التلغراف بقلم أحمد شوقي بدرى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 07:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2015, 12:38 PM

شوقي بدرى
<aشوقي بدرى
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 1024

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التلغراف بقلم أحمد شوقي بدرى




    كان عبد الباقي يمني نفسه بزيارة قريبه الذي اصيب في حادث سير في الامارات ، وان يعود سريعا من المستشفي، للانضمام الي جلسة يوم الجمعة التي يقضونها في لعب والورق والدردشة . وكان بينهم من يشرب ويردد الاغاني السودانية مع المسجل . ويحن الي الوطن . واضطر عبد الباقي للتأخر قليلا لان اسرة سودانية تواجدت في المستشفي تربطهم به صداقة . كانوا في زيارة ابن بلدتهم لان احد الجمال قد قام بعضه . فهو راعي ابل .

    وبعد الاطمئنان علي الراعي ، وتهنئته بالسلامة ، اضطر لتناول قطعتين من الحلوي التي تلتصق بالاسنان . وكانت تقدم للجميع كنوع من الاحتفال بنجاة الراعي ، الذي كان يقول انه تدخل لحماية جمل آخر كان يتعرض للعض . وقام الجمل بالانتقام من الراعي ، لتدخله فيما لا يعنيه , فهو ليس من ذوات الاربع .

    بينما عبد الباقي علي وشك الخروج سمع صوتا يناديه . واكتشف ان صديقه مختار وغريمه في لعب الورق كان في زيارة خاله الذي كان طريح الفراش. بسبب اصابته بالالتهاب الرئوي . واضطرللتواجد معهما لبعض الوقت كما تقتضي الظروف . وفجأة ياتي رجل طويل القامة ممتلئ الجسم تحيطه هالة من الاهميه . وتعلوا راسه عمامة سودانية ضخمة تحلي نهايتها انواع متطورة من التطريز . وكانها تاج لمهراجا هندي . وعلي الكتفين ملفحة تماثل العمامة . ويصاحبه عطر قوي ، في اصبعه خاتم ضخم . وكانت تحيته جافة ومقتضبة . ولكن السوداني الآخر كان اقل غطرسة واكثر ودا . ويتبعهما اثنين من رجال الخليج في هندام جميل وشعور بالاهمية . واستدعي الخال ابن اخته مختار وطلب منه همسا ان ينتظره في الخارج . وخرج الخليجيان ، ووقفا بعيدا .

    ومن داخل الغرفة التي كانت في جناح خاص كان صوت الخال يصل الي خارج الغرفة. وفي بعض الاحيان يغالب السعال ويضحك ساخرا . ويقول للزائرين ، ان في امكانهما ان يفعلا ما يريدان . وانه يتمني ان تكون تلك آخر زيارة لهما . وبعدها خرج الشيخ غاضبا وخلفة بقية الركب . وحياه مختارومودعا . واصفا له ، بشيخنا .



    رفيقه الشيخ حسب الرسول كان اكثر لطفا . تبسط مع مختار وسأله عن حاله وحال اسرته . ولكن كان يظهر عليه بعض الضيق والحيرة . واسرع الخطي لكي يلحق بالبقية الذين كانوا يمتطون سيارة مرسيدس من آخر الموديلات الضخمة .

    نسي عبد الباقي الحادث . ولكن عندما ذهب لزيارة صديقه مختار وجد خاله قد تماثل للشفاء ويسكن معة . الا انه يصر علي تخفيض يرودة المكيف الي درجة تضايق الآخرين ،خاصة من تعودعلي العيش في دول الخليج . وكان المكيف هو السبب في اصابة الخال بالالتهاب الرئوي .

    وتردد عبد الباقي علي صديقه مختار . وتوطدت العلاقة بينه وبين الخال سيد . وجد فيه رجلا سريع البديهة ، يميل الي الدعابة . وله المام بالادب ويقرأ حتي المجلات الانجليزية .

    في احد الايام ذهب عبد الباقي لصديقه مختار ولم يجده . واراد ان يعتذر الا ان الخال سيد ناشده للبقاء فقد كان يشكو من الوحدة . ولم يلبث ان طلب منه الحصول علي بعض الكونياك . لان الاخصائي البريطاني الذ كان اسمه علي اللوحة التي تعلو سرير المريض ، قد اوصاه بتناول الكونياك لكي يستعيد بعض قوته . ولكن كان يبدو ان وصية الطبيب ليست السبب الوحيد .

    وبعد عدة كئوس والدردشة . قام عبد الباقي بسؤال الخال سيد عن حادثة المستشفي وسبب تهديدات الشيخ الحيلاني الذي صار معروفا في السودان والخليج . فضحك الخال سيد بصوت عال . وقال ان السبب هو التلغراف . ولم يفهم عبد الباقي شيئا .

