مواقع التواصل الإجتماعي و الصحافة الإلكترونية و منابر الرأي المختلفة على الإنترنت اضحت تمثل عينة من الرأي العام فهي عبارة عن إستقتاء شعبي مباشر فاصبحنا نسمع أو نطلع على رأي من في اقصي اليسار إلي الوسط إلي اليمين فنتلمس الصدام أو الوئام الفكري في أي قضية من قضايانا . لم أري تباين في المواقف في قضية من قضايا الساعة كقضية التطبيع مع إسرائيل فهي قضية تداخلت فيها قضايا عدة فمواقفنا من النظام الإسلاموعربي و صاحب المشروع الحضاري هي واحده من الأسباب التي مايزت بين المواقف رغم ان قضية التطبيع سوف تظل قضية ساخنة تحتاج منا نقاش موضوعي في ظل التطورات و التغيرات الكبيرة التي طرأت على المنطقة و على ملف القضية الفلسطينية و في العلاقة مع الغرب . العلاقات مع إسرائيل أو الموقف من الكيان الصهيوني في نظري هو " بارومتر " على المستويين العربي و الغربي ، فما بين مبدأي و خائن و معتدل و متطرف نطلع على قراءات البارومتر في ميدان العلاقات ، أما في عالمان الأفريقي تعد العلاقات مع إسرائيل علاقات مصالح أو تعويض فغياب العرب في كثير من الدول الأفريقية فتح الباب أمام إسرائيل في إفريقيا الفرانكفونية و الإنجلوفونية على حد سواء و اصبح هناك إنقسام عربي إفريقي تجاه إسرائيل . نعم الأزمة الإقتصادية و العقوبات و الديون هي التي فككت رباط العلاقات الآيدلوجية للنظام و يري النظام أن تغيراً درامتيكياً سوف يحدث في علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية تحديداً إذا ما تكللت جهوده في التطبيع مع إسرائيل و هذا ليس بصدده الآن ، حملات التنديد كانت دوافعها الحرب مع النظام و محاصرة النظام إقتصاديا و دبلوماسيا لإسقاطه و لكن تتخافض هذه الأصوات إذا ما عدت بالقضية على منابر الهامش لحالة الإنقسام المجتمعي التي جرها علينا المشروع الحضاري ثم علاقة الهامش السوداني بالعالم العربي ، رغم العمالة الكبيرة التي استوعبتها دول الخليج من السودانيين و الأيادي البيضاء و الجهود التي بذلتها الدوحة في قضية دارفور إلا أن علاقة السودانيين بالعالم العربي سوف تظل جدلية للكبرياء العربي الشعبي تجاه السودان و السودانيين . قضية العلاقة مع اسرائيل تظل من القضايا في قائمة الإنتظار في تقديري فالبت فيها لن يكون بتوصيات لجنة العلاقات الخارجية بالحوار الوطني فهي واحده من القضايا التي تحتاج إصلاح ما افسده النظام بيننا أولا ثم العودة بها للنقاش و في مناخ معافي تماماً بعيداً من التخوين و منح صكوك الوطنية ، لا اري من الصواب أن نتبني قضايا الأمة الإسلامية و العربية و " نشيل وش القباحة " و لا اؤيد فتح شركات سياحة في تل أبيب فالقضية لها آثارة على علاقاتنا بالغرب فنحن دولة ما زالت في طور البناء يحتاج الطالب لمنحة دراسية و الخريج إلي فرصة عمل و المصنع لقطع غيار و بالتالي شكل العلاقة بإسرائيل مرهون بعودة الوطن لأهله . علينا النظر في لاءات أخري غير تلك التي كانت في مؤتمر القمة العربية في عام 67 فـ( لا للمساس بالمقدسات و لا للحصار و لا للإستيطان ) فنعم بحل الدولتين و دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية و بحدود 67 لكي لا نقع في فخ " الشيطنة " الذي نصبه النظام لنا ، فالنظام اصبح يعقد المؤتمرات لمكافحة الإرهاب و الإتجار بالبشر و يتحدث على انه بحاجة إلي سلفية متصوفة و إلي صوفية متسلفة ليرطب جفاف السلفية بروحانية التصوف و يضبط تسيب الصوفية بإلتزام التسلف . [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة