|
التعايش السلمي بين حقب من الأزمان
|
بسم الله الرحمن الرحيم
كم كنت سعيداً في زمان مضى وكم كنت كئيباً في الحاضر ، يستوقفني النفس أحياناً وأنا على قارعة الطريق ويظل الصحاب المصافحة والمعانقة كأن الغياب حينا من الدهر يتوثق العلائق بين الفينة والفينة ويمتد أواصر الأخاء إلى ما لا نهاية ويتجدد اللقاءات بالأفراح والأتراح وكل ينحال على محبيه بالترحاب والمواساة . هذا هو دنيا الناس ، الأماني كثرُ حتى تظل الحياة يانعة في خضم أغصان البستان والورود أشكالاً وألوناً وقطرات الندى تحتوي تلك الأزهار زاهية تتمايل رويداً رويد . وعند الاصيل ومع الاعاصير نتنسم العبق و ننثر الدرر ونودع تلك الازهار ويأتي الغروب بإشعاعه لوناً ويطل ضوء القمر ويملأ المكان حلة زرقاء والسمر والأنس بين الأحبة يتجاذبون أطراف الحديث . ياحليل أيام زمان . يمتد السعد وتظل العشق متفرداً والقيثارة تعزف ألحاناً يغرس روح المحبة في الأنفس البريئة لعل التباعد كان بمثابة المناجاة للتآلف . الشجوى والمحنة والهيام والوجدان مفردات ذات مدلولٍ ومعاني عميقة تؤصل سرمدية التواصل بين البشر على مختلف سحناتهم ومن خلال هذا التواصل تبقى الالفة محطة على الغاشي والداني وياليت تعود تلك الحميمية وحتى يتذكر الخلان أن الحياة سعيدة بوجود الناس .أحياناً يسافر المرء بعقله وجسده مضطرب يتذكر الأيام الحالمات وفي لحظة تمر ذكريات حياته ومضة على عينيه . إن الذكريات صدى السنين الحاكية يقبل النهار ونحن بين الترحال ويحل الليل ونحن في حيرة مع النجوم والسماء من فوقنا مظلة بصفاء اللون الازرق والسحب تتراءى شريط من الدخان نتأمل الحياة على أبسط الصور ونحن كلنا في مرح مستدام وفي الصبح ترى الطيور تطير على مختلف الاتجاهات تترك أزيراً وأصوات تداعب خلجات النفس وتترك الامل في الانفس بهاءاً ورونق . الأطفال يلعبون في الطرقات والبسمة لا تفارقهم كأنهم أبناء أسرة واحدة . هذا هو الماضي تعودنا عليه وما زال يلازمنا والكل يقول ياحليل أيام زمان . أما الحاضر يصاحبه موجات من البؤس واليأس والإحباط والقتامة والضبابية . مع إشراقات الصبح نجد الاطفال وهم صامتون لا حديث مع بعضهم وكأن الطير على رؤوسهم حجر وآخرون يهيمون بالاصقاع والاحراش طلباً للأمن . الأرامل والثكلى والرضع يتحاشون الذئاب البشرية الذين إنتشرو كأنهم نبت من الأرض لا رحمة لديهم قساوة مجردو الاحساس دائماً يميلون الى العنف وليس لديهم ذرة من الرأفة والإيمان . هدفهم التقتيل وإثارة الرعب بين بني البشر كأننا في عهد التتر والمغول . لعنا أردنا أن تعي الأمة ما كان وما يكون . نقلنا صورة حقيقة بين الأمس واليوم وكلنا ننبذ العنف بصوره المختلفة وننادي بأن يظل التمازج بين بني البشر هدفاً ومعياراً للحياة الأمنة وإبعاد شبح الحرب والعنف والدمار ونحن أمة إسلامية ندين بالإسلام وكتاب الله وسنة رسوله والصحابة والاخيار . ننشد التعايش السلمي وهو الملاذ الآمن لوطننا الحبيب والاستقرار الدائم من أجل فلذات أكبادنا حفاظاً للإرث التليد . والله المستعان محمدين محمود دوسة
،
|
|
|
|
|
|