    بعد اكمال المدرسة الوسطي التحق سيد وقريبه حسب الرسول بمدرسة البريد والبرق . وتخرجا بعد اكمال الدراسة. وكان ذالك يعني ان جميع من سيعملون في تلك الوظيفة الحكومية سيواصلون الي نهاية خدمتهم . وان مستقبلهم قد صار مضمونا . وسيتنقلون في كل ارجاء السودان . وسيعقدون صداقات رائعة ، هنا وهناك. وقد يصلون الي رتبة وكيل لمحطة بريدية كبيرة . ويحالون الي المعاش بشروط مجزية . وفي امكانهم ان يجدوا عملا اضافيا لتحسين وضعهم المالي بعد التقاعد . السودان كان قد عرف التلغراف في منتصف القرن التاسع عشر , ولم يكن هنالك اي احتمال ان تتوقف حاجة السودان للبرق.

    ولكن في نهايه حكم نميري العسكري. اختلت الامور . ولم يعد المرتب يكفي اسرة الموظف . واستعاض الناس من التلغراف بالتلفون . وسقطت اعمدة التلغراف بسبب السيول والامطار . ولم يعيدوا تركيبها . وكان البريد يستلم البرقيات ويقوم بارسالها عن طريق المركبات السفرية . كما دخل البريد في مشاكل عديدة بخصوص البرقيات الكيدية . مثل ارسال خبر موت انسان لا يزال ينعم بالحياة . او طلب حضور شخص لاسباب لا وجود لها . واقلع الكثيرون عن ارسال البرقيات .

    قرر الخال سيد وقريبه حسب الرسول تبديل معاشهم والاستثمار في شاحنة . وستصير الشاحنة شاحنتين في ظرف عامين . وستتكاثر الشاحنات . ولكن ما حدث هو انهم وجدوا انفسهم تحت رحمة السائقين والميكانيكيين، . واضطرا علي التناوب في قيادة الشاحنة . وصارت حياتهم تنقلا وجحيما ..

    في احد الايام كان احد متعهدي الشحن يقول لآخر، انه سيعطي سائق الشاحنة الخضراء نصف الثمن لانه علي ما يبدوا ليس من السائقين الحقيقيين ، ولا يعرف الاسعار . وعندما عرض المتعهد السعر علي حسب الرسول ، قام سيد بدون ان يفكر في الطرق علي مقدمة الشاحنة . وكانت تلك اول رسالة تلغرافية يرسلها منذ ان ترك العمل في البريد . وفهم حسب الرسول الرسالة . واصر علي مضاعفة السعر .

    الجيلاني كان يبحث عن اي عمل بعد ان قامت حكومة الانقاذ بتصفية 70 الفا من خيرة المتعلمين السودانيين . وذالك لتمكين كوادرها من المتأسلمين من القبض بتلابيب البلاد والعباد . وجففت مرافق الدولة . وقامت الانقاذ ببيعها لكوادرهم بدريهمات . وبائت كل محاولات الجيلاني بالفشل . وذهب الي مدينة كوستي ، وكان مستعدا للذهاب الي جنوب السودان او الغرب، او اي مكان يجد فيه اي وظيفة . واقترح عليه احد اقربائه الذهاب الي شيخ ساعد الكثيرين في امور مستعصية.

    الجيلاني كان ينتمي الي اسرة دينية . و حفظ ثلاثة اجزاء من القرآن قبل ان يلتحق بالمدرسة . وكان في الاجازات المدرسية يواصل حفظ القرآن ويرتله بصوت جميل . وله كمتعلم فكرة سالبة عن الشيوخ الذين يرزقون البنين ، ويشفون المرضي . ولكن بسبب حاجته واصرار اقربائه ذهب الي الشيخ في قريته خارج كوستي .

    وكانت هنالك اعداد من المرضي واصحاب الحاجة . ورجل نحيل يدخل الناس علي الشيخ . وبعد فترة طويله من الجلوس مع مساعد الشيخ الذي كان لطيفا وتبادل معه الحديث وتبادل المعلومات واخبار الدنيا ، اتي دوره للدخول علي الشيخ . وتركه المساعد .مع الشيخ في الغرفة التي كانت شبه مظلمة . وتعبق برائحة البخور . واتت طرقات رتيبة من خلف الستار . وعندما استمع الحيلاني جيدا ، استطاع ان يميز ثلاث اشياء . وهي اسم والدته واسم بلده والبحث عن وظيفة ، باشارات مورس التي يتعلمها موظف التلغراف في بداية عمله. وكان الجيلاني موظف البريد احد ضحايا الصالح العام .

    شخصية الجيلاني وشكله المهيب وطموحه جعلت الثلاثة يصيرون متعاونين . مجموعة الشيخ الجيلاني الذي يعلم الغيب و يغير المكتوب . صارت ملئ السمع . وبدلا من ملاليم البياض التي كان الشيخ حسب الرسول ومعاونه سيد يتقاضونها من المساكين . صار للمجموعة مزرعة كبيرة خارج الخرطوم . وصار الشيخ الجيلاني مقصد الاثرياء ورجال الدولة . سيد كان من يستقبل الناس . وبروحه المرحة يشغلهم بالحديث عن كرامات الشيخ ومقدراته . ويتحصل منهم علي المعلومات الاولية ببساطة ويقوم بتوصيل المعلومات الي الشيخ حسب الرسول عن طريق نقرات التلغراف . وعندما يصلون الي الشيخ الجيلاني في المحطة الاخيرة وهي في نهاية المزرعة . يقابلهم الشيخ بقامته المهيبة وكاريزميته وصوته الرخيم مرتلا آيات من القرأن .وببعض الفراسة والممارسة والسيطرة علي الزبون بالمعلومات التي وصلته بالتلغراف . يصير الزبون طوع بنان الشيخ الجيلاني .

