ما زال بعض من الاصدقاء الذين ينحدرون من غرب البلاد ..وخصوصا من منطقتي دارفور وكردفان يعتقدون ان كافة (الرؤساء)او(الحكام)الذين تقلدو زمام السلطة في بلادنا ..وتربعوا على عرشها منذ سفور فجر الاستقلال هم من ابناء المنطقة الشمالية .. ولا يكفون عن ترديد مثل هذه المفاهيم ويعزفون على اوتارها رغم المحاولات الكثيرة لاقناعهم عن خطل هذا الاعتقاد .. وانه مجرد (هطرقات)يريد بها البعض ان يبنو اسباب الاخفاقات التي منيت بها بلادنا في عالم السياسة والاقتصاد والثقافة على عاتق هذه الفئة من الشعب السوداني الحقيقة التي لابد ان يدركها الجميع هي ان بلادنا ومهما ابتليت بالكثير من المحن .. والشدائد ..والملمات ..وبغض النظر عن الفشل الذريع الذي حاق بها ..والاخطاء الماحقة من قبل الانظمة المتعاقبة ما زالت حقول خضراء لا ترفض ان تنبت فيها كل انواع الشتول ..وهي بمثابة حديقة غناءة تحفها الشجيرات الوريقة ..كما انها مثل جداول رقراقة بمياهها الصافية تنبت على اطرافها كل انواع الزهور ..ولا غرو ان هذه البلاد الحاضنة لكل فئات البشر هي في النهاية مرتع خصيب تضم في حناياها كل تلك القبائل المتقاربة في عاداتها وتقاليدها رغم تفاوت الملامح والسحنات في بعض الحالات ..وان الذي تجمع بين هذا الشعب من احلام وامال وهموم اكثر بكثير من تلك التي تفرق بينهم من بغضاء ومشاحنات ومعتقدات بسبب الخصومات السياسية والتي سرعان ما تتبدد مع مرور الزمن اما تلك الاقاويل التي تصدر من بعض الافواه والتي تعبر عن الكثير من المحن حول الشأن السياسي فهي تعد من المهاترات اللفظية خصوصا وان الاعتقاد السائد بأن سرج البلاد منذ بزوغ نجمها لم تمتطيه الا غلمان اتوا من ضفاف النيل بينما اولئك الذين يزرعون الفيافي والصحاري على ظهور الدواب في شرق البلاد وغربها لم تزل مقاعدهم خالية في القصر الجمهوري هو مجرد هراء يضحده الواقع وتزروه الحقائق الملموسة ذلك لان اسماعيل الازهري معروف لدى الجميع بأنتمائة لاحدى العائلات العريقة في مدينة (الابيض)..والمحجوب جاء من ثنايا (الدويم)يحمل الكثير من الاحلام لبناء وطن شامخ .. والصادق المهدي يعد واحدا من ابناء امدرمان ومازال يساوره الحنين الى الماضي ..وكان عبدالله خليل صاحب الاراء الثاقبة في دنيا السياسة والعسكرية ينتمي الى ارض كردفان الغراء لكنه ما لبث قليلا حتى رمى زمام الامور في احضان فئة من العساكر برئاسة الفريق عبود ولم يتوان عبود القادم من منطقة محمد قول في شرقنا الحبيب الا واعتلى على المقعد الوثير وهو يترنح من فرط الحبور ..وجاء سر الختم الخليفة وهو ايضا من منطقة الدويم محمولا على اكتاف المناضلين واذا كان جعفر نميري ينحدر من احدى المناطق الريفية بمنطقة دنقلا فانه ترعرع وشب عن الطوق في ارض الجزيرة الخضراء وكذلك سوار الدهب فقد زحفت اجداده من دنقلا الى مدينة الابيض التي تعد مسقط راسه ..والوحيد الذي يمكن تصنيفه من ابناء الشمال هو عمر البشير الذي قفز على اسوار السلطة مثله ومثل اي لص سطا على محتويات احد المنازل في هزيع الليل ..وهو كما يعرفه الجميع من منطقة تدعى حوش بانقا ما زال سكانها يعيشون على اضواء المصابيح القديمة !! الغاية من هذا السرد الواقعي هو نوع من المحاولات لدرء تلك المفاهيم الخاطئة عن اذهان البعض والبحث عن قائد حكيم له القدرة في انقاذ بلادنا من وعكتها ومن اي بقعة من بقاع السودان دون النظر الى خلفياته القبلية او الحزبية او المذهبية او العقائدية لان الهم واحد والاحلام واحدة والامال كلها تتجسد في بناء مستقبل زاهر لهذا الوطن الذي يتسع للجميع ..ولا يمكن ايجاد مثل هذا القائد الحكيم الا من خلال بوابة النظام الديمقراطي بعيدا عن العساكر الذين سرقوا البلاد وكانت حصتهم من عمر السودان (75%)..وبعد التخلي ايضا من الطائفية الذميمة والتي تتكون من ابناء المرغني والمهدي والذين كان لهم القدح المعلى في انهيار الدولة اما (الترابي)فأن الشعب السوداني وبعد هذه التجارب المريرة التي اودت بكل القيم والمثل اصبح يتقيأ كل ما جاءت سيرته.
ج:0501594307 المسؤول الاعلامي بهيئة الاغائة الاسلامية العالمية جدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة