الحرية و لهما في نفسه مكانة علية، بالرغم من أن مجتمعات و أنظمة الحكم ذات العقل الرعوي و المتكلفة لم تترك لأنسان الهامش مجالا إلا و حاربته فيه و أصرت على إفقاره و محاولة محو ثقافاته و قيمه الإنسانية الفطرية و زرع مكانها عقدا ليلحق بعقدها الرعوية الذاتية التي لا حصر لها ليعتلي في الأخير مثلها خاذوقا مضببا لا فكاك منه!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم (Re: شطة خضراء)
|
شكرآ يا شطة خضراء. جزك الله الخير، لأن قولت الحقيقة كما هي. إنت كشفت المشكلة الأساسى. ياهو ياهو ياهو المشكلة ذاتو. زي ما يقولوا السودانيين. تستحق الصفقة و التمجيد . خليك كدى دائمآ عشان نثبتوك على الطريق الصحيح. بعيد من العنصرية و الشتم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الثقافة و التغيير السياسي في السودان بقلم (Re: شطة خضراء)
|
التغيير المرتقب مهما يجتهد المجتهدون لن يكون مطابقاً لأحلام الحالمين ، أمثال ( شطة خضراء ) إنما سوف يكون بنفس معدلات الثقل والأحجام والتعداد المتعارف عليه ، وعزة الله لن يركع العمالقة لشروط الأقزام ، ولن يتراجع أحد عن موقفه لمجرد خزعبلات الصغار ،، كيف سوف يحدث ذلك ؟؟ ،، هل سوف يحدث ذلك خوفاً وخضوعا من الأغلبية لشروط الأقلية لمجرد تهديدات اللسان ؟؟؟ ، أم سوف يحدث ذلك نتيجة هزيمةً الأقوياء أمام الضعفاء في ساحات الحروب والقتال ؟؟ ,, أم سوف يحدث ذلك استجابةً لثرثرة الثرثارين كالببغاء ؟؟ ،، تلك الثرثرة التي دامت لعشرات السنين في الفارغة من أمثال ( شطة خضراء ) ؟؟؟ ،، ما هي العوامل المؤثرة التي سوف تجعل الثقل النوعي الغالب في تركيبة المجتمع السوداني أن يتراجع أمام رغبات وأحلام الصغار الذين يتوهمون الثقل في المجتمع السوداني ؟؟؟ .،، ولو كانت الأمور بالأمنيات لنالوا المراد منذ سنوات وسنوات ،، ولكن هيهات هيهات فالحيثيات والأمور لا تتم استجابةً لأحلام الحالمين .. فكل فئة من فئات المجتمع السوداني تملك الحق في أحلامها الذاتية .. وتعرف ثقلها ووزنها ،÷، ولا تجتهد ليلا ونهاراً لإزالة الآخرين لمجرد أحلام تتحدث بها النفوس ،، كيف ومتى سيحققون تلك الأحلام ؟؟.
ولكن نرجع ونقول : ( حرام والله ،، حتى مجرد الأحلام والثرثرة باللسان تسلبوها من هؤلاء المساكين !! ) .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|