|
الترابي.. و لعبة (الغموض)..!! بقلم عثمان ميرغني
|
09:53 PM Jul, 11 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة السبت 11 يوليو 2015
حاول معي فهم هذه اللوحة السيريالية.. الدكتور حسن الترابي قال لطلاب حزب المؤتمر الوطني خلال إفطارهم معه قبل يومين.. (الإسلاميون سيتحدون قبل رمضان القادم).. الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي .. قال في حوار مع الزميلة (الصيحة) أن الشعبي والوطني سيندمجان مع مجموعة كبيرة من الأحزاب الأخرى لتكوين (النظام الخالف).. وهو جسم وصفه بأنه أقرب إلى (مؤتمر الخريجين).. هذه التصريحات مقروءة مع مشروع (الحوار الوطني) الذي يعول عليه المؤتمر الشعبي كثيراً.. تجعل اللوحة سيريالية مفعمة بالألغاز المحيرة.. إما أن الترابي وحزبه لا يقصدون ما يقولون.. أو أنهم يقولون ما لايقصدون.. وفي الضمير أمر آخر.. المنطق يفترض أن ما يخطط له الترابي والمؤتمر الشعبي يقع في حيز (الحل) ويصبح السؤال الصعب ..إذاً (ماهي المشكلة)؟؟ هل مشكلة السودان في عودة وحدة الإسلاميين؟ هل هي في إذابة أكبر عدد من الأحزاب في بوتقة واحدة؟ إذابة كلية أو جزئية.. ما هي المشكلة التي إنبنى عليها الحل الذي يقدمه د. الترابي وحزبه؟. حسناً.. إذا سلمنا جدلاً بأن ائتلاف الأحزاب في وعاء يشبه مؤتمر الخريجين هو مشروع النظام الخالف.. فهل هو حل لتجاوز إشكالية (التنوع) المسبب للتخاصم السياسي.. عبر التوحد؟؟ إذاً يصبح السؤال كيف لمكونات سياسية فشلت في التعايش في إطار الوطن الكبير.. أن تتعايش في إطار (النظام الخالف) الصغير؟.. مشكلة السودان ليس في التكوينات السياسية.. بل في (هيكلة الدولة) التي تجعل هذه التكوينات السياسية تتصارع حول السلطة والثروة حد الاقتتال والاقصاء الكامل.. لابد من معادلة تحفظ مفاتيح القوة والسلطة في يد الشعب لا في يد المنظومات السياسية.. في أمريكا الحزبان الديموقراطي والجمهوري لا يحكمان بقوة الحزب.. بل بقوة الشعب.. هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات – مثلاً- لا تعني أنه الأضعف.. بل تعنى أن الشعب الأقوى اختار نديده.. بكل أسف المعادلة في السودان مختلة.. منظومة السلطة تقوم على مفردات تمنح القوة للأقوى بالسلطة.. ويصبح بعد ذلك تفضله لبقية المكونات السياسية مجرد (فضل الظهر).. مطلوب نظام سياسي يفرغ الأحزاب والمكونات السياسية من (السلطة المطلقة) التي تتحقق لمن يحوز على السلطة.. نظام يجعل القوة دوماً في الشارع.. عند الرأي العام.. بيد الشعب.. المرات النادرة في تاريخ السودان التي أضطر فيها الشعب لانتزاع السلطة بيده.. أثبت حينها أن الأحزاب مجرد (متلقي) للسلطة التي ينتزعها الشعب عنوة واقتدراً حدث هذا في أكتوبر 1964..وفي أبريل 1985.. وغير هاتين الحادثتين لم يكن الشعب السوداني يمارس أي دور سلطوي أصيل.. عندما يصبح الشعب السوداني هو الحاكم الأعلى.. صاحب القوة والسلطة الأسمى.. تنتفي الحاجة لنظام خالف أو شكل آخر.. لأن جميع المكونات السياسية تتحول إلى (خادم).. تحت سلطة الشعب الأعلى.. تختلف أو تأتلف لا يضير الوطن شيئاً. سوى ذلك.. تظل اللعبة السياسية مجرد تنافس على مصالح حزبية أو شخصية ضيقة..
أحدث المقالات
- وما زال التركي الحاقد –الطيب مصطفى يتطاول على الجنوب وبأقان أموم..بقلم عبدالغني بريش فيوف 07-11-15, 07:03 AM, عبدالغني بريش فيوف
- من نفحات العشر الأواخرفي رمضان بقلم نورالدين مدني 07-11-15, 06:43 AM, نور الدين مدني
- التركة التى ورثها عبدالرحيم محمد حسين!! بقلم حيدر احمد خيرالله 07-11-15, 06:40 AM, حيدر احمد خيرالله
- نكتة جديدة لنج (كوز تحت التمرين)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-11-15, 06:37 AM, فيصل الدابي المحامي
- سياط القاضي أمين حسين أقرين: قاض في النار بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-11-15, 06:35 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الرئيس البشير والشوط الإضافي الأخير بقلم بهاء جميل 07-11-15, 06:24 AM, بهاء جميل
- قطاع طرق في قلب الخرطوم !!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-10-15, 10:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- وزير الكهرباء يفسر الخطأ بالخطأ!!. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 10:50 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- مياه – كهرباء –خريف- مواطن– رساله الى الوالى بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 07-10-15, 10:45 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- اليقين بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 10:41 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|