02:36 PM March, 07 2016 سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
أعلن البشير، إنه لا حوار آخر بعد انتهاء الحوار الوطني و أنه يرفض منح
الحركة الشعبية حكماً ذاتياً بالمنطقتين وقوة مسلحة:- "حكم ذاتي مافي..
وفترة انتقالية مافي ولا وجود لأي قوات مسلحة أخرى"، و أشار إلى إمكانية
التفاوض على مناصب بالسلطة و إلى إصدار عفو عام عن المسلحين.. و عمل
ترتيبات أمنية لإدماج القوات. مشيراً لإمكانية إلى إعطاء الحركة الشعبية
" شوية سلطة"..!
لم تنتبه وسائل الإعلام إلى مدلولات جملة:- " نديهم شوية سلطة!" و التي
قالها الرئيس البشير أثناء إلقاء خطابه أمام مجلس شورى المافيا.. فقد جعل
البشير من نفسه ( الواهب العطَّاي).. وجعل من الحركة الشعبية جماعة واقفة
بالصف أمام الباب العالي و كل فرد منهم ممسكاً ب( قرعته) في انتظار المنح
و الهبات الدستورية ( الانقاذية)..
لقد نجح المؤتمر الوطني في ذلك مع ناس السيسي!
كان اجتماع مجلس شورى ( سارقي قوت الشعب) مختلفاً، إذ تغيرت لغة البشير
اللفظية و الجسدية.. و هو يتلَّبس قيمة السلطة المطلقة و الثروة التي
لا نفاد لها.. و القيمتان جعلتا خطاب البشير، يحلق أعلى من المألوف.. و
ثقة البشير باستمرارية نظامه إلى الأبد تتجاوز التفكير في الموت.. و جعلت
قراراته تجاه المعارضة صارمة، في عنف.. و لم أصدق نفسي حين قال:- ( نديهم
شوية سلطة!).. و يقصد ( هِبة- منحة) و بس!.. لكن من أين أتت هذه النبرة
المتعالية الواثقة؟
لم ينجح البشير حينما أعطى الجنوبيين ( شوية سلطة).. و خلَق مفوضيات و
وزارات ( رديفة أقوى) من الوزارات ( الأصل) التي أصر عليها الجنوبيون..
إكتشف الجنوبيون ( الخدعة)، فانفصلوا..!
و أثناء تواجد الجنوبيين داخل سودان ( المليون ميل مربع)، أعطى البشير
حركة تحرير السودان بقيادة أركو مني مناوي ( شوية سلطة)، و أحضر مناوي
إلى القصر الجمهوري ( مساعد حلة)، و اكتشف مناوي ( الخدعة) فنجا بنفسه و
معه بعض رفاقه خروجاً من قصر المنح و الهبات..
إعتقد الحسيب النسيب/ حسن الميرغني أن ( شوية سلطة) في القصر الجمهوري، و
التي ( منحها) له البشير، سوف تكون شيئاً يمكن به أن يُحدث تغييراً في
النظام خلال 180 يوماً.. فتعالى على دهاقنة حزبه.. و فصلهم فصلاً
تعسفياً.. و جلس على الكرسي يرسم و يخطط لإحداث التغيير الموعود في
الفترة الموعودة.. لكنه سرعان ما اكتشف أنه واهم.. و أنه سياسي غرير،
فانسحب بمنتهى الهدوء من القصر.. إلى (جنينة السيد علي).. ثم إلى
الامارات و أخيراً إلى الفلبين، و لا زال البحث جارياً عن الحسن ( صاقعة
النجم الحاملة الشهادة و النضم)..
لكن البشير نجح مع ( سيسي أخوان) الذين أغرتهم ( شوية سلطة) و معها (
شوية ثروة)، فآثروا البقاء في حكومة يديرها المؤتمر الوطني من ( النادي
الكاثوليكي) الذي أصبح دار المؤتمر الوطني بشارع المطار.. و اختلفت الرؤى
داخل ( سيسي أخوان)، فانشق أبو قردة و خلق جناح ( أبو قردة أخوان)، و
اختلفت مواقفهما ( الثورية) مراراً بعد ذلك و آخرها رؤاهم بخصوص ( وجود)
دارفور.. هل تكون إقليماً واحداً أم تبقى خمسة أقاليم كما هي حالياً، وفق
( إرادة) المؤتمر الوطني.. و لا راد لإرادة المؤتمر الوطني في النهاية
حين يتم التصويت في أبريل، و تُخج الصناديق لفرز النتيجة المحسومة سلفاً.
لكن من أين أتى البشير بتلك الثقة في خطاب ( نديهم شوية سلطة) ذاك؟
كشف تقرير صحفي لوكالة ( رويترز) أن البشير يستخدم دعما سعودياً للحرب في
( سوريا) واليمن، و أنه يقوم بتوظيف جزء منه في حروبه الداخلية باستخدام
تكتيك جرائم الحرب ويدشن حملات القصف الجوي على المدنيين في النيل الأزرق
و جنوب كردفان و في دارفور، وأن جرائم الاغتصاب والقتل استمرت بما في ذلك
قتل المتظاهرين سلمياً. و أن الإتحاد الأوروبي يتواطأ للمساعدة في وقف
الهجرة غير الشرعية و الارهاب.. و أدى ذلك الموقف الأوروبي إلى تدفئة
علاقات السودان مع أمريكا في الآونة الأخيرة.
إذن، البشير يتلبس السلطة اللامحدودة و الثروة التي لا نفاد لها بسبب
تواطؤ الاتحاد الأوروبي.. و دفء العلاقات مع أمريكا.. و انهمار مال (
الارتزاق) من السعودية.. لكن لمال السعودية يوم.. فهو يتناقص مع تناقص
إيرادات البترول.. و تواطؤ الاتحاد الأوروبي غير ثابت.. و بيد أمريكا
العصا و الجزرة.. و سوف تستخدم العصا عما قريب.. فلا يظنَّن البشير أن
أمريكا تبتسم..!
أحدث المقالات
علي الحاج لهذه المرحلة ..! بقلم عبد الباقى الظافرهيئة المطيع (للاستثمار)!! بقلم صلاح الدين عووضةبين يدي زرقاء اليمامة بقلم أسحاق احمد فضل اللهبعد وفاة شيخ الترابي .. الكرة في مرماك سيدي الرئيس بقلم الطيب مصطفىتايه بين القوم/ الشيخ الحسين / الترابي والإنقاذ ....... الثورة التي أكلت أبوها