· إن قلت له: أنت طاغية! فسوف تثور ثائرة البشير.. و يتصدى لك زبانيته بشراسة لا قِبَل للسودان بها.. و يبدأ أرزقيته يكيلون لك الاتهامات تلو أخرى بعدم الوطنية و بالخيانة العظمى.. و تضحك الخيانة الصغرى على غباء إقدامك الجرئ نحو حتفك في زمن التقهقر و الانكسار السريع..
· و سوف تطالب مقالات الصحف المدجنة بشنقك بالسلك الشائك لضمان تعذيبك حتى الموت.. و من ثم رمي جثمانك في الصحراء طعاماً للضواري..
· أنت وحدك المسئول عن ما جرى و يجري لك من اهدارِ دمٍ بعد إهدارِ الكرامة.. و الجميع يصفق للبهلوانات في السيرك دون أن تفهم سبب التصفيق و لا أسباب الانتشاء حتى إطلاق الصفير من صعاليك المصاطب الجانبية..
· أنت وحدك المسئول لأنك الواعي الوحيد في زمن الغيبوبة المكندشة.. زمن تفكك مفاصل المعاني و دحرجتها وفقما اتفق..
· لما ارتِّبتُ في الذي قاله المسيح الدجال.. قالوا أنت ترتاب في الأولياء الصالحين و تكَفِّر تابعيهم و توابع تابعيهم.. و لا تذهب إلى الضريح لأخذ البركة من أئمة أوائل الزمان و أواخر الزمان الذي يضم كل زمان سابق و كل زمان لاحق ..
· لا تقل:- هاتوا البرهان! فأنت تعلم مدى الفراغ الذي يملأ تلك الأذهان الخاملة من أي معنى لأي تصرف يتصرفون.. و التصرفات مع نفسها و في تناقض مع تاريخ البلد المعلوم و الذي كان يُتَوقَّع..
· البشير نفسه في غيبوبة كاملة لا يعرف التناقضات التي هو غارق فيها.. و أغرق البلد فيها معه.. و يقال أن صحوة غشيته ذات رعشة، فاعترف بذنوبه ثم عاد إلى غيبوبة أعمق مما كانت عليها..
· و برمزية الطغاة التي يمثلها، أكملَ تمثيلٍ، يتدفق الكذب من فيِّه زخاتٍ.. زخات.. و تتدفق البشريات بالمن و السلوى بلا عدد.. و الدهماء يصغون إليه بشغف طوال تدفق شلالات كذبه مستبشرين خيراً.. و ( يتحاورون) معه.. و معه يعقدون اتفاقات مصيرية للبلد.. و هم يعلمون أنه ناكث للعهود..!
· أي غشاوة هي تلك التي تعمي قلوب المتحاورين مع البشير؟!
· و يهيج البشير كلما سمع عن تململ الشعب من قسوة الظروف المعيشية التي يعيشها في كنف الموت.. فيدفع بزبانيته إلى الشوارع ليساعد الموت في مهامه أو يعتقل كل من يرفع صوته احتجاجاً..
· البشير ليس وحده الطاغية!
· كل الطغاة يعتقدون أنهم يمنحون الحياة لأوطانهم و هم يذبحون شعوبهم.. و يقتلونهم.. فلا قوة فوق قوة الأسلحة المدمرة.. و تاريخ الطغاة تكتبه بيوت الأشباح التي ينشئونها و المعتقلات و الزنازين.. و الحياة تتداعى.. و جثة الوطن ملقاة على الشارع!
· أيٌّ من الوسائل الشيطانية لم يدفع بها البشير لحماية الكرسي المسروق.. و كم من المتاريس لم يضع أمام زحف الجماهير المطالبة بحقوقها..
· و نجح..؟!
· و كم من مرة كثَّفت أبواق البشير محصلة الثورات العربية أمام الجماهير.. فأقعدت عزيمة العديد من الشعب السوداني عن المشاركة في الاحتجاجات..
· و نجحت..؟!
· و ماذا فعل القتل العشوائي غير الرحيم في سبتمبر 2013 من إظهار الرابط المتين بين البشير و ملَك الموت..؟ كان الموت عشوائياً.. و الناس تخاف الموت العشوائي..
· و نجح الخوف!
· و في الذاكرة الجمعية السودانية ركوب الساسة موجتي ثورة أكتوبر 21 و السادس من أبريل.. و كثيرون يخشون إعادة عجلات التاريخ و عبث الساسة بتطلعات الشعب إلى حياة تليق بالإنسان..
· و نجحت مؤامرة البديل!
· عوامل تقف بصلابة في صف البشير إلى أن يظهر من بوسعه زحزحتها بإذنٍ من الله سبحانه و تعالى..
· و الناس تذهب للمكاتب العامة، يومياً، للحصول على بعضِ حقوقٍ لها.. و تدفعُ رسومَ تلك الحقوق، بعد أن تكون قد دفعت للموظف من الرشى أضعافَ ما دفعته لرسوم المعاملة.. و منن ثم تضفي من الشكر و الثناء على الموظفَ.. فتحيله من موظف صغير إلى طاغيةٍ كبيرٍ كما البشير..!
· و الناس تتسوق.. و تقبل أن يظلمها البائعون.. و تشكر البائع قبل أن تغادر المحل.. فيصبح التاجر الصغير طاغيةً كبيراً كما البشير..
· و أنت تحوم، أينما تحوم، من طاغية إلى طاغية إلى طاغية.. فالطغاة في كل مكان لك فيه معاملات..
· كان رفض الظلم و الطغيان شيمتنا.. و لم نكن لنقبل الظلم على أي سوداني حتى و أن لم تكن بينهما سابق معرفة..
· و صار قبول الذل و الاهانة شيمة ملازمة لنا جميعنا.. يصفعنا الطغاة في خدنا اليمين، فنمد لهم خدنا اليسار يصفعونه.. و نشكرهم.. و نمضي في حال سبيلنا لا نلوي على أي ألم نفسي أو جسدي أُلحق بنا..
· إنها حالة قبول جماعي للإهانة و الدعوة لها بادعاء خشية وقوع السودان فريسة من فرائس الثورات العربية التي سرقها طغاة البلدان العربية الجدد بأشكال جديدة !
· و ركب البشير مركب الدفاع عن أمن البلاد بادعاء مخافة انتشار فوضى الثورات العربية المجهضة.. و صار يشكر المواطنين على وعيهم الغائب.. و على تفهمهم لما لم يفهموا من انعدام وجود قرائن بين أفعال دكتاتور ( شريف) و دكتاتور ( حرامي).. في بلدان عربية لا تعرف عن الثورات سوى اسمها..
· و كثيرون منا يعرفون الفرق.. و يتذكرون كيف كنا نخرج جماعاتٍ.. جماعاتٍ تلتحم بجماعات من كل حدب.. " و الرصاص لن يثنينا!"
· هل ضعفت شكيمتنا.. و من ضعفِها يستمدُ طغاة السودان قوتهم الآن..؟
· لا يجب أن يكون ذلك كذلك!
· أيها الناس، راجعوا مواقفكم، و اعدوا العدة لاسقاط الطغاة!
· " ان الذين يتخَلُّون عن حرياتهم الأساسية للحصول على الأمن لا يستحقون الحريةَ ولا الأمنَ"... بل و لا يستحقون الحياة!
· و شكراً لأستاذنا/ نبيل أديب عبدالله المحامي على تقديمه مقالته الأخيرة بمقولة الرئيس الأمريكي/ بنيامين فرانكلين عن من لا يستحقون الحرية و لا الأمن..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة