|
الانقاذ بعد ربع قرن من الحكم.. يختزل تطلعات الانسان السوداني ب 1200سراول ابوتكة
|
03:47 PM Mar, 22 2015 سودانيز اون لاين مبارك ابراهيم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
إذن.. كيف يحق لنا الادعاء باننا شعب رائد الانتفاضات والثورات الشعبية ..؟ نعم حتى الان وفقا لإفادات الشهود والدوائر القريبة من مراكز صناعة القرار بالمؤتمر الوطني يؤكدون بشكل قاطع لا لبس فيها بانلا خلاف بين الناس فوق الارض وتحت الشمس على عدد السراويل التي سيدشن بها حزب المؤتمر الوطني حملته الانتخابية ولكن محور الجدال والنقاش يدور حول عما اذا كان هذه السراويل من نوع ابو "حبل" ام ابو "لستك".. وايهما ملاءم مع المناخ في السودان ويسهل فكه بسهولة إذا فرض الجو نفسه على نفحات بخور الصندل ...............؟! يبدو ان هذا هو مربط الفرس الذي يدور حوله النقاش ولم يُحسم الجدل بهذا الخصوص بعد -علما بان تحديد "نوعية"السراويليعد امرا في غاية الاهمية ولا سيما في هذه المرحلة المفصلية الحاسمة من تاريخ السودان المعاصر..... وبخصوص امر هذه السراويل.. كان لابد من توفر بعض المعلومات والبيانات المهمة حتى يتسنى للخبراء والمختصين في شئون الجلابيب والسراويل من الوقوف على جودة هذه السراويل وعلى اساس هذه الجودة المُرتقبةسيتم قياس اتجاهات الراى العام ومزاج النفسي للمواطنين تجاه العملية الانتخابية بشكل عام وايضا الاطمئنان على الجودة سيمكنالمحللين السياسيين من التنبؤء مبكرا بمدى إقبال الناخبين وقوى اندفاعهم صوب صناديق الاقتراع لأداء بأصواتهم لاختيار من يمثلهم في المستويات الانتخابية المُعلنة التي سيتم إجراءها في شهر أبريل القادم حسب ما تم إعلانه رسميا من الجهات المعنية بالعملية "الانتخابية " التي تُوصف من قبل الكثيرين بالمسرحية الهزلية ذات النتيجة المحسومة مُسبقا ولكنها مدفوعة بمبررات "الاستحقاق الدستوري والقانوني" الواهية ..وهي عملية حسب تحليل المراقبين بانها لا يعدو اكثر من محاولة يائسة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب الحاكم وفق فلسفة واستراتيجية الي حد ما معدلة وراثيا " للتكيف والتالقم " مع العواصف ولمجابهة التطورات والمتغيرات الاقليمية والدولية التي بدات تعصف بجماعات " الاسلام السياسي والهوس الديني" وعلى راسهم " الحركة الاسلامية السودانية" التي تمثل المرجعية الفكرية والسياسية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم . ليس من المُستبعد ان يثير موضوع "السراويل" هذا شيئا من الدهشة او الاستغراب على اقل قدير لدى بعض الاخوة القراء الذين قد يتصفحون مقالي هذا وربما يتساءلون عن المغزى من وراءها وقد يتساءلون عن "ماهية" الرسائل التي ينوييكاتب هذا السطور تمريرها وغيرها من التساؤلات والانطباعات الاولية التي تتناسل من ثنايا هذا الموضوع الذي يجسد قمة الاستهزاءوالاستخفاف بعقول الناس واختزال طموحاتهم وتطلعاتهم فقط في اقتناء جلابيب ومراكيب ابو نمر وسراويل ابو تكة وغيرها من سفاسف الاشياء بعد ربع قرن من الزمان شهد خلاله اكبر عملية لتشوش وتغييب قسري لذهن الانسان السوداني تحت مزاعم وخزعبلات إعادة صياغته من جديد باستغلال عاطفته الدينية الفطرية في اكبر سوق غوغائي لتجريب الخزعبلات يشهده التاريخ في خواتيم القرن العشرين لممارسة "هرطقة "بسم الدين لإرساء دعائم نهج الخضوع والخنوع ولترسيخ ثقافة الاستسلام التام والكامل للسلطان الحاكم بأمر الله حتى لو كان هذا السلطان الجائر "عبدا حبشيا "لا يجوز الخروج على طاعته ويجب الإذعان لأمره حتى يرث الله الارض ومن عليها ... ولكن السؤال المنطقي الذي يُولد من ثنايا خشخشة فك حبال "السراويل" وعلى ايقاع طبول الصوفية ودعوات مشايخ الخلاوي وغيرها من الوسائل والحيل التي يعول عليها اهل " الانقاذ " بشكل اساسي في حسم واكتساح الانتخابات القادمة لمصلحة مرشحي المؤتمر الوطني بلا منازع هو : هل تحقق كل شيء للإنسان السوداني بعد ربع قرن من حكم "الانقاذ" ولم يبق له شاغل اخر سوى اقتناء جلابيب وسروال ابو تكة..؟ ..من يستخف بعقل الاخر المؤتمر الوطني ام المواطن السوداني؟ .. كيف نقنع العالم في الالفية الثالثة وفي عصر التقنية الرقمية باننا شعب على قدر كبير من الوعي والنضج السياسي وفي نفس الوقت ننساق كالقطيع وراء شعارات الجوفاء لتمكين الدين وتطبيق الشريعة النظيفة ولا يكلفهم في حشدنا واستنفارنا اكثر من قرع طبول الصوفية ومناشدات مشايخ الخلاوي وفتاوي علماء السلطان السمجة ..كيف يحق لنا الادعاء باننا شعب رائد الانتفاضات والثورات وسبقنا شعوب حزام "الربيع العربي"في هذا المجال بعشرات سنين ..؟ ومن المفارقات المثيرة للاستغراب والدهشة ان مضمون الخطاب السياسي للمؤتمر الوطني هو نفس الخطاب ونفس الوعود والشعارات الجوفاء ما قبل ربع قرن ولم يتزحزح قيد انملة من اكذوبة.." سنعمل على تمكين الدين ..الدستور سيكون اسلاميا ولا مكان للعلمانية لأننا نعمل بما يرضي الله وسنطبق الشريعة الاسلامية التي تؤدي الي الجنة ولا مكان للبارات او الخمارات ..المشروع الحضاري لم يفشل فالمساجد ملأت السودان ..كم كان عدد المساجد والمصلين والمتهجدين قبل "الانقاذ" .....؟"واكثر ما يثير الدهشة والسخط والغضب وبرغم تكرار نفس النفاق الديني المألوف وبرغم إعادة تسويق السلعة البائرة من المؤلم والمؤسف ان تجد هناك ما زال من يصغي لهذا الخطاب السمج وينطلي عليه نفس الخدعة ويساهم ببلاهة متناهية في تثبيت اركان نظام الاستبداد والقهر والابادة لدورة جديدة.. اللهم نسالك اللطف والعافية ..! أ/ مبارك ابراهيم mailto:[email protected]@hotmail.com
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- يا تُرى.. لماذا ابتلى الله الشعب السوداني ب"الانقاذ"..؟ بقلم مبارك ابراهيم 03-22-15, 02:21 PM, مبارك ابراهيم
- صيحة الحياة في وادي.... مناوي وخليل وعبدالواحد ...! بقلم مبارك ابراهيم 01-14-15, 02:56 PM, مبارك ابراهيم
- قف تامل ! يا اسفلت ..يا فحم الاسود..يا سوداني بقلم مبارك ابراهيم 12-20-14, 05:15 AM, مبارك ابراهيم
- الجبهة الثورية امام تحدي تاريخي لم يسبق له مثيل 09-28-14, 04:41 PM, مبارك ابراهيم
- مناوي.....بين إعلاني باريس واديس ابابا 09-28-14, 04:03 PM, مبارك ابراهيم
|
|
|
|
|
|