    ووجد سيد نفسه في موضع الصبي الذي يتبع الشيخ وما كان يؤلمه ان الشيخ قد بدأ في تصديق ان عنده المقدرة علي ان يضر وينفع . وصار حسب الرسول تابعا له ولا يعصي له امرا .ويقوم بتقبيل يد الشيخ . ويبجله امام الناس .

    وتوسعت اعمال الشيخ وصار الاغنياء يأتون من خارج السودان . ورجال الدولة يطلبون مساعدته . يكفي ان يقفوا امامه ، ليقول لهم وكانه قد قرأ افكارهم ,, لا تتخلصوا من المسئول فلان .,, لان فيه خير . وبعدها يرسل للمسئول ليقول له انه سينقل الي منصب معين . وبعد التغيير يهرع المسئول الي الشيخ . ليخبره الشيخ ان عليه ان يساعد بعض المحتاجين عن طريق الشيخ . ويكون المبلغ محترما . وقد يطلب منه توظيف احد اتباع الشيخ . الذي ينقل الي الشيخ كل كبيرة او صغيرة في المؤسسة .

    وتزوج الشيخ باربعة من النساءاحداهن سيدة جميلة كان زوجها محاضرا في الجامعة ، لا انها اصيبت باحباط وهددت بالانتحار . اخذها زوجها الي الشيخ بعد ان فشل الاطباء في علاجها . ووعد الشيخ بعلاجها بالقرأن . وشفيت السيدة . واجبر زوجها علي طلاقها ، لانها رفضت الرجوع الي زوجها . وتزوجت الشيخ .

    وبدلا من الخدم والحشم ، صارت تعمل في مطبخ زوجها الشيخ طيلة اليوم وهي سعيدة باطعام الشيخ وضيوفة وزواره . وهي تؤمن بان الشيخ يسيطر علي الجن . وفي امكانه ان يعيد الجن لكي يسكن في جسدها من جديد . و السعادة التي لم تجدها عند الاستاذ الجامعي وجدتها عند الشيخ .

    واضطر عبد الباقي لسؤال الخال سيد عن سبب غضب الشيخ الجيلاني . وضحك الخال سيد كثيرا . وكشف له عن السر . فلقد صار الشيخ يحسب ان الخال سيد طوع بنانه ، بعد ان سيطر علي حسب الرسول . صاريستهين بهما . وتذكر الخال حسن حادثة قديمة حدثت في بورتسودان في بداية عمله . وكان رئيسه وكيل البريد سودانيا عركته الدنيا . تعرض الوكيل لاهانة من مستورد فاكهة شامي . قام بأنتزاع الفاكهة من الوكيل الذي وعد بالدفع في نهاية الشهر . كعادة الموظفين .

    المستورد كان يستورد الفاكهة من لبنان . ويقوم بتزويد البواخر بالفاكهة المحلية والمستوردة . ولفترة كان التفاح في بورتسودان لا يجد من يشتريه بالرغم من رخص ثمنه . فالبرقية التي وصلت الي لبنان كانت تطلب خمسمئة صنوقا من التفاح ، بدلا من الخمسين الراتبة . والتاجر لم يرد ان يكتب الرقم بالحروف حتي لا تحسب علية كلمتان . وعن طريق الخطأ اضيف صفر الي الرقم . وجل من لا يسهي . واختفي التاجر من بورتسودان . وعرف اهل بورتسودان السبب ، وتبسموا .

    وارسل الخال حسن الي الخليج لفتح لفتح حساب في الامارات لايداع الفلوس التي كانوا يتحصلون عليها من النظام والحكام والاغبياء . والخال حسن يتنقل لتغذية الحساب . وعندما ارادوا ان يستلموا الفلوس والدخول في مشروع مع الرجلين الخليجيين. افهمهم الخال الشيخ بان الفلوس في الحساب باسمه . وهو صاحب فكرة التلغراف . وللشيخ المزرعة وعمارتان سكنيتان . ولحسب الرسول منزلان جميلان واكثر من سيارة . والخال حسن يسكن في منزل صغير بالايجار . وليركبا اعلي ما في خيلهما .

    وواصل قائلا انه قد تحصل علي اقامة في الامارات . واشتري فلة صغيرة ، سيرحل اليها قريبا . وسياتي بابنائه وزوجته التي عاشت معه فقره شقائه . وهو لا يفكر في الزواج واغضابها . وسيفتتح مطعما سودانيا . وشركة للترحيل . وسيكون في البنك مبلغا كافيا تحسبا لظروف الزمان . وقد يطلق علي الشركة اسم تلغراف . وسيوظف ابن اخته مختار .




    مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de