عندما تناولنا على هذه الزاوية سود العواقب التى تنذر بها العملية التعليمية فى بلادنا ، والمنطق التجارى الذي صار آفة من آفات الرسالة التعليمية التى دخلتها روح التنافس التجاري الذي تحولت به البيوت الى محرقة تحترق فى جوفها الاسر تحت مسمى التعليم الخاص.. والمدارس الخاصة بمرور الايام صارت هى الحائز على المعلم المؤهل لما تدفعه من مرتبات قياسا بمرتب نفس المعلم بالمدارس الحكومية ؛ فافرز هذا الوضع التمايز المؤلم بين المعلم وزميله ، وبين تلميذ تتوفر له فى المدرسة المعلم والكتاب والكمبيوتر والكرسي والتربيزة والتكييف المركزي .. وتلميذ اخر لايجد وجبة الافطار ناهيك عن المعلم والكتاب والبيئة المدرسية التى لاتوفر اي شئ..وهذا التباين الواضح يتم تحت سمع وبصرالحكومة وصمتها المؤلم وغض الطرف الذي لايعرف الحياء اليه سبيلا. *ووجدنا التفوق الاكاديمي ينحصر فى ولاية الخرطوم ، وبالتأكيد ليس هذا نتيجة غباء التلاميذ فى الولايات،ولكنه استئثار المركز بالكتاب والمعلم والبيئة التى لو توفرت فى الولايات لصار التنافس حقيقيا ولما وجدت فى الخرطوم من الاوائل الا ماندر..وهنا نحن لاندين المدارس الخاصة ولكننا نأسى لهذه الحكومة التى تنصلت من مسؤوليتها وفتحت وزارة التربيه ابوابها لكل صاحب مال تمنحه التراخيص وتسلمه ابناؤنا وبناتنا لقاء ملايين الجنيهات التى يدفعها ويتحصلها من التلاميذ ويتم بها صناعة النجوم من أستاذة الشباك فى المدارس التى تمارس خداع اولياء الامور بان نتائجها مائة بالمائة وقد تكون النسبة صحيحة ولكنها تمت بكل وسيلة لاصلة لها بالوسائل الصحيحة. وسوق والمنافسة بين المدارس وجشعها ملأت خزائن المعلومات عندنا بمايندى له الجبين من المفاسد التى تنكرت لقداسة العلم وقدسية التربية. *جملة القول : أن المدارس الخاصة ورسومها قد اصبحت بحاجة ماسة الى مراجعة حاسمة ، والمنطق الذي يسوقه اصحاب هذه المدارس لتبرير الزيادات غير المنطقية لاتخولهم باي حال تمرير الزيادات ،فان كانت رسوم الوزارة وإتاواتها فوق احتمال المدارس فالحل غاية فى البساطة، وهو تجفيف المدارس وتسليم الوزارة تراخيصها ووضع الحكومة امام مسؤوليتها تجاه اطفالنا بتحسين اوضاع المعلمين ورفع مرتباتهم بحيث يكونوا اصحاب اعلى مرتبات فى الدولة ، وفرض ضرائب ورسوم باهظة على المدارس الخاصة وتحديد رسومها بحيث لا يتجاوز ربح المدرسة عشرة بالمائة فقط مع رقابة دورية لاتتسامح مع أي تجاوزات. وهذا هو الطريق الاوحد للسير قدما نحو عودة الروح للتعليم فى مدارسنا..والتعليم :التجارة والأرباح الخسارة التى دفعنا ثمنها من دم قلبنا ..وسلام يااااااوطن.. سلام يا الطيب مصطفى عندما يتقيأ فى زفراته الحرى من سقط القول والتطاول القبيح على الاستاذة اسماء محمود محمد طه، بعبارات هابطة وافكار خربة ،تجعلنا نواجهه باللغة التى يفهم والفكر الذي لايملك من ادوات منازلته ولاقلامة اظفار وبيننا الايام ..وسلام يا للجريدة الثلاثاء ٢/٥/٢٠١٨
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة